الأرمن.. حلبة صراع تاريخية بين فرنسا وتركيا تتجدد في أذربيجان

آخر تحديث: الإثنين 30 نوفمبر 2020 - 12:17 م بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

تجدد الصراع بين فرنسا وتركيا، لكن هذه المرة حول إقليم قره باغ المتنازع عليه من قبل أرمينيا وأذربيجان، الذي تسيطر باكو على أجزاء كبيرة منه، بعد القتال الذي انتهى بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين برعاية روسية تركية في 10 نوفمبر الجاري، وبالتالي احتفظت أذربيجان بالأراضي التي كانت استولت عليها أثناء القتال.

وبموجب الاتفاق، تسلمت أذربيجان منطقة كالبجر في إقليم قره باخ يوم 15 نوفمبر، تليها المرحلة التالية للاتفاق، وهي تسلم مدينة آغدام في 20 نوفمبر، وتليها آخر مرحلة وهي تسليم منطقة لاتشين في 1 ديسمبر المقبل.

لكن المناطق التي تسلمتها أذربيجان تسكنها أغلبية أرمينية، وهو ما حدا بفرنسا إلى عرض استعدادها للمساعدة في حماية التراث الديني والثقافي والتاريخي للأرمن في تلك الأراضي الواقعة تحت سيطرة أذربيجان.

وفي 10 نوفمبر، أي بعد توقيع وقف إطلاق النار، طالبت فرنسا بضمانات تضمن حقوق الأرمن في قره باخ، وتحفظ مصالح أرمينيا، وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان صدر بعد توقيع الاتفاق، إنها "ملتزمة بضمان أن أي اتفاق يعطي الشعب الأرميني ضمانات قوية بشأن السكان المدنيين وأمنهم وتطلعاتهم، وكذلك ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة".

وقبل 4 أيام، اعتمد مجلس الشيوخ الفرنسي قرارا غير ملزم، يدعو الحكومة للاعتراف بجمهورية قره باخ، وقال المجلس في بيانه إن ما حدث "هو عدوان عسكري أذربيجاني نفذ بدعم السلطات التركية ومرتزقة أجانب"، داعيا أذربيجان إلى الانسحاب من الأراضي التي خسرتها أرمينيا في 27 سبتمبر الماضي، ودعا القرار إلى حماية السكان من خلال نشر قوة فصل دولية وتقديم مساعدات إنسانية ضخمة إلى السكان المدنيين".

فيما اعتبرت تركيا أن قرار مجلس الشيوخ الفرنسي ودعوته لانسحاب أذربيجان من الأراضي التي استعادتها "سخيف ولا يمت للواقع بصلة".

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، إن فرنسا أثبتت أنها جزء من المشكلة في إقليم قره باغ، وعليها التزام الحياد، باعتبارها رئيسة مشاركة في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

• ما هي مجموعة مينسك وعلاقتها بأذربيجان؟

مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تأسست عام 1992، بهدف حل نزاع إقليم قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا، بعد سيطرة أرمينيا على الإقليم في عام 1992، ومنذ عام 1994 تتنازع فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا على رئاسة المجموعة.

وتعرضت المجموعة لسيل من الانتقادات، بسبب انحيازها إلى جانب إدارة أرمينيا في إقليم قره باغ، بفعل الضغوط التي تمارس من الأقليات الأرمينية في تلك البلدان.

وكانت أذربيجان وجهت رسميا لمجموعة مينسك اتهاما بإخفاقها وعدم فاعليتها في تقديم أي حلول بشأن النزاع في قره باغ، وذلك على مدار 28 سنة، تولت فيها المجموعة الإشراف على نزاعات الإقليم.

• ملف الأرمن.. حلبة صراع بين تركيا وفرنسا

الدعم الفرنسي للأرمن في المناطق الواقعة تحت سيطرة أذربيجان ليس جديدا، فقد دعمت فرنسا قضية إبادة الأرمن على يد العثمانيين أثناء الحرب العالمية الأولى، وكان البرلمان الفرنسي قد صادق في عام 2012 على قانون يجرم من ينكر "إبادة الأرمن".

واعتبر البرلمان الفرنسي آنذاك أنه "لا يمكن أن نفرق بين قانون إبادة اليهود وقانون إبادة الأرمن".

وكان هذا القرار في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي.

وكانت فرنسا اعترفت بالإبادة الأرمنية عام 2001، فيما ترفض أنقرة الاعتراف بها.

وحينها، انتقدت تركيا القرار، وقالت إنه محاولة من الرئيس الفرنسي للفوز بأصوات الأرمن الفرنسيين في انتخابات الرئاسة.

وفي عهد ماكرون، زاد الخلاف بين تركيا وفرنسا حول ملف الأرمن، حيث أعلن الرئيس الفرنسي أن 24 أبريل سيكون يوما وطنيا لإحياء ذكرى الإبادة الأرمنية على يد العثمانيين، وذلك تنفيذاً لوعده الانتخابي.

وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن تعداد الأرمن في فرنسا يتراوح ما بين 300 و500 ألف نسمة يتوزعون على العاصمة باريس وعدد من المحافظات، وكان الأرمن قد وصلوا إلى فرنسا عقب الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها على يد العثمانيين في القرن الماضي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved