راوية راشد: «يوسف وهبي.. سنوات المجد والدموع» يجسد حالة إنسانية استثنائية

آخر تحديث: الثلاثاء 31 يناير 2017 - 9:50 م بتوقيت القاهرة

كتب ـ حاتم جمال الدين:

"يوسف وهبي .. سنوات المجد والدموع" هذا هو العنوان الذي اختارته الكاتبة والاعلامية راوية راشد لكتابها الذي تناولت فيه واقع الحياة في مصر في تلك الفترة التي عاشها عميد المسرح العربي يوسف وهبي، كما رصدت حالة الحراك الاجتماعي والثقافي والفني التي اطلقتها الروح الثورية بعد ثورة 1919، وانطلقت في رحلتها مع هذه الشخصية الساحرة علي مذكرات كتبها يوسف وهبي في ثلاثة اجزاء نشرتها دار المعارف تحت عنوان "عشت الف عام" في ستينات القرن الماضي، والتي كانت بالنسبة لها تمثل دليل لاهم الاحداث في حياته، ولكنها لم تستطع ان تعتمد عليها كمصدر اساسي مصدق لتتبع حياة فنان الشعب يوسف بك وهبي، خاصة بعد ان وجدته يمزج في مزكراته بين الواقع، وبين ما يدور في الخيال المتقد من تصورات واحلام وتفسيرات.

في الندوة التي اقيمت للكتاب ضمن فعاليات معرض الكتاب، وادارتها الكاتبة الصحفي نفيسة عبد الفتاح، وشارك فيها الكاتب والمؤرخ الفني محمود قاسم، قالت الاعلامية راوية راشد بانها اعتمدت ايضا علي ما كتبه آخرون من نجوم عاصروا يوسف وهبي، وكانوا شهودا علي كثير من الاحداث التي تناولها هو في مذكراته، ومنهم ما كتبته فاطمة رشدي وجليل البنداري وجورج ابيض وغيرهم، مشيرة الي ان المذكرات التي كتبها عميد المسرح العربي كانت اقرب الي رواية منها الي سيرة ذاتية تؤرخ لحياته.

وتناولت كاتبة "سنوات المجد والدموع" في حديثها بالندوة شخصية يوسف بك وهبي، والذي وصفته بالشخصية الفذة، والمتقدة بالفن والابداع، والتي كان لها تاثير علي انتاجة الفني كمؤلف وممثل ومخرج ومنتج، كذلك عمله في المسرح والسينما بهذه الكثافة، كذلك حياته الخاصة والتي كتب عنها الكثير بدون خجل او مواربة، ومنها علاقته النسائية التي كشف عنها، واشارت في اكثر من موضع الي عشقة للنساء، وكذلك تفاصيل عن زيجاته الثلاثة، فضلا عن تميزة بصفة الاصرار علي تحقيق الاحلام، وتحديه لاسرته الثرية وتقاليدها التي تري الفن انفلاتا وخروجا عن الوقار والاداب العام، واحترافه الفن، وتأسيس اول فرقة مسرحية مصرية باسم "فرقة رمسيس".

واشارت هنا لعدة كبوات تعرض لها في حياته، والتي كانت واحدة منها كفيلة بانتهاء مشروعه، مشيرة الي الحجز علي مسرحه، والقاء فرقته في الشارع، ولكنه كان في كل مرة يبني نفسه من جديد، مستغلا قدراته الخاصة، وحب من حوله له، واخلاصهم له.
وقالت: يوسف وهبي علي ما يبدو كان يشعر بهذا الاختلاف، وما يتمتع به من قدرات لا تتاح لغيره، ومن هنا شعر بان حياته تختلف عن الاخرين، ليختار "عنوان عشت الف عام" لمذكراته الخاصة.

وعلقت راوية راشد قائلة: "لم اخفي شيء في حياة يوسف وهبي، خاصة وانه هو بنفسة كشف عن الكثير من اسراره، وذلك لاعتقادي بان الشخصيات المثالية لا تفجر دراما حقيقية، وان اخطاء النجوم وكبار المبدعين يجب ان ينظر اليها في اطار حالاتهم الاستثنائية، فمثل هذه الاخطاء تثري حياتنا لاننا نتعلم منها، ونأخذ منها العبر.

واوضحت بان يوسف وهبى لم ينشر اى شىء عن الجوانب السياسية فى حياته بمذكراته، وهي من جانبها اهتمت اكثر بالجوانب الانسانية في حياة يوسف وهبى، وعطائه الذى تجاوز الحدود على المستوى الانسانى، حيث فتح الباب امام العديد من الفنانين، واشارت الي ان اول ممثلة مصرية خرجت من فرقته، وقبل ذلك كان الرجال هم من يقومون بادوار الشخصيات النسائية، كما كان يتم الاستعانة بممثلات من الاجانب المقيمين في الخلفيات.

وتابعت راوية راشد بان يوسف وهبى ظهر فى اجواء فنية ثورية تعتبر موجة التنوير الاولى فى العصر الحديث التى ساهمت فى ظهور ثورة 1919 من خلال التطور فى الفن والادب والمسرح ، وهو الامر الذى دفع يوسف وهبى إلى ان يؤمن بأن يكون لدى مصر مسرح لا يقل عن اى مسرح متواجد فى اوروبا وعمل جديا لتحقيق هذا.

وتشير راوية راشد الي صدور كتابها عن دار الشروق بعد رحلة بحث عن ناشر، وتقول: كنت قد يائست من صدور هذا الكتاب، لان كثير من الناشرين لا يفضلون هذه النوعية من الكتب، ولكن صديقتي اميرة ابو المجد العضو المنتدب ومدير عام قسم النشر بدار الشروق عندما علمت بالامر طلبت مني قراءة النص، وبعدها اتصلت بي لتخبرني بان الكتاب سيتم طباعته بالشروق، وابدت حماس كبير لهذا الكتاب.

ووجهت الشكر للقائمين عن دار الشروق علي الاهتمام بالكتاب وطبعه بهذا المستوي وطرحه في السوق بهذا الشكل.

وفي مداخلة لها اشارت اميرة ابو المجد لاهمية كتاب "يوسف وهبي .. سنوات المجد والدموع"، وقالت انه كتاب مختلف، وانه اقرب لعمل روائي منه الي كتاب يوثق تاريخ واحداث، وقالت ان الناشر يبحث دائما علي الكتاب الذي يمثل اضافة له.

فيما اكد الكاتب والمؤرخ الفني محمود قاسم علي اهمية هذا الخط الذي تسير فيه "الشروق" لتقديم كتب تتناول سيرة نجوم الفن بشكل يثري الحياة الثقافية برؤى جديدة ومختلفة عن هذه الشخصيات التي حملت لواء الفن والثقافة والتنوير في مراحل تاريخية.

وقال انها قدمت كتاب "وثائق في حياة ليلي مراد" للكاتب اشرف غريب في معرض الكتاب من العام الماضي، وياتي هذا العام كتاب "يوسف وهبي" ليؤكد علي هذا الاتجاه.

فيما طلب من راوية راشد كتابة جزء ثاني عن يوسف وهبي، تتناول فيه علاقته بالسينما، مشيرا الي ان كتابها الحالي انحاز الي يوسف وهبي في المسرح.

واكد قاسم علي ضرورة تحويل هذا الكتاب الي مسلسل تليفزيوني عن هذه الحالة الفنية الاستثنائية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved