محمد ممدوح لـ«الشروق»: «التريللا» بطل فيلم أبو صدام.. وتعلمت قيادة النقل الثقيل لتجسيد دوري

آخر تحديث: الثلاثاء 30 نوفمبر 2021 - 8:35 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ مصطفى الجداوي

* واجهنا خطورة كبيرة فى التصوير على الطريق الصحراوية
* تأجيل التصوير أكثر من مرة ليس بسبب الخلافات.. والتحضير لشخصية «أبوصدام» استغرق عامًا كاملًا
* سعدت بالعمل مع المخرجة نادين خان.. وأحمد داش سيكون من أهم الممثلين فى الفترة المقبلة
* السيناريو أهم معايير اختيارى للدور.. وجملة واحدة تحسم مشاركتى فى العمل

يقدم الفنان محمد ممدوح دائما أدوارًا مهمة تترك أثرًا لدى المتلقى، وفى هذه المرة الظهور بشكل مختلف، ويجسد فى فيلم «أبوصدام» دور سائق سيارة نقل ثقيل «تريللا»، وهو الفيلم الذى يشارك به فى منافسات المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى بدورته الـ 43.

ويتحدث «ممدوح» فى حواره لـ«الشروق» عن أبرز الصعوبات التى واجهته خلال التحضير للعمل، وسبب انجذابه لتقديم هذا الدور، وكواليس التحضير مع المخرجة نادين خان، والعمل مع أحمد داش.

* كيف ترى تمثيل فيلمك «أبوصدام» لمصر فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة؟
ــ سعيد لأقصى مدى بتقديم فيلم يمثل مصر فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، فهو شرف كبير لأى فنان، وأنا فخور بهذا جدا.

* ما الذى حمسك للمشاركة فى الفيلم؟
ــ تحمست لفيلم «أبو صدام» منذ اللحظة الأولى، لأن سيناريو الكاتب محمود عزت جيد جدا، والقصة جميلة وجديدة، فضلا عن أنه فيلم من إخراج نادين خان، وفريق العمل سواء أحمد داش والفنان سيد رجب.
وشخصية «أبو صدام» لم ألعبها من قبل، فهو سائق «تريللا» يمر بضغوطات حياتية سواء فى عمله أو حياته الشخصية، وأعتقد أن هذا النوع من الأفلام نفتقده بشدة فى مصر، وأتمنى أن تعود السينما المصرية لعرض أنواع مختلفة من الافلام التى تلمس حياة الناس، وتعبر عن همومهم، وأن يكون لدينا تنوع بين الأكشن والدراما والرومانسى والكوميدى.

* الفيلم يتناول جوانب نفسية.. فهل تطلَّب تحضيرات خاصة للدور؟
ــ الموضوع صعب جدا أشبه بالصدمة، فـ«أبو صدام» سائق «تريللا»، عربية ضخمة جدا، وليس لها علاقة بقيادة السيارات التى نعرفها، والتصوير داخل «التريللا» على طريق صحراوى والأمر كان فى غاية الخطورة، وأخذت حصصا فى قيادة النقل الثقيل قبل التصوير، كما أن طريقة تصوير الفيلم داخل «التريللا» كانت صعبة ومتعبة، أما بالنسبة لتفاصيل شخصية «أبو صدام» أرى أن كل الأشخاص تكون شخصيتهم مركبة، ولكن هو سائق لديه ضغوطات كبيرة فى حياته، وكانت طباعه سببا فى تقاعده عن العمل لفترة، ثم عاد من جديد، حيث يعانى من الوسواس القهرى ويحرص على تنظيم وترتيب كل شىء ويركز جيدا فى تفاصيل نفسه ويهتم بها جيدا، وكل هذه الامور تسببت فى إصابته بعصبية شديدة، والتحضير للدور هى أدواتى الخاصة كممثل، حيث إن السيناريو يوجد به المعطيات والمفاتيح للشخصية التى أجسدها، وأستعين بها، مع التعديلات أو الاقتراحات خلال عملى مع المخرجة نادين خان، حيث إن التحضير للفيلم أخذ وقتا كبيرا، وكانت هناك مناقشات فى الشخصية ظلت لمدة عام كامل، وحرصت على عقد جلسات مع سائقى سيارات النقل للاستفادة بخبرتهم، وركزت على كل التفاصيل سواء كانت طريقة حديثهم وكيف يمر يومهم، وعلمت أنه يمكنهم أن يظلوا على الطريق 4 أيام داخل التريللا، وتفاجأت أن بطل الفيلم هو التريللا وليس الممثلين.

* وما الجوانب التى حرصت على الاهتمام بها خلال التحضير؟
ــ كانت هناك تفاصيل عديدة يتم ضبطها بمقدار معين، لكى يتناسب مع العمل والشخصية، ليظهر للناس بصورة واقعية، ونسب كان معيار الاضافات هو إحساسى الفنى باكتمال ملامح الشخصية، وتكون أكثر منطقية خاصة وأن معشر السواقين يمثلون جزءا كبيرا ومهما من المجتمع، ولابد أن يرى نفسه عندما تقدم دوره بعمل فنى ويصدقك.
تحضيرى للشخصية استغرق عاما كاملا من النقاش بينى وبين نادين خان، وكان لابد من اختلاطى بمجال سائقى التريللا ويكون لدى علم بأدق الأشياء منها؛ مدة رخصته، والفرق بين السائق والـ«تباع»، واكتشفت أن لا أحد مسموح له السير على الطريق بدون «تباع»، وعينه تعتبر أهم من السواق، والتفاصيل المتعلقة بالتريللا شديدة الصعوبة، حيث يوجد بها 14 مرآة تعكس كل تفاصيل السيارة وجميع إطاراتها.

* ما الذى رأيته خلال التحضير ولفت نظرك بشدة فى سائق التريللا وحرصت على إظهاره فى العمل؟
ــ لفت نظرى هو طبيعة حياتهم، فهؤلاء يظلون فى السيارة لأيام خلال رحلتهم من محافظة إلى أخرى، ولفت نظرى طريقة تعاملهم مع الطريق، وشكل اهتمامهم بالسيارات الأخرى، وتصرفهم تحديدا فى الحوادث، وجدعنتهم فى مثل هذه المواقف.

* هل يجسد العمل قصة حقيقية؟
ــ الفيلم لم يؤخذ عن قصة معينة، فهو سيناريو من وحى خيال المؤلف وإن أخذ الكثير من الواقع، و«أبو صدام» نموذج عادى لا يمثل سائقى التريللات سواء فى أخلاقهم أو طباعهم، وكان هناك مرونة فى إضافة التفاصيل للشخصية بشكل كبير، والبطل فى العمل راجل مسكين ظروف الحياة وضعته فى ضغوطات على كل الأصعدة مما تسبب له فى حالة من الشتتان.

* ما الصعوبات التى واجهتك فى كواليس التصوير؟
ــ الصعوبات فى الفيلم واجهت الفريق سواء المخرجة ومدير التصوير، وحتى أنا أيضا، وشاهدنا كم التعب الذى يتعرض له سائق التريللا على أرض الواقع، واستخدمها الطريق الصحراوى بمطروح للتصوير عليه وأيضا طريق العلمين والإسكندرية، وانتهينا من تصوير المشاهد على هذه الطرق فى 7 أيام فقط، والأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية ساعدونا ووقفت بجانبنا فى التصوير، وأوجه لهم رسالة شكر وتقدير على هذه المساعدة، والتصوير كان فى الوقت الصيفى أثناء سفر الأسر إلى الساحل، فكانت تصوير المشاهد تحتاج لجهد وتأمين خاصة أننا نستخدم طريقا عاما فى التصوير.

*ما الأصعب.. قيادة التريللا أم شخصية أبو صدام؟
ــ طباع أبو صدام هى الأصعب من قيادة التريللا، رغم أننى لأول مرة أسوق تريللا، وحتى فى الطبيعى أكره القيادة للسيارة العادية، واتقنت قيادة التريللا فى 7 أيام، فى وقت قليل جدا، بالرغم من عدم حبى للقيادة بشكل عام، لكن حبى للفيلم جعلنى أمام تحدٍ، وهذا لا يعنى أن قيادة التريللا سهلة فهى ايضا صعبة جدا، تسير على طريق صحراوى لأيام.

* قال البعض إن العمل يناقش قضية البطالة، فهل هذا صحيح؟
ــ العمل يتناول أبو صدام وطباعه وليس البطالة، وإن كان عانى من البطالة فى جزء من حياته بسبب طباعه الشخصية، وهو يرفض الاعتراف بذلك لكنه الواقع.

* «أبو صدام» ينتمى للدراما النفسية.. إلى أى مدى تهتم بتقديم هذه الأدوار؟
ــ أنا راجل ممثل، وأرى أن أى شخصية فى الدنيا هى مركبة وبها جوانب ودوافع نفسية لكن ليس من اهتماماتى على نوع معين، فأنا دائما أسعى لتقديم أدوار مختلفة وجديدة، وأختار أدوارا أتحدى فيها نفسى وأكون راضيا عنها، وأريد أن أقدم الدور بما يرضى الله، ومصداقيتى فى الدور تصل للمشاهد، ولو اتعرض علىَّ أى عمل فنى كتابته جيدة سأوافق عليه، وأبدا فى صناعة تركيبات كثيرة ومختلفة للشخصية.

* كيف رأيت العمل مع المخرجة نادين خان التى تعود بـ«أبو صدام» بعد 10 سنوات؟
ــ هى مخرجة عظيمة، وانا كنت سعيدا جدا بالعمل معها، طبعا فى الأول كنا «بنستشف بعض»، خصوصا أن هذا يعتبر اللقاء الأول بيننا، وأرى أنها مخرجة صادقة ومرنة جدا فى العمل، وشهادتى فيها مجروحة، والفيلم هو الذى سيجيب بشكل أدق على هذا السؤال، والتحضير بيننا أخذ وقتا طويلا وكان فى مساحة للاقتراح وتعبير كل منا عن وجهة نظره، وكان لا يوجد مشكلة لديها فى هذا الأمر.

* هل تفضل مشاهدة أعمالك منفردا أم مع الجمهور؟
ــ فى «أبو صدام» كنت أتمنى مشاهدته بمفردى ولكننى سأشاهده مع جمهور مهرجان القاهرة، وأفضل دائما رؤية أعمالى منفردا بعد رؤية الجمهور للعمل، وأتجنب المشاهدة مع الجمهور لأننى أعتقد أن كل أعمالى سيئة، لكن ردود الفعل تطمئننى وتشجعنى للمشاهدة.

*عالم سائقى النقل ملىء بالسلوكيات الغريبة التى ينتقضها البعض.. فكيف رأيت هذا الأمر؟
ــ الأشخاص الذين قابلتهم من سائقى التريللا جميعهم محترمون وأخبرونى بتفاصيل القيادة وكل ما يتعلق بها، وأرى أن كل مهنة بها اشياء جيدة واخرى سيئة.

* ما حقيقة أن تصوير الفيلم توقف أكثر من مرة بسبب خلافات؟
ــ لم يوجد أى خلافات، ولكن توقف التصوير بسبب التنقل بين فترة وأخرى لأماكن التصوير والذى يتطلب منا تحضيرا مختلفا، وأيضا ارتباط الممثلين بتصوير أعمال اخرى، كموسم رمضان على سبيل المثال، وانا كممثل ليس لى علاقة بوجود مشاكل، كل الذى أهتم به هو دورى الذى تقدمه فقط، كما أن التحضير أخذ وقتا كبيرا كان سببا فى تأخر التصوير أيضا.

* داش يمثل اختلاف الاجيال فى «ابو صدام».. فكيف ترى العمل معه؟
ــ أحمد صديقى وهو ممثل جيد، وخلال السنوات القادمة سيكون من أهم الممثلين فى الوسط الفنى، وقدمت معه من قبل مسلسل «إمبراطورية مين للنجمة» بطولة هند صبرى، وكان يقدم دور ابنى، واليوم يشارك معى فى بطولة «أبو صدام»، واختلاف الأجيال حقيقى، واستمتعت جدا بالعمل معه.

ما هى معايير اختيارك لأعمالك؟
ــ السيناريو بالنسبة لى أهم شىء، وممكن أوافق على فيلم من جملة واحدة، لأننى أرى من خلال السيناريو أن الدور به جوانب أتمكن من تقديمها وانجذب إليها، وفريق العمل والمخرج من معايير موافقتى على الاعمال بعد السيناريو.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved