يسرا لـ«الشروق»: أحتاج إلى الضحكة في حياتي.. وتمثيل الكوميديا أصعب من التراجيديا

آخر تحديث: الجمعة 31 مارس 2023 - 12:59 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ أحمد فاروق:

* رسالة مسلسل ألف حمد الله على السلامة هى تسليط الضوء على صفاتنا الجميلة دون الإساءة للآخرين
* لم أعد أحتاج لإثبات نفسى فى الدراما الاجتماعية.. ووجودى فى رمضان لأكثر من 20 سنة إنجاز غير عادى
* كل عمل جديد هو مغامرة.. وإضحاك المشاهدين أصعب بكثير من بكائهم
* لا أحرم نفسى من شىء فى مهنة التمثيل.. وأريد تقديم عمل صعيدى مختلف بعيدا عن الثأر والانتقام
* عادل إمام أستاذ عظيم.. ومناقشته لموضوعات جادة من خلال الكوميديا سبب تفرده

تنافس الفنانة يسرا فى دراما رمضان هذا العام من خلال مسلسل «1000 حمد الله على السلامة»، الذى تخوض فيه تجربة الكوميديا بشكل صريح، وتعتبره امتحانا بالنسبة لها بعيدا عن الدراما الاجتماعية التى اشتهرت بتقديمها لأكثر من 20 سنة فى مواسم رمضان المختلفة.

«الشروق» التقت يسرا، لتتحدث معها عن شخصية «سميحة»، التى تسعى من خلالها لتغيير جلدها، وتسألها عن نوع الكوميديا التى تعتمد عليه فى الأحداث، كما تتحدث عن الرسالة التى أرادت أن ترسلها من خلال المسلسل، وما هى القوالب الفنية الأخرى التى تريد أن تقدمها.

تقول يسرا: شخصية «سميحة» امرأة كانت تعيش مع أسرتها لمدة 25 سنة فى كندا، تعتمد تمام الاعتماد على زوجها فى كل صغيرة وكبيرة، ورغم أنها حصلت على الدكتوراة أجلسها فى البيت بدون عمل، لترتاح وتكون سيدة منزلها، لكن بعد أن توفى زوجها واكتشفت أنه ترك لها إرثا، قررت أن تعود إلى مصر مع ابنيها.

و«سميحة» شخصية ساذجة لا تعرف شيئا عن الدنيا، إلا أنها تعتقد بل وتدعى معرفة كل شىء، لكن الواقع يقول إن شخصيتها بدأت تتكون منذ هذه اللحظة، التى بدأت فيها الرحلة إلى مصر وتواجه الحياة.

> لماذا قررتِ المشاركة فى موسم دراما رمضان بمسلسل كوميدى؟
ــ الاتجاه للكوميديا كان قرارا بالفعل، وقرأت أكثر من 10 سيناريوهات لم تعجبنى حتى وجدت مسلسل «1000 حمد الله على السلامة»، وشعرت أنه مناسب لى، لأقدم من خلاله مواقف كوميدية.

> لكن الجمهور ارتبط بيسرا لسنوات طويلة فى الدراما الاجتماعية.. أليست مجازفة الذهاب للكوميديا الصريحة؟
ــ كل عمل جديد هو مغامرة، سواء تراجيدى أو كوميدى، سواء كان فى قالب أنت ناجح فيه أو جديد عليك، فلا أحد يعرف إذا كان العمل سينجح أم لا قبل أن يقدمه، لذلك نحن ندرس الأمر جيدا ونفعل كل ما فى وسعنا لتقديم عمل يحترم المشاهد، لكن النجاح والتوفيق فى النهاية من عند الله.
والحقيقة أننى فى الدراما الاجتماعية، لم أعد أحتاج لإثبات نفسى، فقد قدمت التراجيدى والدراما لسنوات طويلة، لكنى كنت أحتاج لامتحان نفسى فى الكوميديا، ولذلك ذهبت لهذه المنطقة عن قصد، لأننى أريد أن أقدم عملا يضحك الجمهور، ويرسم البسمة، ويضفى حالة من البهجة و«الفرفشة» فى البيوت.
وبالمناسبة المسلسلات التراجيدى والدراما متاحة بالنسبة لى طول الوقت، وسأعود إلى تقديمها فى المواسم المقبلة، ولكنى فى هذه اللحظة كنت أحتاج إلى تغيير جلدى، لأن تجسيد شخصية لم أقدمها من قبل مثل «سميحة»، منحنى شغفا وطاقة كبيرة، أتحدى من خلالها نفسى، وأثبت أننى قادرة على تقديم كل الألوان والقوالب الفنية.
فالتحدى الرئيسى للفنان ألا يعيش فى قالب واحد، وألا يستنزف القالب الذى نجح فيه، لدرجة أنه لا يجد جديدا يقدمه، فيبدأ فى تكرار نفسه، لذلك الطبيعى عندما يتاح للفنان قالب آخر يقدم من خلاله نفسه، لا يتردد، حتى يكون لديه شغف لتقديم هذا العمل.

> هل تصنفين نفسكِ ممثلة كوميدية فى هذا العمل؟
ــ ولماذا أصنف نفسى، وأضع نفسى تحت إطار معين، أنا ممثلة قادرة على تقديم كل القوالب الفنية، ولكى لا يقال إن يسرا وضعت نفسها فى قالب واحد، فأنا قدمت كل شىء الحمد لله.
لكنى لست ممثلة كوميدية صريحة، فأنا يمكننى تقديم كوميديا الموقف كما يحدث فى هذا المسلسل، ولكنى لا أستطيع تقديم كوميديا الفرس، وبالتالى لم يكن واردا أن أعتمد على نفسى فقط فى المسلسل، ولذلك كان طبيعيا بل وضروريا وجود كثير من نجوم الكوميديا إلى جانبى، سواء كشخصيات رئيسية أو كضيوف شرف، لأننى كما قلت يمكن لأى ممثل أن يقدم كوميديا الموقف، لكن ليس متاحا لكل الممثلين تقديم كوميديا الفرس، وبالتالى وجود ممثلى الكوميديا فى المسلسل بكثرة إضافة ويمنح المسلسل ثقلا، والحقيقة أنا سعيدة جدا بالتعاون مع كل الممثلين الذين أعمل معهم، سواء فى الكوميديا أو بعيدا عنها، ومبهورة بآدم الشرقاوى ومايان السيد وعنبة وأوتاكا، وسعيدة أيضا بضيوف الشرف بيومى فؤاد ومى كساب وعلاء مرسى، وغيرهم.

> الجمهور المصرى معروف بخفة الدم.. هل ذلك يصعب عليكِ المهمة؟
ــ نحن الشعب المصرى معروف بخفة الدم، وإذا لم نجد «نكتة» تضحكنا، نسخر من أنفسنا بطريقة كوميدية، فالكوميديا فى دم المصريين، وهذه ميزة، وستجد أن نوع الكوميديا المصرى مفهوم لكل العالم العربى، والجميع يفهم «الإفيه» الذى يقال فى المسلسلات المصرية، وهذه ميزة كبيرة.
والكوميديا أصعب بكثير من التراجيدى، فأن تخرج ضحكة الجمهور من القلب أصعب بكثير من أن تجعله ينزل «دمعة»، فيمكن من خلال مشهد أو حكاية تجعل المشاهد يتأثر ويبكى وهو يشاهدك، لكن إضحاك الناس هو الأصعب، وأنا أحببت أن أقدم كوميديا ليس فقط لإضحاك الناس، ولكن لأننى شخصيا أحتاج إليها فى حياتى، فأنا أشعر أننى متعبة، وأحتاج إلى هذا التغيير، وشعرت أن هذا من الممكن أن يتحقق من خلال تقديم عمل كوميدى، حتى لا أشعر أننى حرمت نفسى من شىء فى مهنة التمثيل، وأكون قدمت كل القوالب الفنية، كما أن كل المشاهدين يبحثون عن الضحكة، ويريدون أن يكونوا مبسوطين بعد كل عمل يشاهدونه.

> إلى أى مدى استفدتِ من تجربتكِ مع الفنان عادل إمام عندما قررت تقديم الكوميديا الصريحة؟
ــ مؤكد أننى اكتسبت من عملى مع عادل إمام الكثير، فعادل إمام أستاذ عظيم، ولو عملت معه ولم تستفد أكون مقصرة.
والحقيقة أن ما يتفرد به عادل إمام، أنه قدم موضوعات مهمة من خلال الكوميديا، وعمل مواقف مهمة إنسانية من خلال الكوميديا، وتحدث فى تفاصيل كثيرة أخرى فى الحياة من خلال الكوميديا، وطرح حلول لكثير من المشاكل من خلال الكوميديا، وهذا أصعب أنواع الكوميديا من وجهة نظرى، أنه يناقش موضوعات جادة وفى نفس الوقت الابتسامة موجودة.

> وما هى الرسالة الأساسية التى تحرصين على أن تصل للجمهور من خلال المسلسل؟
ــ الرسالة الأساسية من مسلسل «ألف حمد الله على السلامة» أن المواقف التى تعرضت لها «سميحة» وأبناؤها بعد أن جاءت من كندا إلى مصر، ووجدت نفسها بلا منزل ولا أموال، مؤكد أن حياتها لن تكون بهذه السهولة، إذا كانت ذهبت إلى أى دولة أخرى بالعالم، فلن يعرض عليها أحد أن تقيم عنده، ولن يعطيها أحد أموال لتنفق منها، ولن تجد سائق تاكسى يتحرك معها بدون أن يحصل على مقابل، وكذلك صاحب الكشك الذى أهدى ابنتها مشروب، والضابط الذى تعاطف معها وعاملها بكل لطف، فالمسلسل يسلط الضوء على ثقافة وجدعنة وصفات الشعب المصرى الفريدة والجميلة دون الاساءة لأى شعوب أخرى.
وفى الحلقة الأولى للمسلسل، كنت حريصة على أن تظهر فى الأحداث صور موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وكوكب الشرق السيدة أم كلثوم والعندليب عبدالحليم حافظ، لأنهم أكثر ثلاث فنانين ربطوا العالم العربى ببعضه، فكان طبيعيا أن الأم فى هذا المشهد تكلم آباءها عن هؤلاء العمالقة الذين صنعوا القوة الناعمة لمصر.

> نشعر أنك فى مرحلة العمل لإرضاء نفسك ومزاجك أولا؟
ــ بالفعل أنا أعمل لمزاجى، ولإرضاء نفسى أولا، كما أعمل أيضا لإرضاء الجمهور الذى يريد أن يرى يسرا فى قوالب فنية وشخصيات مختلفة.
فأنا لا أعمل بمنطق أننى لازم أعمل مسلسل علشان أحافظ على تواجدى السنوى فى رمضان، ولكنى أبحث واجتهد كل عام حتى أختار العمل الذى أطل به فى هذا الموسم المهم، وأحافظ من خلاله على مساحة الثقة بينى وبين الجمهور التى استمرت لأكثر من 20 سنة فى مواسم رمضانية متتالية.

> كيف حافظت على مكانك فى موسم رمضان لأكثر من 20 سنة؟
ــ وجودى على عرش دراما رمضان لأكثر من 20 سنة هو فى حد ذاته إنجاز غير عادى، والفضل فيه يعود إلى الجمهور العظيم الذى أحترمه، ومن أجل الحفاظ على هذه المكانة التى وضعنى فيها الجمهور، أتفانى فى عملى لأقدم أعمال تليق بالجمهور سنويا، فأنا أحب الشغلانة فعلا، ولا أتخذها وسيلة فقط.
والحفاظ على مكانى فى رمضان تحدٍ كبير لى شخصيا، أن أستمر بأعمال جيدة يحترمها المشاهد، ويرانى فيها بشكل مختلف وليس مكررا، هذا تحدٍ كبير بالنسبة لى، لأن هناك كثيرا من النجوم يدخلون رمضان موسما أو موسمين أو ثلاثة، وهناك من يستمر فترة أطول، ثم يخرج من السباق، لأنهم لم يستطيعوا التجديد من أنفسهم وبالتالى لم يحافظوا على مكانهم.

> أخيرا.. ما هى المناطق الأخرى غير الكوميديا التى تفكرين فى تقديمها؟
ــ كل منطقة جديدة سأجد لها سيناريو جيدا سأقدمها على الفور، فمثلا الدراما الصعيدية، لم أقدمها من قبل، لكننى أنتظر سيناريو مختلفا أقدم من خلاله الصعيد بشكل مختلف، لكن إذا جاءنى مسلسل فكرته مكررة تقدم الصعيد بالصورة النمطية التى اعتادت الدراما على تقديمها لن أوافق، فأنا لا أريد أن أكرر ما تم تقديمه من قبل. لا أريد أن أقدم مسلسلا صعيديا عن الثأر والانتقام، لأن من المؤكد هناك موضوعات أخرى جميلة فى الصعيد تستحق أن نقدمها على الشاشة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved