رئيس لجنة الشئون الإفريقية لـ«الشروق»: الرئيس وراء «فك طلاسم» أزمة سد النهضة

آخر تحديث: الخميس 31 يناير 2019 - 9:12 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ رانيا ربيع:

أمامنا تحدٍّ للعودة القارة السمراء بعد ملء مكاننا من دول كإيران وإسرائيل والهند
الهيئات الإعلامية فى غيبوبة تامة.. ولابد من تغيير الخطاب الإعلامى تجاه الأفارقة
اللجنة ترتب زيارات تبادلية بين البرلمان المصرى ونظرائه بإفريقيا.. والقارة مستقبل العالم
يجب الابتعاد عن سياسة الجزر المنعزلة.. و«لو تحدثت جيمع الجهات بنفس اللغة هنجيب اجوان»
دعا رئيس لجنة الشئون الإفريقية فى مجلس النواب، طارق رضوان، إلى تخصيص وزارة للشئون الإفريقية، «لا يكون لها دولاب عمل أو هيكل تنظيمى أو بيروقراطى»، منتقدا فى حوار مع «الشروق»، تقصير الهيئات الإعلامية فى توجيه الخطاب الإعلامى للتعامل مع الملف الإفريقى، مشيرا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، هو من «فك طلاسم» أزمة سد النهضة مع الجانب الإثيوبى.. وإلى نص الحوار:

< ما خطة عمل لجنة الشئون الإفريقية للتقارب المصرى مع القارة خلال الفترة المقبلة؟
ــ خطة عمل اللجنة تدور على محورين داخلى وخارجى؛ المحور الأول: دراسة الوضع الداخلى؛ لأننا نعمل بمنطق الجزر المنعزلة، فلدينا تواجد كبير من قبل السلطة التنفيذية فى إفريقيا، إلا أن ممثليها لا يتحدثون نفس اللغة، ومن ثم فإن هذا المجهود ليس على الخريطة.
وعلى الرغم من أننا ابتعدنا عن إفريقيا، فإننا موجودون فى دول كثيرة فى القارة عبر إسهامات كثيرة من خلال مجالات الرعاية الصحية والرى والثقافة، ولكن دون توحيد الجهود على طاولة عمل واحدة، فاللجنة اجتمعت مع 9 وزارات و12 هيئة مختلفة، بالإضافة لعدد من السفراء؛ من أجل مناقشة عملهم فى القارة، وبحث المزيد من آليات التعاون بين جميع الهيئات، فالجهة المنوط بها العمل فى إفريقيا، هى وزارة الخارجية، إلا أننا وخلال اجتماعتنا لمسنا أن هناك مشكلة من قبل بعض الوزارات فى التواصل مع بعضها البعض، ويصعب عليها الحصول على الكثير من المعلومات، أو نتاج الكثير مما تم إنجازه.

< ومن السبب فى عدم تواصل الجهات العاملة فى إفريقيا؟
ــ لا أعلم إذا كانت المشكلة فى وزارة الخارجية أم مشكلة الهيئات المختلفة، فكان لابد من وضع خطة مدروسة، وجدول مقارنة لأماكن التواجد ونقاط الضعف والقوة بدول القارة الإفريقية، وفرص التواجد، ومدى أهمية هذه الفرص من ناحية الأمن القومى أو من الناحية الاستثمارية، أو الاجتماعية.
فالرئيس عبدالفتاح السيسى، يتحرك بقفزات سريعة جدا بدأها منذ أربع سنوات، قام خلالها بعمل ما يقرب من 90 زيارة للدول الإفريقية، أى ما يزيد على 50% من دول القارة، كما أن مصر ستترأس فى 10 فبراير المقبل، قمة الاتحاد الإفريقى، والرئيس السيسى، وضع رؤية واضحة وصريحة، مفادها بأن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، ليست هى نقطة النهاية بل هى البداية للعودة مرة أخرى للعمل بالقارة.

< هل هناك دول استغلت الفجوة بين مصر وإفريقيا؟
ــ نعم.. الكثير من الدول استغلت الفجوة بين مصر وإفريقيا منها الصين، والهند، وإيران، وتركيا، وقطر، فكل دولة تتحرك بأجندات معينة فى القارة، منها كيانات تعمل من أجل التنمية الاقتصادية، وأخرى تعمل من أجل التواجد الاستراتيجى، ودول تعمل للخوض فى أمن قومى.

< ما هى التحديات التى تواجه مصر بعد ابتعادها عن إفريقيا؟
ــ نحن أمام تحديين الأول: العودة لإفريقيا مرة أخرى، والثانى: أن نحصل مجددا على مكانة مصر بعدما تم ملؤه من كيانات ودول أخرى، فالدولة المصرية ابتعدت عن القارة فى وقت صعب جدا ولمدة طويلة جدا، مما أدى إلى وجود فجوة لتواجد كيانات أخرى أو دول أخرى لكى تنمو فى هذه الفجوة.

< هل إسرائيل ضمن هذه الدول؟
ــ قد تكون.. وليست إسرائيل فقط، بل قوى أخرى تعمل منذ 2011.

< هل اللجنة تسعى لتوحيد جهود الوزارات والهيئات المصرية فى إفريقيا؟
ــ لا.. فلا يمكن خلط اختصاصات السلطة التشريعية مع السلطة التنفيذية، فعمل اللجنة هو الرقابة والتشريع، ونحن نرى ونستطلع ما يحدث فى إفريقيا، ويجب أن يكون هناك وزارة مرحلية للشئون الإفريقية، ولتكن وزارة فى شكل وزارة دولة «ليس لها دولاب عمل أو هيكل تنظيمى أو هيكل بيروقراطى»، وتكون مهمتها التنسيق بين الوزارات، ومتابعة سير الأعمال، وأيضا التنسيق بين القطاع الخاص لتنمية الأعمال وتوفير فرص المستثمرين بالدول الإفريقية، وكذلك التنسيق بينها وبين البرلمان.

< ماذا عن التعاون النيابى بين البرلمان المصرى وبرلمانات القارة؟
ــ اللجنة اجتمعت بقرابة 19 سفير للدول الإفريقية بمصر، وجار تحديد مواعيد مع باقى السفراء تباعا، ولمسنا خلال تلك الاجتماعات اهتماما بعودة مصر للحضن الإفريقى، وأن تكون لاعبا رئيسيا فى القارة، وأعتقد أنه سيتم عقد لقاءات فيما يخص الشأن البرلمانى خلال الفترة المقبلة.
وخلال اللقاءات أيضا، وصف أحد سفراء دول القارة، الرئيس السيسى، بأنه محرر «إفريقيا اقتصاديا»، وشبهه بالزعيم جمال عبدالناصر.

< كيف ترى آليات تعزيز التعاون الإفريقى خلال الفترة المقبلة؟
ــ لابد من خلق منافذ تواصل برية وبحرية وجوية، وإنشاء شبكة ربط مباشر بين مصر والدول الإفريقية وهذا ما بحثه الرئيس السيسى، مع رؤساء دول حوض النيل مرورا برؤساء دول جنوب إفريقيا، ليتبعه ربط بين الشرق والغرب الإفريقى، بالإضافة لضرورة تعظيم دور التعاون الإفريقى المشترك، وتنمية التجارة البينية فيما بين دول القارة.

< ماذا عن التشريعات المرتقبة للجنة الشئون الإفريقية؟
ــ قد يكون هناك تشريعات خاصة بالانتشار الإفريقى والاستثمار، ولكن المنوط بنا بالدرجة الأولى توطيد العلاقات البرلمانية المصرية الإفريقية.

< هل هناك ترتيب زيارات لرئيس مجلس النواب الدكتور على عبدالعال فى دول القارة؟
ــ نعم.. اللجنة ستجرى زيارات تبادلية، وليست فقط على مستوى اللجنة بل أيضا على مستوى رئاسة المجلس، بين الغرب والشرق والجنوب الإفريقى؛ لإنشاء قنوات تواصل مباشرة بين البرلمان المصرى وبرلمانات إفريقيا المختلفة.
فنحن نسعى لتعميق العلاقات بين الطرفين، فلا يمكننى بناء علاقات برلمانية «مصرية ــ إفريقية»، إلا بالاحتكاك المباشر من خلال زيارات متبادلة؛ لتعميق وتوطيد العلاقات المصرية الإفريقية، ليس فقط على مستوى القيادة السياسية، أو السلطة التنفيذية، وأيضا على مستوى السلطة التشريعية.

< هل أعدت اللجنة جدول لزيارات رئيس البرلمان لنظرائه فى الدول الإفريقية؟
ــ نعم.. ولكنى لا يمكن الإفصاح عنه الآن.

< هل تتواصل مع الجهة التنفيذية بشأن اتفاقيات تعاون مع دول إفريقيا؟
ــ نعم... نتحدث مع عدة جهات فى هذا الصدد من وزارات وهيئات، وستشهد الفترة المقبلة اتفاقيات استثمارية وكذلك تشريعات، وسندشن مجموعات صداقة برلمانية مع الدول المختلفة الإفريقية.

< هل من مساع من قبل اللجنة فى قضية سد النهضة؟
ــ لا.. فالأمر ليس له علاقة بمجلس النوب، فالرئيس السيسى، هو من فك طلاسم أزمة سد النهضة، وهو من يملك المفاتيح، بعد ما «كنا بنولول من 2011 حتى 2016»، وبطريقة معينة تم حل المشكلة، وسبق أن أكد رئيس الوزراء الإثيوبى، أنه لن تمس حصة مصر بالمياه، ففى المعادلات الجديدة فى هذا العصر، لا يوجد طرف كاسب وآخر خاسر، بل لابد أن يكون جميع الأطراف فائزين، وعلينا أن نؤكد أنه لا يمكننا أن نحجر على دولة أن تقيم سدودا، لكن بدون تأثير على حصة مصر فى المياه.

< هل ستستغل اللجنة تنظيم بطولة الأمم الإفريقية؟
ــ علينا أن نستغل هذا الحدث لتوصيل رسائل بأن مصر آمنة، ولديها بنية تحتية مرفقية قوية، وأنها تستوعب ملتقى الاستثمار للقارة، وأنها قبلة السياحة الأولى خلال الفترة المقبلة، وينبغى أنا نعمل جميعا كفريق واحد، وأن نبتعد عن سياسة الجزر المنعزلة، و«لو تحدثت جيمع الجهات المعنية نفس اللغة هنجيب اجوان».

< كيف يتم تأهيل الشارع المصرى لهذا الحدث؟
ــ لدينا مشكلة كبير فى مصر، وهى إعداد الكوادر البشرية لتدريبهم على حسن التعامل مع الضيوف من خلال منظومة عمل تبدأ من أمين الشرطة الموجود فى المطار مرورا بالعامل فى مقر إقامة الزائر، وصولا إلى دخول الضيف الاستاد لمشاهدة المباريات.. «مينفعش منطق طابور العيش فى كل حاجة».

< من تقع عليه مسئولية إعداد الكوادر البشرية؟
ــ على كل الوزارات والهيئات لاختيار الكوارد البشرية القادرة على صنع الفارق، فلابد أن تتغير نظرتنا تجاه إفريقيا، ولغة الخطاب الإعلامى للقارة؛ فهى مستقبل العالم.
ماذا تقصد بتغيير لغة الخطاب الإعلامى للقارة؟
أقصد بتغير لغة الخطاب الإعلامى بوجود رؤية.. مثلا أن مصر ستتسلم رئاسة الاتحاد الإفريقى يوم 10 فبراير.. هل تعرفين ما الذى سيحدث؟ يوم 1 فبراير كل القنوات الفضائية والمواقع ستضع شعار «مصر قلب إفريقيا»، وهذا وحده لن يجدى، فلابد من استغلال هذا الحدث وبناء المستقبل بالترتيب مع السلطة التنفيذية، فالقارة هى وجهتنا، ولابد من توعية المواطن بكيفية التعامل مع الإفريقيين.

< هل هناك لقاءات مع ممثلين للجهات الإعلامية لتوحيد الجهود بشأن التواصل مع إفريقيا؟
ــ نعم.. التقيت ممثلين وقيادات الهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، ولكنى كأنى لم ألتق بهم، فلابد من وجود فريق عمل مؤمن بالقضية، ومخطط عام ليكون هناك نتائج جيدة لصالح مصر، وحتى الآن الجميع يرتجل فى وسائل الإعلام، على الرغم من مخاطبة الهيئات الإعلامية، وتقديم عدد من التوصيات لها بشأن التواصل مع إفريقيا إلا أنهم فى غيبوبة تامة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved