هل يُغذي فيروس كورونا الانقسامات السياسية داخل الولايات المتحدة؟

آخر تحديث: الثلاثاء 30 يونيو 2020 - 2:39 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

أثار وباء فيروس "كوفيد-19" دعوات للوحدة وعدم الانقسام، وكان من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حث المسؤولون الناس على حماية بعضهم البعض من خلال تجنب الحشود، والبقاء في المنزل إذا أمكن، والحفاظ على نظافة اليدين، ولكن كما هو الحال غالبا فإن السياسة تقسم الآراء سواء كان الأمر يتعلق بآراء فردية حول تهديد الفيروس أو رد فعل حكومات الولايات والحكومات المحلية في التعامل معه.

على سبيل المثال قد ذكر موقع "يو إس نيوز" الأمريكي، في أحد تقاريره مايو الماضي، أن دراسة لمركز بيو للأبحاث وجدت انقسامات عميقة بين الديمقراطيين والجمهوريين في توجههم، غنحو 59% من الديمقراطيين مقابل 33%من الجمهوريين يرون أن الفيروس خطرا كبيرا على الصحة في الولايات المتحدة، بالرغم من تحذير خبراء الطب والأوبئة من أن الفيروس يمكن أن يؤثر على ملايين الأمريكيين.

ووجد الاستطلاع نفسه أن 12% من الديمقراطيين يعتقدون أن الرئيس دونالد ترامب يقوم بعمل جيد في التعامل مع الأزمة، و82% من الجمهوريين قالوا إن ترامب يقوم بعمل جيد إلى حد ما.

وأظهر استطلاع منفصل أجرته شركة سيفيكس لاستطلاعات الرأي أظهر أن 79% من الديمقراطيين قلقون بشأن فيروس كورونا، بينما يشارك 39% من الجمهوريين هذا القلق.

وفي تحليل جديد للانقسامات السياسية في الآراء حول فيروس كورونا، نشر موقع سيكولوجي توداي، تقريرا حول آراء كل من الليبراليين والديموقراطين حول خطورة فيروس كورونا.

وقالت فينيتا ميهاتا، طبيبة نفسية إكلينيكية: "للأسف حتى أزمة الصحة العامة الوجودية مثل الوباء العالمي غارقة في السياسة الحزبية، وبحسب أحد الاستطلاعات، أعرب 35% من المحافظين عن قلقهم بشأن الفيروسات التاجية ، مقارنة بـ 68٪ من الليبراليين، وكان 42٪ فقط من الجمهوريين يخشون أن يتعرضوا هم أو أحد أفراد العائلة للفيروس، لكن 73٪ من الديمقراطيين و 64٪ من المستقلين عبروا عن خوفهم".

وأكملت: "إذا كان المحافظون يخشون الإصابة بالمرض أكثر من الليبراليين، فلماذا هم أقل اهتمامًا بالفيروس التاجي؟ كان هذا السؤال محور دراسة جديدة بقيادة لوسيان كونواي من جامعة مونتانا، حيث أراد هو وفريقه تمييز ما إذا كان ذلك بسبب الخبرة أو السياسة".

وبدأ كونواي ومعاونيه في الدراسة بتقييم ما يقرب من 1000 من المشاركين على ستة أبعاد، التي يختلف فيها المحافظين والليبراليين من حيث وجهات نظرهم، واستجابة الحكومة للوباء.

وكشفت النتائج أن المحافظين أكثر رفضًا للوباء من الليبراليين بسبب معتقداتهم السياسية، بما أن المحافظين عادة لا يدعمون القيود الحكومية، فإنهم متحمسون لتقليل خطورة التهديد، فإذا أخذوا التهديد الفيروسي على محمل الجد، فسيتعين عليهم النظر في التدابير الحكومية التي لا تتوافق مع معتقداتهم.

وتشير نتائج الباحثين إلى أنه مع تزايد تجارب وتأثيرات فيروسات التاجية، تصبح الأيديولوجية السياسية أقل أهمية في تقييم خطر الفيروس، وتتماشى هذه الفكرة أيضًا مع الأبحاث التي تظهر أن الخوف والتعاطف يشجعان على زيادة الامتثال للتمييز الجسدي على الأيديولوجية السياسية.

وقالت سوزان ميليجان، محللة سياسية أمريكية، في تقرير مارس الماضي، إنه من خلال متابعة الإجراءات ظهر انقسام بين الولايات والمحليات في اتخاذ الإجراءات، حيث تتحرك المدن المؤيدة للجمهوريين بسرعة أكبر من المجتمعات المنتمية للمحافظين.

على سبيل المثال اتخذ حاكم ولاية نيويورك الديمقراطي أندرو كومو عددًا من الخطوات، بما في ذلك حظر تجمعات 50 شخصًا أو أكثر، وخفض عدد العاملين في المواقع الميدانية مثل الإسكان والبناء إلى النصف، بينما أمر حاكم واشنطن جاي إنسلي، وهو ديمقراطي، بإغلاق الحانات والمطاعم على مستوى الولاية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved