محمد المنشاوى يحاول وضع إجابة منطقية على سؤال جدلى: كيف ولماذا وصل ترامب لأهم منصب سياسى فى العالم؟

آخر تحديث: الجمعة 30 أكتوبر 2020 - 7:31 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ صلاح عزازى:

كيف ولماذا وصل دونالد ترامب لأهم منصب سياسى فى العالم اليوم؟.. سؤال جدلى يعد الأكثر إلحاحًا على عقل الكثير من المفكرين والباحثين، كيف وصل لهذا المنصب فى «غفلة من الزمن»، ويتكرر حاليا قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر عقدها الأسبوع المقبل. الكاتب الصحفى والمحلل السياسى محمد المنشاوى يحاول تقديم أجوبة عن تلك استفسارات التى تخص الرئيس «ترامب» الأكثر جدلًا وإثارة فى تاريخ أمريكا، والذى تولى رئاسة الولايات المتحدة فى 20 يناير 2017، وذلك من خلال فصول كتابه «ترامب أولًا.. كيف يغير الرئيس أمريكا والعالم؟» الصادر حديثا عن دار الشروق.

صعود ترامب إلى قمة المناصب السياسية فى أمريكا، وتجاوزه للثنائية الحزبية المسيطرة على الدولة الأقوى فى العالم، أمر يطرح استفسارًَا هامًا حول إذا ما كان ترامب يعد مرشحًا عاديا أم إنه يمثل ما هو أكثر ليصبح ظاهرة سياسية تتجاوز فترة وجوده فى البيت الأبيض، فالملياردير الأمريكى، الذى لا يحمل رصيدا كبيرا من الخبرة فى العمل السياسى أو العسكرى، نجح فى الفوز ببطاقة الحزب الجمهورى، بعد هزيمته لسياسيين لهم وزن ومكانة، ما يعكس أن ظاهرة ترامب تتخطى فوزه بالرئاسة عام 2016، لتعبر عن حركة شعبية غاضبة من سياسات النخبة السياسية والاقتصادية الأمريكية، وهو ما استهدفه ترامب خلال حملته الانتخابية مستخدمًا خطابًا سياسيًا يلعب بالمشاعر، قاصدا بها الفئة الغاضبة من الأوضاع الاقتصادية، والذين يرون ترامب نموذجًا للتعبير عن غضبهم، أيضًا من الأمور التى كانت سببًا فى صعود ترامب، وفقًا لتحليل الكاتب محمد المنشاوى، كونه رجل أعمال ملياردير ولديه الكثير من الأموال، ولهذا لم يكن مضطرًا إلى إرضاء أصحاب رءوس الأموال.

وبالرغم من امتداد قطاعات واسعة من الناخبين، إلا أن الإطار الإيديولوجى للحزب السياسى، أصبح شيئا من التراث، أى تجاوز حدود القوالب الجامدة، فالرئيس الأمريكى ساهم فى تحويل العلاقة بين الناخب والمرشح لتشبه العلاقة بين المشاهد والفنان، حيث يراه العديد من الناخبين شخصًا يمثلهم لديه الشجاعة ليقول ما لا يستطيع غيره من السياسيين قوله، وهذه ركيزة أساسية يذهب الكاتب والمحلل السياسى محمد المنشاوى إلى تفنيدها، وتفسيرها. ففى الفصل الخامس من كتاب «ترامب أولًا»، نجد تفصيلًا مهمًا لقضية الهجرة والمهاجرين، حيث يرصد الكاتب بالتحليل أسباب عنصرية ترامب وكونها عنصرية بالاختيار دعمًا لأهدافه السياسية والتى تنال رضا الكتلة الصلبة من ناخبيه المعادين للمهاجرين وللأقليات، حيث أشعل منذ وصوله للبيت الأبيض حروبًا ثقافية أمريكية أهلية داخلية على خلفية قضايا تتعلق بهوية أمريكا، واختار متعمدًا البدء فى معارك لها أبعاد ثقافية وترتبط بالهجرة والمهاجرين لإثارة حماس قواعده الانتخابية اليمينية، ومثال على ذلك دعمه لوقف منح تأشيرات الدخول بهدف الولادة، وبعد توليه أعلن عن إضافة عدة دول لقائمة البلدان التى يحظر على مواطنيها دخول الأراضى الأمريكية أو يخضعون لقيود متشددة، وهى: السودان وإريتريا ونيجيريا وتنزانيا وقرجيزستان وروسيا البيضاء، وهذا أمر يشير إلى أن ترامب اختار منذ البداية اللعب على وتر قلق ومخاوف الأغلبية البيضاء، خاصة من مسيحيى الجنوب الأمريكى من الانخفاض المستمر فى أعداد البيض بين سكان الولايات المتحدة الأمريكية.

ويتناول الفصل نفسه علاقة ترامب وشغفه بالجنرالات، وشهدت تعيينات ترامب فى المناصب القيادية فى بداية حكمه، كما يربط هذا الفصل بين استراتيجيات ترامب للأمن القومى ولمكافحة الإرهاب وكيف تغيرت عما سبقها من رؤية ديمقراطية وجمهورية، وفى الفصل السادس من الكتاب، قدم الكاتب تحليلًا لعلاقة ترامب بأجهزة الإعلام التقليدية والحديثة، مبينًا كيف يدير ترامب من جانبه هذه العلاقة، وسيطرته على الأجندة السياسية للصحف والشبكات التليفزيونية، عن طريق حساب تويتر.

ويتناول الكتاب فى فصله السابع، جزءًا مهما للغاية حيث يعرض الكاتب مدى ارتفاع وانخفاض ميزانية البنتاجون، حيث أشار إلى أن ترامب فى عامه الأول بلغت ميزانية الدفاع 606 مليارات دولار، ووصلت فى العام التالى 685 مليار دولار، مشيرًا إلى أن ترامب حاز على ثقة ودعم العسكريين الحاليين والمتقاعدين.

ويقدم الكاتب فى الفصل التاسع، جزءًا مهما لعلاقة ترامب بالرئيس السيسى، حيث أشار إلى النظرة الإيجابية لترامب تجاه الرئيس السيسى ومصر، باعتباره أحد القادة البارزين الذين يتصدون للإرهاب فى الشرق الأوسط، حيث وقف متبينًا نفس وجه نظر الرئيس السيسى فى إحدى المرات، فيما يتعلق بالعداء لقوى الإسلام السياسى، وتحديدًا جماعة الإخوان المسلمين.

وفى نفس الفصل، يضع الباحث محمد المنشاوى، رؤيته تجاه صفقة القرن، الذى يعتبرها تقويضا لأسس القانون الدولى وتغليب منطق القوة، وهى سمة رئيسية غالبة على سياسة الرئيس دونالد ترامب، منذ وصوله للبيت الأبيض. كما يطرح الباحث والمحلل المقيم فى واشنطن، محمد المنشاوى، سؤالًا عريضًا فى ختام كتابه وهو: هل سنشهد أربع سنوات أخرى عصيبة تحت حكم ترامب، أم أن هذه المرحلة الاستثنائية قد تصل لنهايتها فى حال فوزم المرشح الديمقراطى جو باين بانتخابات 2020؟.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved