روتين وضوء ورائحة.. كيف يعرف كلبك موعد طعامه أو الخروج؟

آخر تحديث: الخميس 30 يوليه 2020 - 6:05 م بتوقيت القاهرة

محمد نصر

عادة ما يلاحظ مربو الكلاب التزامها بالروتين، يظهر ذلك في إدراكها للمواعيد التي من الممكن أن تغيب عن ذهن أصحابها.

وتقول كاثرين ماير في موقع "بوب شوجر" الترفيهي، إن كلبتها تستيقظ كل يوم في السابعة صباحًا، متحمسة للخروج من المنزل ومن ثم ترجع لتناول وجبة إفطارها، وفي الساعة العاشرة صباحًا تأتي إليها لتخرج بها في تمشية منتصف النهار، وتفعل ذلك أيضا بحلول الساعة السادسة مساءً، حيث تأتي إليها وتحدق بها وتهز ذيلها، لتقول إنها تريد تناول وجبة العشاء.

وتشير كاثرين إلى إدارك كلبتها أيضا لمواعيد أخرى، مثل موعد عودة زوجها من العمل، وكذلك وقت اللعب ووقت مشاهدة التلفزيون.

وحاولت كاثرين معرفة سر "عبقرية" كلبتها، وكيف يمكنها إدراك الوقت، من خلال سؤال بعض الخبراء والأطباء البيطريين.

هل يمكن للكلاب معرفة الوقت؟

عادةً ما تعرف الكلاب متى يحين وقت طعامها أو التنزه اليومي، وموعد رجوع مالكها إلى المنزل، من خلال مجموعة من الإشارات، والتي ترجع جزئيًا إلى قدرة الكلاب على الشعور بتغير الضوء ودورة النوم والاستيقاظ والروائح، وهو ما يساعدها على قياس الوقت، كما تعتمد في جزء من هذا أيضا على روتين مالكيها.

وعلى عكس القطط، تعد الكلاب حيوانات اجتماعية جدا، وتندمج في حياتنا والروتين الخاص بنا بسرعة كبيرة، ويقول جيسون رابي، طبيب بيطري بولاية لوس أنجلوس الأمريكية: "هناك على الأرجح عناصر متعددة لكي يبدو الكلب مدركا لوقت تناول الطعام - كالشعور بالجوع، روتين المالك، وكذلك إيقاعهم اليومي".

ويضيف اختصاصي سلوك الحيوانات الأليفة، ويل برونر، "إن الكلاب تتناغم مع فترات نشاط عائلتها (مالكيها)"، ويقول "تنام كلابي تنام ما دمت نائما، ولكن بمجرد أن أبدأ في الاستيقاظ أو يتغير إيقاع تنفسي أو أتحرك قليلاً في السرير، فإنهم يستيقظون، موضحا: "سوف يتبعون تلميحات وإشارات عائلتك."

هل لدى الكلاب ساعة داخلية؟

نعم هذا صحيح، ويوضح الدكتور رابي أن الدراسات الحديثة أظهرت أن الكلاب من المحتمل أن يكون لديها آليات داخلية لمعرفة الوقت، وهي مزيج من الضوء والروائح والروتين.

وتشير إحدى النظريات المفسرة لإدراك الكلاب للوقت إلى أنها تقيس الوقت بطريقة مشابهة للإنسان، باستخدام آلية تنظيم ضربات القلب الداخلية.

ومثل معظم الحيوانات، تتأثر الكلاب أيضًا بشكل كبير بالإيقاع اليومية، حيث تؤثر كمية ضوء النهار على روتينها اليومي مثل دورات النوم والاستيقاظ.

الروائح تلعب دورًا أيضًا، ويوضح برونر: "الكلب لا يقرأ الساعة بقدر ما يقيس مستوى من الرائحة في المنزل، ولذا عندما يغادر المالك المنزل، تكون رائحته داخل المنزل في مستوي معين يبدأ في الانخفاض بمرور اليوم لعدم وجوده، والكلاب قادرة على اكتشاف متى تصل الرائحة إلى نقطة معينة، وعندها سينهض وينتظر صاحبة عند الباب ".

هل يساعد البشر الكلاب على معرفة الوقت؟

هذا جزء من قدرتها على الأرجح، بحسب فيكتوريا هامر، الطبيبة البيطرية، بولاية بنسلفانيا الأمريكية، والتي تقول: "أعتقد أنه شيء تعلموه مع ممارسة الروتين الخاص بنا، فلا أعتقد أن الذئب في البرية يعرف أن وقت الغداء قد حان أو أن قائد مجموعته سيعود إلى الملجأ. جزئيًا أعتقد أن هناك ساعة داخلية قمنا بإنشائها".

هل هناك فوائد أو سلبيات لوجود ساعة داخلية لدى الكلاب ؟

الجواب هو نعم هناك سلبيات وإيجابيات، فالكلاب مثل البشر تستفيد من الروتين والنظام، لا سيما الكلاب التي تعاني من القلق، حيث يجلب لها الروتين الاستقرار والراحة التي يحتاجون إليها.

في الوقت نفسه يقول برونر، إن معظم الكلاب المتكيفة جيدًا تحب التحديات، سواء كان ذلك يعني أنك تمشي في طريق مختلف عن المعتاد أو أن لديك وقت مخصص للعب، مضيفًا "إذا كنت متشددًا جدًا في روتينك، فسيواجه كلبك صعوبة في أي تغييرات تفرضها، أما إذا خالفت الروتين بعض الشيء، سيقبل كلبك هذه التغييرات بشكل أفضل".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved