مدير معمل تطوير النخيل بوزارة الزراعة لـ«الشروق»: مصر الأولى عالميا في إنتاج التمور.. وتحديات تواجه التصدير
آخر تحديث: الأربعاء 31 أغسطس 2022 - 12:48 ص بتوقيت القاهرة
السيد علاء
عز الدين جاد الله: ننتج 1.8 مليون طن تمور نُصدر منها 50 ألف طن فقط بسبب نقص المخازن المُبردة.. وترتيبنا الـ13 عالميا فى التصدير
نمتلك 15.5 مليون نخلة بمتوسط 111 كيلو جراما للواحدة.. ونستهدف زيادة النخيل لـ19 مليونا فى 2025
أسوان الأولى إنتاجا للتمور بحجم 3.3 مليون نخلة يليها الوادى الجديد ثم الجيزة
لدينا 30 صنفا من التمور أبرزها السيوى والحيانى والزغلول والبارحى والعمرى والبرتمودا والساكوتى
يجب إنشاء مصانع لاستغلال مشتقات التمور من الخل والكحُل الطبى وعسل البلح.. وصوب للتجفيف
إطلاق بورصة لتنظيم تداول وبيع التمور منتصف العام المقبل
قال مدير المعمل المركزى للأبحاث وتطوير النخيل بوزارة الزراعة، عز الدين جاد الله، إن مصر تحتل المركز الأول فى إنتاج التمور عالميا، حيث يبلغ إنتاجنا من التمور 1.8 مليون طن من 15.5 مليون نخلة مثمرة، بخلاف عدد آخر من النخيل غير المثمر، وهذا بمتوسط 111 كيلو للنخلة الواحدة.
وأضاف جاد الله فى حوار لـ«الشروق»، أن حجم الصادرات المصرية من التمور تبلغ 50 ألف طن فقط، وهذا يعود إلى عدم توافر مخازن مُبردة كافية لاستيعاب كميات أكبر للتخزين والتصدير، موضحا أن 52٪ من إنتاجنا عبارة عن أصناف رطبة تحتاج إلى عناية خاصة.
وإلى نص الحوار:
* ما ترتيب مصر فى إنتاج التمور عالميا؟
تحتل مصر المركز الأول فى إنتاج التمور على مستوى العالم منذ أكثر من 10 سنوات، حيث ننتج نحو 1.8 مليون طن تمور؛ من 15.5 مليون نخلة مثمرة، بخلاف وجود عدد آخر من النخيل غير مثمرة لذا لا يتم حسابها، وأخيرا تم زراعة نحو مليون و400 ألف نخلة، على مساحة تقرب من 21 ألف فدان فى توشكا خلال العامين الماضيين ضمن المساحة الإجمالية، وتستهدف الدولة زيادة هذا الرقم إلى 2 مليون و300 ألف نخلة فى 2023، لزيادة إجمالى عدد النخيل لـ19 مليون نخلة فى 2025.
كما يبلغ إجمالى المساحة المزروعة بنخيل التمور فى مصر نحو 156 ألف فدان على مستوى الجمهورية، ويبلغ متوسط إنتاج النخلة الواحدة نحو 111 كيلو جراما سنويا.
* ما أكثر المحافظات إنتاجا للتمور؟
تعتبر أسوان الأولى بين المحافظات فى إنتاج التمور؛ حيث بها ما يقرب من 3.3 مليون نخلة، على مساحة 25 ألف فدان، ويليها فى المركز الثانى محافظة الوادى الجديد، بعدد نخيل نحو 2 مليون، ثم محافظة الجيزة فى المركز الثالث؛ بعدد نخيل 2 مليون، على مساحة 21 ألف فدان، ثم الشرقية وتحتوى على نحو مليون و300 ألف نخلة، تليها البحيرة، ثم مطروح التى تحتوى على نحو 430 ألف نخلة؛ على مساحة نحو 9000 فدان.
* ما أنواع التمور التى يتم زراعتها فى مصر؟
يبلغ عدد أصناف التمور فى مصر نحو 30 صنفا؛ أبرزهم الأصناف الرطبة ومنها «السيوى والحيانى والآمهات والدعيشة والزغلول والسمانى والبارحى»؛ والأخير أصله عراقى، إلا أن عدد نخيل البارحى فى مصر يزيد على مليون نخلة.
وهناك أيضا الأصناف نصف الجافة ومنها «العمرى والعجلانى»، بجانب الأصناف الجافة مثل «البرتمودا والساكوتى (الإبريمى) والجنديلة والماليكاب»، وترجع تسمية بعض أنواع التمور إلى بعض المناطق التى نشأت بها.
* كم حجم تصدير مصر من التمور سنويا؟
مصر تُصدر كميات قليلة من التمور رغم إنتاجها الوفير، حيث تبلغ صادرات مصر من التمور ما بين 40 و 50 ألف طن سنويا، والكميات الباقية للاستهلاك المحلى، ومن ضمنه كميات كبيرة من الفاقد.
* ما أسباب ضعف تصدير التمور فى مصر؟
يرجع ضعف صادرات مصر من التمور إلى عدة أسباب، أبرزها أن 52٪ من إنتاجنا عبارة عن أصناف رطبة؛ وبالتالى تحتاج إلى طرق عناية خاصة، بجانب أماكن مخصصة للحفظ والتخزين، فنحتاج على الأقل ما يكفى من المبردات والثلاجات لحفظ 200 ألف طن على الأقل للتصدير.
كما أن المخازن المُبردة ستتلافى نشأة الحشرات داخل المحصول بسبب سوء التخزين، ولكن ما يحدث أنه يتم تصدير نحو 50 ألف طن فقط لأن المخازن المبردة المتاحة لا تكفى لأكثر من ذلك، ما يجعل مصر تأتى فى ترتيب متأخر فى قائمة الدول المُصدرة للتمور، حيث تأتى فى المركز الـ13 عالميا، لذلك نستهدف زيادة الصادرات.
* ما الحلول من وجهة نظرك لزيادة الصادرات؟
الحل الأول هو توفير المخازن المُبردة الكافية لتخزين 200 ألف طن كمرحلة أولى؛ والتوسع فيها بعد ذلك، بجانب تزويد المحافظات الأكثر إنتاجية للتمور بمعامل «الترايكوجراما» وهى تستخدم للمكافحة الحيوية لآفات الثمار والمخازن، وزيادة أعدادها بالمحافظات المنتجة للتمور.
كما نحتاج لتزويد المحافظات المنتجة بمصانع لصناعة مشتقات التمور؛ ومنها الخل، والكُحل الطبى، وعسل البلح «الدبس»، ومعجون التمر «العجوة»، وبالتالى لابد من وجود مجمعات مصانع فى مناطق الإنتاج، وهذه المصانع تمثل قيمة مضافة للمنتجات من خلال تصنيع مشتقاتها.
كما يجب توفير مناطق تجميع للتمور؛ كالتى يتم عملها لتجميع القمح والأرز والألبان وغيرها، حتى يسهل على المُصدر تجميعها وبالتالى تصديرها للخارج، هذا إلى جانب عمل صوب للتجفيف على مستوى عالى؛ لتجفيف البلح وتخزينه، بدلا من المناشر فى الأرض والهواء، والصوبة تحتاج مساحة نحو 2 قيراط؛ وهى مساحة صغيرة يصلح عملها فى مناطق واسعة مثل الوادى الجديد، كما أن التجفيف فى الصوب لا يعتمد على الشمس وإنما يعتمد على سخانات وطرق آمنة للتجفيف.
* ماذا عن الأسعار المصرية للتمور المُصدرة؟
تختلف الأسعار حسب الأصناف؛ فمثلا صنف السيوى يُصدر الطن بـ1500 دولار، أما صنف المجدول فيتراوح من 5 آلاف إلى 12 ألف دولار للطن؛ وهو أغلى الأنواع المصرية، والبارحى من 3 آلاف لـ4 آلاف دولار للطن.
وحاليا مزروع من المجدول نحو مليون و400 ألف نخلة، فيما نستهدف زيادة عدد نخيل المجدول لنغزو العالم بهذا الصنف المميز، والعام الماضى صدرنا نحو 500 طن بلح مجدول.
* كم يبلغ حجم المخلفات التى تخرج من نخيل التمور؟
يبلغ إجمالى مخلفات النخيل نحو 250 ألف طن؛ وهذه المخلفات عبارة عن الجريد، والقليل منها «نواة»، ويمكننا استغلال تلك المخلفات فى صناعة الأعلاف وإنشاء مجمعات لتجميع هذه المخلفات داخل كل مدينة أو قرية حتى يتم فرمها وكبسها وإرسالها لمصانع الأخشاب، مثل مصنع الخشب بنجع حمادى للاستفادة من هذه المخلفات، واستغلالها فى تصنيع الورق أو الأخشاب أو صناعة الفحم.
* متى يتم إنشاء بورصة للتمور؟
نعمل بالفعل مع وزارة التموين، لإطلاق بورصة لتنظيم تداول وبيع التمور، وطرح أسعار عادلة بعد حساب تكلفة الإنتاج، ومتوقع الانتهاء منها منتصف العام المقبل 2023.