عقيل بشير: حل أزمة جامعة النيل فى إبقائها بعيدًا عن مشروع زويل

آخر تحديث: الخميس 30 أغسطس 2012 - 11:05 ص بتوقيت القاهرة
خالد أبوبكر

اعتبر المهندس عقيل بشير، رئيس الشركة المصرية للاتصالات، ورئيس مجلس أمناء جامعة النيل السابق، اعتصام طلاب الجامعة داخل أسوار مدينة زويل للعلوم، احتجاجا على ضم مبانى الجامعة إلى هذه المدينة ــ حقا مشروعا.. فى ظل قلقهم على مستقبلهم، بعد أن ساد الغموض مستقبل الجامعة، بموجب قرار رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف بضم مبانيها إلى مدينة زويل للعلوم.

 

وأضاف بشير فى تصريحات خاصة لـ«الشروق» أن «الطلاب معذورون.. لجأوا للاعتصام عندما شعروا أن مستقبلهم معرض للخطر.. العام الدراسى أوشك على البدء ووجود جامعة النيل التى يدرسون فيها مهدد.. خاصة أن هذه الجامعة تخرج فيها عدد كبير من دارسى الدراسات العليا.. ولديها مراكز أبحاث على أعلى مستوى.. ونجحت فى الحصول على منح دراسية لعدد كبير من الطلاب فى كبريات الجامعات العالمية.. وبالتالى تركها لاستكمال رسالتها واجب كل مصرى».

 

وشدد بشير على أن «جامعة النيل نجحت منذ بدء العمل فيها على استقطاب عدد كبير من العلماء المصريين بالخارج، وجميعهم كان متحمسا للعمل فى هذه الجامعة التى تقدم مستوى راقيا جدا من البحث العلمى، يقل وجوده فى معظم الجامعات الأخرى داخل مصر».

 

ووفق ما سبق يرى بشير إلى أن حل مشكلة الطلاب المعتصمين تتم من خلال «السماح لهم باستكمال دراستهم فى مبانى جامعة النيل، التى ساهمت فى بنائها وزارة الاتصالات، وتلقت تبرعات من المواطنين المصريين لاستكمالها، وما تبقى من المساحة المخصصة لها التى تبلغ 127 فدانا بعيدا عن المبانى التى شيدت فعلا على ذمتها يمكن أن يضمها مشروع الدكتور أحمد زويل.. وبذلك نكون حافظنا على مستقبل الطلاب».

 

وعن إمكانية الاندماج بين «مدينة زويل» و«جامعة النيل»، قال بشير: «مجلس أمناء جامعة النيل عقد اجتماعات مع الدكتور زويل فى هذا الخصوص برعاية وزير التعليم العالى الأسبق، معتز خورشيد.. وكان طرحنا محددا، وهو أنه لا مانع لدينا من الدمج شريطة أن تظل جامعة النيل ككيان كما هو، لكننا فوجئنا أن الدكتور زويل يريد أن يستعين بالجامعة كما هى بمبانيها واسمها الحالى إلى حين إنشاء جامعة جديدة تحت اسم (جامعة زويل)».

 

بشير يرى أن الحل الأمثل لهذه الأزمة هو «منح الدكتور أحمد زويل بقية الأراضى المخصصة لجامعة النيل، وإبقاء الجامعة بمبانيها ومعاملها التى أنشأت قبل موافقة الدولة على مشروعه، حرصا على مصلحة الطلاب»، ويشدد على أنه «لا توجد أى مشكلة فى أن ينشئ الدكتور زويل جامعة جديدة بجانب جامعة النيل.. مصر تحتاج إلى 10 جامعات على هذا المستوى المتميز من البحث العلمى».

 

ودعا رئيس مجلس أمناء جامعة النيل السابق الحكومة إلى «سرعة حسم هذه المشكلة، وإرسال رسائل طمأنة إلى طلاب الجامعة وذويهم.. لأن هذا هو الأهم قبل بداية العام الدراسى.. وتمنى أن تنجح اللجنة الوزارية لحل الأزمة فى سرعة الخروج بحلول فورية لهذه الأزمة تحفظ مصالح الطلاب».

 

وبدأت فكرة الجامعة بمبادرة من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بهدف إنشاء جامعة بحثية مصرية متخصصة تساهم فى وضع مصر على الخريطة العالمية للبحث العلمى ولإنتاج التكنولوجيا المتطورة، التى تمكن قطاع الاتصالات والمعلومات المصرى من المنافسة العالمية.

 

وكان التصور الأساسى للجامعة أن تكون غير هادفة للربح، وأن تدار بطريقة مستقلة كى تكون بعيدة عن البيروقراطية التى كانت تعم منظومة الجامعات الحكومية وأن تعمل الجامعة على جذب العقول المصرية المهاجرة للتعاون معها، وأن تعمل على جمع التمويل اللازم لها من خلال الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدنى والشركات العاملة فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهو ما تم فعلا بداية من تأسيسها عام 2006.

وبعد الثورة.. وتحديدا فى فبراير ٢٠١١ صدر قرار من رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق بنقل ملكية مقر الجامعة بمدينة الشيخ زايد إلى صندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء، ثم قام الدكتور عصام شرف فى أكتوبر ٢٠١١ بتخصيص هذا المقر لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا.

 

مصادر رسمية مطلعة على تفاصيل أزمة جامعة النيل شددت على أن «الموقف القانونى للدكتور زويل الذى يريد الاستحواذ على مبانى جامعة النيل وجهد أناس آخرين ضعيف.. لكن موقفه السياسى قوى جدا.. فمن ذا الذى يستطيع الوقوف فى وجهه؟ لو تم ذلك ستقوم الدنيا ويقال إن مصر تعطل مشروع زويل للبحث العلمى.. علما أن بإمكانه العمل فى مشروعه بعيدا عن ضم جامعة النيل وتشريد طلابها.. هو تحدٍ حقيقى أمامه.. ومصر كلها تتمنى له التوفيق وتقف خلفه.. لكن لا يجب أن يتم ذلك على حساب مبانى ومعامل جامعة النيل».

 

وأشارت المصادر ــ التى رفضت الكشف عن هويتها ــ إلى أنه «كان أمرا صعبا جدا أن يعرض الدكتور زويل فى برنامج العاشرة مساء مع الإعلامية منى الشاذلى فيلما تسجيلا عن مبانى جامعة النيل باعتباره من نتاج مدينة زويل.. وعندما قالت له المذيعة منى الشاذلى هل نجحتم فى إنجاز هذه المبانى بهذه السرعة صمت دون أن يقول هذه مبانى جامعة النيل.. علما بأن الفيلم يظهر وجود طلاب فى هذه المبانى.. وهم طلاب جامعة النيل».

 

ولم يتسن الحصول على تعليق فورى من العالم المصرى الكبير، الدكتور أحمد زويل على أزمة جامعة النيل، التى يعد مشروعه البحثى الضخم (مدينة زويل للعلوم) طرفا رئيسيا فيها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved