هل تحسم استطلاعات الرأي الانتخابات الأمريكية أم تخفق مثل 2016؟

آخر تحديث: الأربعاء 30 سبتمبر 2020 - 6:59 م بتوقيت القاهرة

إسماعيل إبراهيم

توجهت أنظار الشعب الأمريكي ودول العالم أجمع إلى المناظرة الرئاسية بين المرشحين دونالد ترامب للحزب الجمهوري، والديمقراطي جو بايدن.

واتسمت المناظرة الأولى بين المرشحين مساء الثلاثاء الماضي، بتحولها إلى عرض فوضوي مع تبادل الاتهامات والإهانات والهجمات والسباب، وذلك قبل 35 يومًا فقط من الانتخابات.

ووفقًا لاستطلاع الرأي الذي أجرته "سي إن إن"، فإن ثلثي المتابعين للمناظرة يرون أن إجابات بايدن كانت أكثر مصداقية وأنه استطاع التغلب على ترامب.

وعند الحديث عن استطلاعات الرأي، يتقدم بايدن على الرئيس ترامب في الجزء الأكبر منها، إلا أن تلك النتائج قد تعيد في أذهاننا تكرار مشهد انتخابات 2016 الأمريكية والتي تقدمت فيها كلينتون بالاستطلاعات دون الفوز في النتائج النهائية.

وهنا السؤال عن ما الخطأ الذي حدث في استطلاعات الرأي عام 2016؟ وهل يمكن تصديق استطلاعات الرأي هذه المرة؟ وماذا يجب على بايدن أن يفعله لتفادي الوقوع في خطأ كلينتون؟

الولايات المتأرجحة سبب خسارة كلينتون
للمرة الخامسة في التاريخ الأمريكي، أنتجت انتخابات عام 2016 عدم توافق بين التصويت الشعبي الوطني ونتائج الهيئة الانتخابية (هيئة منتخبة تقوم باختيار الرئيس ونائبه)، حيث فازت كلينتون بما يقرب من 2.9 مليون صوت أكثر من ترامب، لكنها خسرت الانتخابات في النهاية لأنها فقدت أصوات الهيئة الانتخابية.

وجاءت التغيير الغير متوقع في نتائج 2016 بسبب الولايات "المتأرجحة" بين الأحزاب مثل ميشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا وفلوريدا وكارولاينا الشمالية وغيرها من المدن حيث فقدت كلينتون أصوات الهيئة الانتخابية في تلك الولايات.

وفي الواقع تعتبر الولايات المتأرجحة هي التي قد تحدد الفائز بالانتخابات.

ما الفرق بين استطلاعات الرأي في 2016 و2020
كجزء من مشروع بحثي كبير في مركز دراسات الولايات المتحدة، حيث تم تجميع البيانات من متوسطات الاستطلاعات في جميع الولايات المتأرجحة التي تعود إلى 4 أشهر قبل الانتخابات ومقارنتها مع الفترات الزمنية نفسها في عام 2016، وكان الهدف تقديم نقطة مرجعية رئيسية لقراءة استطلاعات الرأي بشكل صحيح هذه المرة في عام 2020.

ويُظهر البحث أن بايدن لديه حاليًا نتائج استطلاعية في العديد من الولايات التي ذهبت لصالح باراك أوباما في عام 2008 و2012، ثم تحول إلى ترامب في عام 2016، مثل فلوريدا ميتشيجان وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن (هذه الولايات الخمس تساوي 90 صوتًا من أصوات الهيئة الانتخابية).

كما يتصدر بايدن استطلاعات الرأي في ولاية أريزونا ذات التصويت الجمهوري المستمر بنتيجة (11 صوتًا انتخابيًا).

وتوصلت الأبحاث إلى أنه إذا أجرينا استطلاعات الرأي الأخيرة في هذه الولايات بالقيمة الاسمية، فسيخسر ترامب 101 من أصوات الهيئة الانتخابية التي فاز بها في عام 2016 ويهزم بشكل رسمي.

ما الخطأ الذي حدث في استطلاعات رأي 2016؟

تعرضت استطلاعات الرأي الحكومية لانتقادات شديدة في عام 2016؛ بسبب عدم دعمها لترامب والتي لم تعكسها النتائج النهائية.

وتعتبر متوسطات الاستطلاع النهائية في عام 2016 كانت لصالح كلينتون بأكثر من خمس نقاط في عدة ولايات متأرجحة مثل نورث كارولينا، وأيوا، ومينيسوتا، وأوهايو، وويسكونسن (يتم حساب ذلك بأخذ الفرق بين نتيجة الانتخابات الرسمية ومتوسط الاستطلاعات عشية الانتخابات).

وفحصت مراجعة لاستطلاع الرأي عام 2016 من قبل الجمعية الأمريكية لأبحاث الرأي العام عددًا من الفرضيات حول تحيز استطلاعات الرأي على مستوى الولاية في عام 2016.

عاملان رئيسيان أحدثا الفرق:

1. عدد كبير غير عادي من أصحاب القرار المتأخرين فضلوا ترامب بشدة

كان عدد "المترددين" في عام 2016 أكثر من ضعف عددهم في الانتخابات السابقة، لكن استطلاعات الرأي لعام 2020 حتى الآن تكشف عن عدد أقل بكثير من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم، مما يشير إلى أن مصدر خطأ الاستطلاع هذا لن يكون كبيرًا في انتخابات هذا العام.

2. التغيرات في نسبة التصويت

في عام 2016، نجح ترامب في حشد الناخبين البيض الذين أصبحوا يشكلون جزءً أقل من الناخبين الأمريكيين وعادة ما يكون لديهم معدلات منخفضة من إقبال الناخبين.

من المرجح أن يشهد هذا العام مستويات عالية من المشاركة من كلا الجانبين، وربما زيادة في الإقبال غير مرئية منذ عقود، مما قد يقوض دقة استطلاعات الرأي.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved