بعد انطلاق فرقته المسرحية الثانية.. أشرف عبدالباقى: ما زال لدى حلم أسعى لتحقيقه
آخر تحديث: الثلاثاء 30 أكتوبر 2018 - 6:40 م بتوقيت القاهرة
إيناس عبدالله:
• الشباب هم المستقبل ورهانى عليهم فى عودة المسرح أمر طبيعى
• أغامر بأموالى ولا أفكر فى أى حسابات.. وأبذل قصارى جهدى وأترك الباقى على الله
• أكتفى بالتمثيل فى «مسرح مصر» الذى يعتمد على الارتجال.. ولا يمكن دمج الفرقتين ففى «الريحانى» الخروج عن النص ممنوع
• اعتدت الهجوم وأعتبره ترجمة لأى نجاح.. وأقول لمن ينتقدونى افعلوا مثلى لو تقدرون
أقام الفنان أشرف عبدالباقى عرضا خاصا لفرقته المسرحية الجديدة امس الاول والتى تحمل اسم «جريمة فى المعادى» وهى مسرحية من فصلين، والتى تنطلق رسميا للجمهور الخميس المقبل على خشبة مسرح «الريحانى».
وحرص اشرف عبدالباقى قبل بدء العرض على أن يعقد مؤتمرا صحفيا للإعلان عن الفريق المعاون له بفرقته المسرحية الثانية بعد «مسرح مصر» بعد ان نفى صحة الشائعات التى أثيرت فى الايام الاخيرة حول رحيله من «مسرح مصر» وتشكيله لفرقة جديدة منافسة، مؤكدا على وجوده فى الفرقتين خاصة انه منتج لهما.
وشرح أشرف عبدالباقى سر كتابة اسم المسرحية بطريقة خاطئة، مشيرا إلى ان الامر مقصود، فالمسرحية كلها مبنية على الاخطاء ولا يوجد بها أى شىء صحيح أو سليم وسط مفاجآت عديدة للجمهور.
وتحدث أيضا عن سبب اختياره لمسرح «نجيب الريحانى» بوسط البلد، وعن حرصه على عرض صور الفنان الراحل النادرة فى بهو المسرح.. وبعدها بدأ العرض الذى لفت ابطاله الانتباه إليهم منذ اللحظة الاولى، وبالفعل ظهر ان كل شىء فى المسرحية خطأ فالديكور ينهال على رءوس الممثلين، والممثلون أنفسهم ينسون الحوار، ويتعرض بعضهم للاصابة فيتم استبدالهم بممثلين آخرين لا علاقة لهم بالتمثيل، يحدث هذا وسط ضحك من القاعة، وتفاعل بين الحضور وابطال العرض، ورغم ان البطل الاول فى هذا العرض كان الديكور الذى تم التلاعب به بشكل يرعب الناس وفى نفس الوقت يضحكهم وهو ينهال على رءوس الابطال، لكن كان ملاحظا اهتمام الحضور بمعرفة اسماء بعض ابطال العرض الذين لفتوا الانتباه اليهم بأدائهم المتميز، والبعض استبشر بهم خيرا، وانهم امام أصحاب مواهب فنية حقيقية تستحق الاحترام والتقدير.
كل هذا كان له انعكاس واضح على ملامح الفنان أشرف عبدالباقى مدير ومنتج فرقته المسرحية الجديدة، ورغم انه كان يدخن طوال الوقت فى دلالة على حالة التوتر التى تعتريه، لكن سرعان ما ارتسمت على وجهه ملامح السعادة والفرحة بردود افعال الحضور، خاصة ان معظمهم كان من رجال الصحافة والنقد.
«الشروق» التقت بالفنان أشرف عبدالباقى للحديث عن هذه التجربة فى كواليس المسرحية، وكان السؤال الملح والذى كان مثار حديث كل من حضروا العرض الخاص، لماذا يفعل أشرف عبدالباقى هذا؟ لماذا يتكبد كل هذه الاموال، وهو لديه فرقة مسرحية أخرى ناجحة ومستقرة سألته فأجاب: لدى حلم وأسعى لتحقيقه، فأنا عاشق للمسرح، وعاصرت أزهى عصوره، حينما كان شارع عماد الدين يتحول ليله نهارا بسبب العروض المسرحية الكثيرة التى كانت تنافس بعضها البعض، وعلى خشبة «الريحانى» نفسه وقفت عليها منذ اكثر من 30 عاما وقدمت احدى مسرحياتى، وأنا احلم ان يعود المسرح من جديد وان يزداد عدد الفرق ويحدث تنافس حقيقى بينها، وان يعود جمهور المسرح وتنتعش الحياة المسرحية.
ورفض مصطلح عصر «اشرف عبدالباقى المسرحى» حينما قال: رغم ان المسرح المصرى شهد عصورا كثيرا، وتميز فى كل عصر بمدارس مسرحية مختلفة ونسبت لاسماء نجوم كبار، ونحن الان نقف على خشبة مسرح تحمل اسم احد رواد المسرح المصرى وهو الراحل نجيب الريحانى، لكن ارى ان وصف ما يحدث بمدرسة أشرف عبدالباقى المسرحية، أو ان هذ العصر هو عصر أشرف عبدالباقى المسرحى، فيه مبالغة كبيرة جدا، فأنا اعتبر نفسى اقدم محاولات وان كانت محاولات مختلفة وجديدة، فحينما قدمت «مسرح مصر» كنت أسعى لتقديم شىء مختلف وجديد على الناس والحمد لله حققت نجاحا، وفى تجربتى الثانية ومع مشروعى المسرحى الجديد حرصت ايضا على ان اقدم عملا مليئا بالمفاجآت، ووقوع الديكور اثناء العرض على رءوس الممثلين مقصود وتم بحرفية شديدة للغاية، وبشكل مبتكر وغير مسبوق فى مصر، والحمد لله حقق العرض ردود افعال رائعة وسمعت ضحك الحضور واحترامهم ان المسرحية خالية تماما من أى لفظ خارج أو خادش للحياء.
وتوقع أشرف عبدالباقى تعرضه للهجوم والانتقاد وقال: اتعامل مع أى نقد وهجوم خاصة اذا كان غير موضوعى، انه ترجمة للنجاح، فالشجرة المثمرة تلقى بالطوب، ولكن أود ان اقول لمن ينتقدونى افعلوا مثلى لو تقدرون، اكتشفوا اجيالا جديدة وافتحوا المجال للشباب فهم المستقبل والرهان عليهم امر طبيعى فنحن نسعى لاعادة المسرح وبريقه ومن يفعل هذا سوى الشباب بمساعدة من هم اكبر منه.
وكشف «عبدالباقى» عن وسيلة تشكيله لهذه الفرقة وقال: كنت ابحث فى الجامعات وفى فرق الدولة وشاهدت المهرجان القومى للمسرح وكنت احرص على ان ادون اسماء وارقام تليفونات كل من اشعر انه صاحب موهبة مبشرة بالخير، والحمد لله نجحت فى اختيار 40 شابا وفتاة، قمنا بعمل بروفات كثيرة، وحرصت على ان اصور العرض ثم نجلس سويا نشاهد ما حدث من اخطاء ومشاكل، ونقيم عرضا ثانيا وثالثا حتى أصبح عندى عرض مكتمل أستطيع ان أدعو الناس لمشاهدته.
ورفض أشرف عبدالباقى فكرة دمج فريق «الريحانى» بفريق «مسرح مصر» وقال: مسرح مصر فرقة مكتملة العدد والعناصر ولا يمكن ان يدخل عليهم احد، فهناك حالة تجانس وتفاهم كبيرة بينهم واصبحوا فرقة مستقرة، كما ان هناك فرقا كبيرا بين الفرقتين فمسرح مصر يعتمد على الارتجال اما هنا فلا توجد أى فرصة للخروج على النص وفى العرض الخاص خرج احد الممثلين على النص المكتوب وسوف احاسبه عليه فهذا الامر مرفوض.
ونفى أشرف نيته فى التمثيل مع الفرقة الجديدة وقال: أكتفى بالتمثيل مع مسرح مصر وهنا أنا الممول والمشرف على الفرقة، فلن أستطيع الجمع فى التمثيل بين مسرحيتين. اضافة إلى ان يومى مزدحم للغاية فانا لدى فرقتان مسرحيتان كما اصور حاليا حلقات برنامجى الجديد «قهوة أشرف» الذى ابدأ تصويره فى الواحدة صباحا حتى الثامنة صباحا وهذا جهد كبير جدا على أى انسان.
وعما اذا كان يغامر بأمواله فى المسرح ام ان لديه حساباته الخاصة التى تحميه من الخسارة قال:
لا يوجد أى حسابات، فكما قلت انا اسعى لتحقيق حلمى، وهنا المسرحية ليست للتصوير، فنحن نقدم عرضا مسرحيا وليس تليفزيونيا، كما اننى لم اختار توقيتا بعينه للعرض فحينما استقرينا على كل شىء اعلنا عن عرض المسرحية، فأنا افعل ما بوسعى واترك الباقى على الله، واثق ان رضا الوالدين يحقق للانسان ما يفوق خياله، فانا اسير فى حياتى ببركة دعا الوالدين، فالله يساندنى فى خطواتى، فكما وفقت فى اختيار مسرح الريحانى الذى كان متاحا وافضل من مسرحيات كثيرة تعانى من الاهمال واستغرقنا وقتا قليلا فى توضيبه، وفقت ايضا فى اختيار الوجوه الجديدة، وفى فريق المعاونين معى، وانتظر الان اذا كان العرض سيستمر ويحقق ردود افعال طيبة مع الجمهور ام لا.