تنازل بالإكراه وفضائح.. سيدات يروين تجاربهن مع قائمة المنقولات الزوجية

آخر تحديث: السبت 30 يوليه 2022 - 6:38 م بتوقيت القاهرة

إلهام عبد العزيز

"القايمة سقطت في مصر"، بهذا العنوان نشر الدكتور إسلام عبد المقصود، الأستاذ بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، منشوراً حول فكرة قائمة المنقولات الزوجية التي يتم إلزام الزوج بها عند الزفاف، مما أثار جدلا واسعا الأيام الماضية، ولا يزال مستمراً على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأبدى الكثير من الشباب اعتراضه الشديد على فكرة القائمة باعتبارها أداة ضغط في يد الزوجة تستخدمه عند الخلاف مع زوجها ووصول الأمر للطلاق، ولكن قائمة المنقولات الزوجية لم يتضرر منها الرجال فقط، بل يختلف الضرر والمتضرر في كل قصة عن غيرها، وفي هذا السياق تواصلت الشروق مع عدد من السيدات ليروين تفاصيل حصولهم علي قائمة الزواج بعد إنتهاء إجراءات الطلاق أو الخلع، وكذلك بعض السيدات اللاتي يروين تفاصيل غريبه حدثت معهن أثناء كتابة القائمة، وفي السطور التالية نرصد ذلك.

تنازلت عن القائمة مقابل الطلاق
بهذه الكلمات بدأت "داليا. م"، حديثها عن تجربتها مع قايمة المنقولات الزوجية حينما أرادت الانفصال عن زوجها، فتقول: قضيت مع زوجي ١٠ سنوات وساندته حتى أصبح ميسور الحال، لكنه رغم كل ذلك لم يعترف بالجميل، فما وجدت منه سوى الإهانة والضرب.

وتابعت داليا، التي تعمل مدرسة بإحدي مدارس اللغات الخاصة: تحولت حياتي إلى جحيم وشاهدت بيتي ينهار أمام عيني، فها هو زوجي لا يعرف سوى طريق الإدمان الذي أفقده عقله، فترك مسئولية البيت والأولاد على عاتقي، فضاقت بي الأرض من هذه الحياة البائسة، وهنا فكرت في الطلاق.

ولم يمر الطلاق بسلام، وعانيت كثيراً حتى اضطررت للتنازل عن كافة حقوقي ومنها قايمة المنقولات والذهب والمؤخر وحتي النفقة، وما فكرت سوى في أولادي، ومصيرهم الذي ينتظرهم، فطلبت منه التنازل لي عنهم وبالفعل وافق على التنازل عن الأبناء، قائلاً: "خوديهم أنا مش عايزهم ولا عايز أشوفهم".

«مش عايزة قايمة أنا عايزة الطلاق»
كان هذا هو الطلب الوحيد الذي رددته "سلوى، ح" أمام القاضي وأثناء إجراءات الطلاق، وتقول سلوى "للشروق": بالفعل لم أطلب سوى الطلاق والخلاص من هذا الكابوس، ولم أتنازل عن القايمة فقط، بل تنازلت أيضاً عن أبنائي، نعم تركتهم فقد فاض بي الكيل من هذه الحياة التي أعيشها وأنا لا استطيع تحمل مسئوليتهم خاصة أنني على يقين أن والدهم لن يتكفل بدفع نفقة أو غيرها حتى لو ألزمه القانون بذلك.

وأضافت: تركت أبنائي فلذة كبدي وقلبي ينفطر عليهم، لكنني حاولت كثيراً الحفاظ على بيتي، لكنه لم يعطني الفرصة، تعرضت علي يديه لكل أنواع التعذيب، ذات يوم قام بوضع ماء في إناء كبير وقام بتوصيله بسلك كهربائي وهددني إذا لم أوقع على وصولات أمانة سيقوم بوضعي في هذا الإناء وبالطبع قمت بالتوقيع عليها، ولكن تدخل الوسطاء بيننا وقاموا بأخذ هذه الأوراق وتمزيقها.

وتابعت: ما أزعجني من كل ذلك، أنه كان يقوم بهذه الأفعال دون سبب يذكر، أو بأقل الأسباب التي لا تستدعي ذلك، أنا الآن حُرمت من رؤية أبنائي لكني خرجت من سجن كبير، تنازلت عن كل شيء حتى أتخلص منه ومن سنوات الجحيم التي رأيتها معه.

خلاف على كتابة غرفة الأطفال في القايمة
في قصة مختلفة عما سبق، تروي "دعاء، ع" قصتها مع قايمة المنقولات الزوجية، فتقول: قبل زفافي بيوم واحد، وأثناء كتابة القايمة، إذا بأخو زوجي يرفض كتابة غرفة الأطفال في القايمة بحجة أنه هو من قام بشراءها كهدية لأخيه.

وأثار هذا الفعل حفيظة أسرتي ووصل الأمر إلى إلغاء الزواج، وبعد تدخل الناس بينهم، طلب أخو زوجي أن يقوم بتسجيل الغرفة ولكن بسرير واحد بدلاً من الإثنين وبالفعل استجاب أبي لرغبته.

أم العريس ترفض كتابة غرفة السفرة في القائمة
تقول "علا، س": كانت أمي قد اشترت غرفة السفرة كهدية لأخي، وطلبت منه عدم كتابتها في القايمة، لكن والدة العروسة أصرت على إضافتها للقايمة، وبين رفض أم العريس وإصرار أم العروس، نشبت خلافات كثيرة كادت تصل إلى عدم إكمال الزواج، لكن كالعادة وبعد تدخل كبار العائلة قاموا بتنفيذ ما طلبته أم العروسة بتسجيل الغرفة في القائمة.

«لو ممضتيش تنازل عن القايمة هنصورك في وضع مخل ونفضحك»
تقول "رحاب، ح": لما تقدم زوجي لخطبتي وعدني أن يكون لي الداعم والسند، ووعدني أيضاً بترك تعاطي المخدرات، ولذا قبلت الزواج منه، ولكن بعد الزواج لم يفي بأي من وعوده، فقضيت معه عام كان من أسوأ أيام حياتي وتمنيت لو أنني مت قبل هذا.

وتابعت: بعد مرور شهرين على زواجنا ذهبت إلى الطبيب ليخبرني أنني لن أنجب أطفال حيث أنني أعاني من مشكلة في الرحم، وبعدها بدأت حماتي في مضايقتي وكنت تقول لي إبني مش هيكلف إيجار شقة لوحده زيها زي الراجل، وأيضاً تقول إحنا مش هنصرف على واحده عاقر.

وأضافت: في ظل هذه الظروف السيئة اكتشفت أن زوجي عاد لإدمان المخدرات مرة ثانية، وبدأت أطلب منه التخلي عنه لكنه كان دائم الرفض، بل كان يتحدث مع الفتيات في الهاتف أمام عيني وبينما هو ينام بجواري، وذات يوم وبعد خروجه للعمل، فوجئت بمجيء حماتي وشقيقة زوجي، يطلبون مني ترك المنزل والتنازل عن كافة حقوقي، ولما رفضت ذلك، هددوني بتصويري مع شاب في وضع مخل حتى يوجهون لي تهمة الزنا حتي لا أحصل على أي من حقوقي.

وأردفت: حينها قولت في نفسي لن أجلب لأهلي العار مهما كان الأمر، ولكنني في ذات الوقت رفضت التوقيع على التنازل، ووجدت نفسي في حيرة من أمري، ووجهت أنظاري ناحية الشرفة، وقولت في نفسي الموت أهون من الفضيحة، ولكن بعدها عدلت عن قرار الانتحار وبالفعل تنازلت وقومت بالتوقيع على إقرار التنازل عن كافة حقوقي المذكورة في قائمة المشغولات وها أنا الآن اتنقل بين المحاكم أحاول استرداد حقوقي.

«هنجيب ٣٠ جرام ذهب وهنكتب في القايمة ٧٠»
في ذات السياق، تروي "مريم. م"، قصتها مع قايمة المشغولات، قائلة: تقدم لخطبتي أحد الشباب من قرية مجاورة، وعند الاتفاق علي الزواج، قال والد العريس أنه سوف يشتري ٣٠ جرام ذهب فقط، وهنا اعترض والدي وأعمامي، فلم يعجبهم هذا القدر القليل من الذهب حسب العرف السائر في قريتنا.

وتابعت: بعد نقاش كبير، ومع إصرار والد العريس على كلامه، طلب والدي منه أن يشتري ما يريد ولكن بشرط كتابة الذهب بمقدار ٧٠ جرام في القايمة، وبالفعل وافق أهل العريس على ذلك بل وأصبح هذا الشرط هو السائد عندنا من باب التخفيف على أهل العريس وفي ذات الوقت ضمان لحق العروس.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved