من هما الأخوان لاما الفلسطينيان اللذان ساهما في صناعة السنيما المصرية؟

آخر تحديث: الخميس 30 أبريل 2020 - 7:18 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

تمر هذا الشهر ذكرى ميلاد الممثل الفلسطيني بدر لاما، الذي وُلد في 23 أبريل عام 1907، والذي كان له دور هام مع أخيه إبراهيم لاما، في باكورة الإنتاج السينمائي المصري، مع أسماء هامة كانت في هذه المرحلة، عشرينيات القرن الماضي، ساهموا جميعا في نشأة السينما المصرية في مرحلة مبكرة.

بدر لاما من مواليد إحدى المدن الفلسطينية، هاجر إلى الأرجنتين، ثم عاد إلى مصر مع أخيه المخرج إبراهيم لاما، وبدآ في تنفيذ أفكارهما السينمائية، وتميزت أعمال بدر بمعاونة الأخ باهتمامها بالنزعة العربية، وتمجيد الشخصية العربية وسامتها، ويتضح ذلك من خلال نوعية الأفلام التي قدمت، وتحدث عنها العديد من النقاد والكتاب، ونرصد بعضها في السطور التالية في ذكرى ميلاده.

قال الباحث والكاتب أيمن ثابت، في كتابه موسوعة "تراث مصر": "في الوقت الذي كانت فيه عزيزة أمير تعمل في فيلمها الأول ليلى كانت منطقة فيكتوريا بالإسكندرية تشهد أول تجارب الشقيقان إبراهيم وبدر لاما، في فيلمها الأول، قبلة في الصحراء، وسبق وأقام بدر مسابقة لاختيار وجوه جديدة للبطولة أمامه، ولم تتقدم أية مصرية للمسابقة وقتها، وكانت الفائزة لهذا الدور فتاة فرنسية"، ونلمح من هذا مبادرة الأخوين في هذا الوقت المبكر في عشرينيات القرن الماضي، للاهتمام باكتشاف وجوه فنية للفن الحديث الذين يقومون بمحاولة إيقاظه في مصر، بعد انتشاره بفترة قليلة في دول العالم الغربي.

وتفسيرا لاهتمام إبراهيم بالموضعات الفنية التي تدور في الصحراء، والقصص التي تعبر عن شخصية البدوي بشكل عام، قال الباحث: "كان بدر لاما مولعا بأفلام رودلف فالنتينو وخاصة بفيلمه الشيخ الذي تدور أحداثه في صحراء البدو، ومنه اقتبس القصة وحولها لقبلة في الصحراء، ولم يكتف باقتباس القصة بل أسلوب رودلف وقلده في طريقة الجلوس والمشي وركوب الخيل".

ونذكر أن أفلام رودلف فالنتينو أطلق عليها مؤرخو السنيما أفلام الشيخ نسبة لفيلمه الأول حيث أجواء البدو والمغامرات، وأفلام الأخوين لاما كانت من هذه النوعية، وذلك يفسر أن ضمن 22 فيلما سينمائيا مثلهم بدر لاما، كان أكثر من النصف أعمال سينمائية تدور أحداثها في الصحراء والبدو.

ومن الجوانب الأخرى التي ركز عليها بدر لاما في الأفلام التي قدمها في السنيما المصرية، كانت الأفلام التاريخية، فقد قدم بدر لاما أفلام "صلاح الدين الأيوبي" و"قيس وليلى"، و"كيليوبترا".

ويذكرنا التاريخ السينمائي المصري بقلة الأفلام التاريخية، ورغم أنها كانت فترة مبكرة وتتسم بضعف الإمكانات، إلا أن بدر لاما مع أخيه حاولا أن يقدما هذه النوعية، ومنها فيلم "كيلوبترا"، وجسد بدر شخصية أنطونيوس، وذكر محمود قاسم ما سجله بدر بخط يده في كراس ذكريات وقع عليها نجوم العمل، في كتابه "تاريخ السنيما المصرية.. قراءة الوثائق النادرة"، وقال بدر فيها: "تمنيت أن أمثل دور انطونيوس لكي أجسد فيه مختلف العواطف فهو يحمل الكثير من بطولة القائد المصحوبة بلوعة الحب".

وتحدث محمود قاسم في كتابه "الفيلم التاريخي في السينما المصرية" عن فيلم كيلوبترا، وقال إن هذا الفيلم والقائمين عليه يستحقون التحية وبصرف النظر عن أهمية فيلم كيلوبترا، فإن تجربة الأخوين لاما كانت هامة، رجِعا إلى أزمنة عديدة فرعونية وإسلامية فضلا عن أفلامهما البدوية، واعتمد ابراهيم لاما على المغامرة والفروسية، حيث كان يفصل دور البطولة لأخيه المغامر الفارس.

ويرجع ذلك لسببين، أن الأخوين قد عاشا حياة ترحال وتنقل، فتمتعا بروح المغامرة، أما الثاني فهو مرتبط بصفات بدر نفسه، فقد كان يتمتع بجسم رياضي قادر على الحركة ويمتلك مواهب متعددة تتيح له أن يكون مغامر السينما.

أما السيناريست والناقد وليد سيف، فقد عبر عن أهمية بدر لاما، ومشروعه الفني مع أخيه، في كتابه "ما السينما"، وقال: "ومن بعد فيلم ليلى، يأتي فيلم قبلة في الصحراء عام 1928، وهو يعد باكورة الأفلام التي تعتمد على الحركة والمغامرات، التي تدور في إطار عاطفي...وكانت ملامح هذا الفيلم مؤثرة تبناها الفيلم المصري كثيرا مغازلا جمهوره الطامح في إعلان شأن الوطن والمواطن العربي، ونزعة نحو التأكيد على صفاته الأصلية بعد قرون طويلة من الاحتلال".

وتكن أهمية هذه الأفلام الأولى في السينما أنها كانت التأسيس الذي استمد منه فيما بعد وقامت عليه أفلام كثيرة، بشكل تنميطي للشخصيات والأماكن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved