بين غزة ومومباي.. مدن لا يملك أهلها رفاهية المسافة الآمنة من عدوى كورونا

آخر تحديث: الإثنين 30 مارس 2020 - 3:59 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

تقول جوسنا بيجام إن وجود مسافة آمنة من العدوى لها ولابنها مستحيل إذ يعيش كليهما فى منزل عشوائى تقطنه 4 أسر غيرهم بالعاصمة البنجالية دكا أكثر مدن العالم كثافة سكانية.

وبحسب وكالة أسوشيتد برس للأنباء فإن بيجام التى تعمل خادمة ب100 دولار شهريا وابنها الذي يبلغ 12 عاما يتشاركان نفس المطبخ مع 22 فرد آخرين فى بلد أغلقت محالها وجميع مرافقها باستثناء الصيدليات والبقالات محاولة من الحكومة لتجنب زيادة عدد الإصابات بكورونا.

ويقطن داكا 10 مليون نسمة منهم مليون شخص بالعشوائيات ويبلغ متوسط مساحات منازل المدينة أقل من 120 متر مربع.

ويقول مايك راين مسؤول برنامج طوارئ منظمة الصحة العالمية إن مستقبل انتشار الوباء متوقف على مثل تلك المناطق المكتظة بالسكان.

وعلى غرار داكا توجد مدن مثل مومباي الهندية وريو دي جانيرو البرازيلية وجوهانسبرج الجنوب إفريقية كلها تعانى من الإزدحام والافتقار للماء النظيف والمعقمات.

ويقول الخبراء إن الفيروس ينتقل بالسعال والعطس وحتى بفقاعات التى تخرج من الفم عند الكلام ويستطيع الانتقال بين متر ومترين فى الهواء قبل السقوط على الأرض.

وبالانتقال لمدينة جاكرتا الإندونيسية يقول أبو بكر 73 عاما الذى يعيش مع 3 أفراد عائلته بغرفة واحدة إنه لمجال للمسافات الآمنة لذا سيحاول عوضا عن ذلك بالبقاء نظيفا دائما بغسل يديه وإن كان ذلك شبه مستحيل فى منطقة تتعرض لتسربات الصرف الصحى باستمرار لدرجة تشقق السقف من مياه الصرف التى ترتفع لمترين عند الفيضان في منطقة عشوائية يقطنها الآلاف علي مسافات متقاربة من بعضهم إذ أن الحوارى والمساكن أضيق من أن تشكل مسافات آمنة بين المارة.

وتقول إليسا سودينو جيجا الباحثة بمركز روجاك الإندونيسي للعمران المدني إن إندونيسيا في ظل الكورونا يفتقر سكانها للمناديل والمعقمات والمياه النظيفة لذا لا تعد المسافات الآمنة المشكلة الوحيدة.

وفي مدينة مومباي الهندية التي شهدت 10 حالات كورونا حتى الآن وفى منطقة بيم نوجار العشوائية يقطن أبرار سومونو في منزل مع 11 أفراد أسرتها الذين ينام بعضهم خارج المنزل من شدة صغره.

ويقول أبرار إنه وعائلته لا يملكون أى مصدر للماء النظيف ويغسلون ملابسهم بغرفة غسيل عمومية مع بقية سكان العشوائية ولم توافق السلطات منذ زمن على مد مواسير مياه للمنطقة.

وبالانتقال إلى غزة الفلسطينية ذات المليوني نسمة الذين يعيشون على 140 ميل مربع فقط قامت إدارة المدينة سريعا قبيل ظهور أول حالات كورونا بمنع الأعراس وإغلاق المقاهى وإيقاف صلوات الجمعة ومطالبة الناس بالبقاء بمنازلهم ولكن فى مدينة تقطع فيها الكهرباء ربع اليوم يصعب بقاء أحد فى بيته.

وعلاوة على ذلك يصر الفلسطينيون الغزيون المحافظون على العادات عدم تجنب المصافحة بالأيدى بينما ينتشر كورونا باللمس مثلما ينتشر بالسعال تماما.

ويقول ياسر علون "رفضت ذات مرة مصافحة صديقى خوفا من العدوي نظرا لكبر سني فغضب منى فإضطررت لأرضيه أن أقوم بتقبيله ليس مجرد مصافحته".

ويحذر الخبراء الصحيون من خطورة الوضع بإفريقيا التي يتعدى عدد سكانها ملياري نسمة، والتي شهدت أكثر من 3000 حالة إصابة واضطرت سلطات بلدانها لاستخدام الرصاص الحي والغاز المسيل لفرض حظر التجوال والمسافات الآمنة.

وفي العاصمة النيجيرية لاغوس بمنطقة مكاكو العشوائية تحديدا إذ تقوم الأكواخ الصغيرة على بحيرات صرف صحى تتسرب لمياه البحر يقوم بايدون إدوارد بشرب الماء المعكر قائلا "لا توجد أمراض هنا ولتأتي الحكومة وتحلل الماء".

ويضيف بايدون الساكن البسيط إن الفيروس لن يصمد أمام الدخان والكحول مضيفا إنه يحمل قطعة زنجبيل إذا مزجها بالماء يعتقد أن تقيه كورونا.

وفى جنوب إفريقيا يذهب عشرات آلاف العمال يوميا لأعمالهم فى باصات ضيقة غير مجهزة بأبسط وسائل التعقيم ليعودو من أشغالهم لمنازل صغيرة يقطنها الكثير من الأفراد وسط ندرة بالماء النظيف.

ويقول ماندو ماسيميلا إنهم جميعا خائفين إذا وصل الفيروس لمنطقتهم لأنهم لا يملكون ما يتجنبون به العدوي.

ويقول وال سانتياجو مؤسس لجمعيتين أهليتين بعشوائيات العاصمة البرازيلية ريودي جانيرو إن الوجود حجر آمن بتلك المناطق مستحيلا لأن جدران المنازل ملتصقة ببعضها وكل منزل مألف من غرفتين أو 3 تحوى كل منهما 6 أفراد.

وأرفق دياجو بتغريدته على تويتر صورة لمنزل مكدس السكان قائلا "كيف نتعامل مع هذا مثلا".

ويقول جيف رمزى العامل بمركز واشنطن لأبحاث أمريكا اللاتينية إن معظم مجتمع تلك البلدان من العمال الذين يصعب إبقائهم بالمنازل وإلا يخسرون مصادر رزقهم لذا يتوقع أن تكون تلك المناطق من الأشد تضررا بكورونا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved