دار نشر «أوزبورن» البريطانية المتخصصة فى كتب الأطفال تحتفل بيوبيلها الذهبى

آخر تحديث: الجمعة 31 مارس 2023 - 7:14 م بتوقيت القاهرة

كتبت ــ أسماء سعد ومنى غنيم:

ــ إبراهيم المعلم يحضر الاحتفالية للعلاقة الوطيدة بين دارى الشروق وأوزبورن
مؤسس الدار حصد وسام «قائد الإمبراطورية البريطانية» لخدمة الأدب
ــ دار النشر الشهيرة تسعى لتلبية احتياجات السوق فى بريطانيا من كتب الأطفال.. وحاصلة على عدة جوائز فى النشر
ــ دار الشروق تعاونت مع أوزبورن عبر نشر أكثر من مائة كتاب

«طرق فريدة فى السرد والعرض، أساليب تفاعلية تجذب القارئ، محتوى ثرى مدعوم بأدق المعلومات وأكثرها إفادة»، ذلك ما تعتمد عليه دار نشر «أوزبورن» العريقة، التى تحتفل بمرور 50 عاما على إنشائها، وحصول مؤسسها بيتر أوزبورن على وسام قائد الإمبراطورية البريطانية لخدمة الأدب، وهو جزء من منظومة الشرف البريطانى الذى تمنحه الأسرة المالكة فى بريطانيا للأشخاص الذين يقومون بإنجاز مهم فى الآداب أو العلوم والذى يمتد أثره على المجتمع لفترة طويلة من الزمن، ومنها «أوزبورن» أحد أشهر دور نشر الكتب فى بريطانيا والعالم فى طباعة ونشر كتب الأطفال.
الاحتفال بمرور 50 عاما على تأسيس الدار والذى يتزامن مع منح مؤسسها وسام قائد حضره المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق، والأستاذة أميرة أبو المجد العضو المنتدب بدار الشروق، حيث تجمع أواصر تعاون وصداقة قديمة تقارب الـ 40 عاما بين دارى الشروق و«أوزبورن»؛ فمؤسس الأخيرة، زار دار الشروق فى مصر، والتقى مؤسسها الناشر الكبير محمد المعلم.
كما استضاف المهندس إبراهيم المعلم حينما كان نائبا لرئيس اتحاد الناشرين الدولى الناشر بيتر أوزبورن فى إحدى جلسات اتحاد الناشرين الدولى للحديث عن كتب الأطفال وتجربة الدار البريطانية التى تعرّف عليها القارئ المصرى والعربى منذ ما يقرب من 50 عاما، وعبر أكثر من مائة عنوان متخصص فى كتب الأطفال فى نسختها العربية بالتعاون مع دار الشروق، إذ حرصت دار الشروق على التعاون مع دار «أوزبورن» فى إصدار أكثر من مؤلف قيم يستهدف تحقيق قيمة معرفية مضافة للقراء، وتحديدا فى سن صغيرة.
وفى بداية الاحتفالية، توجهت نيكولا أوزبورن بالشكر للحضور من أجل الاحتفال بالإنجاز الكبير لدار النشر ببلوغها العام الخمسين فى صناعة النشر؛ حيث قالت مازحة إن لديها وظيفتين متساويتين فى الأهمية وحس الفخر والاعتزاز بالنسبة لها، ألا وهما: المديرة التنفيذية لدار نشر «أوزبورن»، وابنة الناشر الشهير بيتر أوزبورن.
وقالت «أوزبورن» إنه على الرغم من أن سياسة دار النشر كانت تنتهج دائمًا التطلع للأمام وتدعم التركيز على بناء المستقبل ووضع الخطط والابتكار والمضى قدمًا وعدم النظر إلى الماضى، إلا أن ببلوغهم عامهم الخمسين فى عالم نشر كتب الأطفال وجدوا أنها فرصة سانحة لتسليط الضوء على إنجازات الماضى والحاضر أيضًا، لاسيما مع ترسيخ مكانتهم مع بداية العام الحالى كأكبر شركة نشر لكتب الأطفال فى المملكة المتحدة، وبحصولهم سنويًا على لقب «أعلى دار نشر نموًا»، بالإضافة إلى حصول «أوزبورن» على وسام «قائد الإمبراطورية البريطانية».
= أول وسام يذهب لناشر
وقال «أوزبورن» مازحًا عن حصوله على الوسام رفيع المستوى إنها المرة الأولى التى يتم منحه فيها لأحد الناشرين؛ حيث جرت العادة أن يتم منحه للمؤلفين والفنانين فقط.
كما توجهت «أوزبورن» بالشكر لدور النشر المختلفة من جميع أنحاء العالم والذين وصفتهم بـ «شركاء النجاح» بسبب دعمهم لدار النشر ومساهمتهم فى نشر الكتب الخاصة بها فى جميع أنحاء العالم، ومنها: دار نشر «بى بى سى» التابعة لـ «بنجوين راندوم هاوس»، ودار نشر «سكولاستيك ــ Scholastic» الأمريكية والتى تعد أكبر دار نشر عالمية متخصصة فى نشر كتب الأطفال، ودار نشر «بير»، ودار نشر «تى تى بى» التابعة للحكومة البريطانية، بالإضافة لمختلف دور النشر فى أمريكا والبرازيل وغيرها.
وشددت «أوزبورن» على أن الشكر فى المقام الأول يعود لدور النشر تلك بسبب حداثة تواجدها نسبيًا فى المهنة؛ لأن والدها بدأ العمل فى مجال النشر عندما كانت لم تزل طفلة، ورصدت أحد المواقف الطريفة من ذكريات طفولتها حينما كان والدها يخبرها هى وأخيها أثناء الجلوس لتناول الطعام أن عليهما الإتيان بـ ٣٠ فكرة جديدة لموضوعات خاصة بكتب الأطفال قبل انتهائهما من تناول الوجبة، كما كشفت أنها وأخيها كانا القراء الأوائل للكتب الصادرة عن دار نشر والدهما.
وذكرت «أوزبورن» أن من بين إسهامات دار النشر تعدد اللغات الخاصة بكتب الأطفال التى تقوم بنشرها؛ حيث إنها تقوم بنشر الكتب بـ ٩ لغات أجنبية متنوعة بالإضافة إلى حصولها على رخصة نشر الكتب بـ 130 لغة مختلفة من جميع أنحاء العالم واصفة ذلك الأمر بـ «المذهل».
وعبرت «أوزبورن» عن سعادتها الكبيرة بالاحتفال بيوبيلهم الذهبى من خلال معرض كتاب الأطفال فى مدينة بولونيا الإيطالية الساحرة، والتى قالت إنها تشبه كثيرًا فى قلبها المبادئ التى قامت عليها دار نشر «أوزبورن»؛ فلديها معرض كتاب خاص بالأطفال فقط مما يعبر عن انشغالهم واهتمامهم بأدب الطفل، وهو فى نفس الوقت موجه للعالم بأسره وليس مقتصرًا على إيطاليا فقط، وهى نفس السياسة التى طالما ما تبنتها دار نشر «أوزبورن»؛ حيث كشفت أنه برغم من أن المقر الرئيسى لدار النشر فى المملكة المتحدة إلا أن والدها عقد العزم على أن تصل الكتب التى يقوم بنشرها للأطفال فى كل مكان منذ المراحل المبكرة لتأسيس دار النشر.
وخلال الاحتفالية، تحدث بيتر أوزبورن عن بدايات دار النشر وذكريات أول معرض كتاب له خارج نطاق المملكة المتحدة حيث سافر إلى مدينة ميلان الإيطالية وكان يمتلك ركنًا صغيرًا للغاية مزودا بفتحات صغيرة الحجم لعرض الكتب الخاصة به، ولكن برغم تلك التحديات لاقت كتبه رواجًا كبيرًا حتى إن رئيسه السابق فى العمل تعاقد معه لنشر المزيد من الكتب.
وأشار «أوزبورن» إلى أن قصة نجاحه كانت مختلفة بعض الشىء عن معظم قصص النجاحات الدارجة؛ حيث إن رأس المال الذى تحصل عليه من رئيسه السابق فى مجال النشر كان مبلغًا ماليًا ضخمًا للغاية (يعادل ما يقرب مليون ونصف جنيه إسترلينى بحسابات اليوم)، حتى إنه بسبب غزارة رأس المال طفق يفكر لمدة ٤ شهور متتالية فى أى مجال يمكنه الاستثمار فيه، وقال إنه فكر فى البداية فى اقتحام مجال الإنتاج التليفزيونى أو السينمائى ولكنه استقر فى النهاية على مجال نشر الكتب وتحديدًا كتب الأطفال والذى وجد به شغفه وغايته.
= الشروق وأوزبورن.. علاقة عريقة وكتب بديعة
وتمتلك دار الشروق مجموعة من التعاونات الناجحة مع الدار العريقة، ومنها سلسلة «كل شىء عن» وكتبها الشهيرة «كل شىء عن المشاعر»، «كل شىء عن الصداقة»، «كل شىء عن القلق والمخاوف»، و«كل شىء عن التنوع والاختلاف»، وهى سلسلة مليئة بالنصوص والتعبيرات شديدة الانتماء لعالم الأطفال متضمنة العديد من المشاعر المتنوعة بداخله، حيث تقدم سلسلة «كل شىء عن» وجبة متكاملة للصغار لمساعدتهم على معرفة مشاعرهم ومخاوفهم وفهمها وتسميتها، كما تمنح السلسلة للكبار أيضا «مفاتيح» شديدة الأهمية لفهم شخصية الطفل، وكيفية التعامل الأمثل وفقا لكل حالة، مع وجود «طرق تعليمية»، واختيارات تمنحها نصوص السلسلة فى هيئة أسئلة، مطلوب من الصغار الإجابة عليها أو توصيل المناسب معها، لتكون سلسلة «كل شىء عن»، عمل قيم بامتياز تضم كل شىء عن طريقة مساعدة ومعاونة الأطفال على التعبير السليم عن مشاعرهم، وأنفسهم ومخاوفهم، واختلافهم.
بالإضافة إلى أحدث كتابين صدرا عبر ذلك التعاون وهما: هل يمكننا حقا مساعدة النحل؟ وهل يمكننا حقا مساعدة الأشجار؟ والكتابان من تأليف كايتى داينز ورسوم روزين هاهيسى وترجمة نورا ناجى، وهما يفتحان المجال للأطفال للمشاركة فى حل مشاكل البيئة والمناخ والاحتباس الحرارى، وأن يكون لهم دور فعال فى تشكيل مستقبل أفضل لكوكب الأرض.
هناك أيضا سلسلة كتب الشروق العلمية للمبتدئين: دماغك وقدراته، حواسك الخمس، عضلاتك وعظامك، وسلسلة الفن للجميع، قصة الرسم، قصة العلوم، قصة علم الفلك والفضاء، قصة الاختراعات.
بالإضافة إلى سلسلة العلوم المسلية أكثر من 90 تجربة مدهشة، وموسوعتى الأولى الفضاء، موسوعتى الأولى العلوم، موسوعتى جسم الإنسان، وأطلس الأطفال المصور، قصة الطيران، قصة السيارات، قصة الكهرباء، قصة القطارات.
= اختيار المؤلفات الشيقة بطرق جذابة
اعتمد التعاون بين دارى الشروق وأوزبورن على فلسفة اختيار المؤلفات الشيقة التى تقوم على عرض المعلومات التعليمية، بطريقة قيمة ومحببة إلى عين القارئ، حيث تستعين بقدر لا بأس به من الصور الملونة والأشكال «الكوميكس»، بكل ما تحمله من مدلولات قادرة على إيصال المعلومات بأبسط الطرق وأكثرها جاذبية، لها القدرة على خلق حالة تفاعلية مع القارئ.
وتتبع دار أوزبورن نهجا لافتا يتمثل فى الاستعانة بمتخصص يتم تكليفه بالعمل على الكتاب، فى عديد المراحل التى يخرج منها فى النهاية بجودة وقيمة عالية، ويكون المتخصص، بالإضافة لوجود مستشار علمى للتأكد من دقة المعلومات، وتحتوى بعض المؤلفات على تضمين «لينك» بين النصوص فى الكتب، لإتاحة إمكانية للقارئ أن يستكمل قراءة للمعلومات ومعرفة المزيد من التفاصيل، وهى إمكانية جيدة أيضا وتعود بالنفع على القارئ.
ومن ضمن طرق العرض المعاصرة الشيقة التى نجدها فى المؤلفات الصادرة بالشراكة بين دار الشروق ودار أوزبورن، كتاب «أكثر من 90 تجربة علمية مدهشة»؛ حيث يشتمل على ما لا يقل عن 600 صورة لاصقة، عبارة عن ستيكرات ملحقة بالكتاب، تحاول من خلالها ربط كل شىء علمى بالحياة العملية الاعتيادية للإنسان، وهو أحد الطرق الخاصة بالعرض المثير للتجارب المبسطة التفاعلية.
الأطفال ممن يقبلون على كتب «أوزبورن»، التى تحمل توقيع دار الشروق أيضا، يستغرقون فى مطالعة المحتوى المدعوم بالصور والمعلومات، ويتوصلون من خلاله لأكبر قدر من الاستفادة والشروحات الخاصة على سبيل المثال بشرح «التليسكوب»، ومراحل تطوره بطرق مبسطة، حيث جرعات مناسبة للطفل يعرف من خلالها المعلومات المهمة بطريقة تخلو من أى تعقيد.
هناك أيضا على سبيل المثال سرد شيق لقصة متعلقة باختراع الطيران، تتوافر بها كافة العوامل الخاصة بالسرد الشيق بشكل قصصى جذاب، متضمنا التجارب الأولية لاختراع الطيران، وسط وجود صبغة من الطرافة والكوميديا التى تميز أغلبهم مؤلفاتهم، وهو ما نطالعه فى قصة السيارات وطريقة تطورها وتطور مراحل الاستفادة من الكهرباء، وكتب عن الجغرافيا.
كتاب «أطلس الأطفال» يعتمد على شرح مبسط للخرائط وللدول والمدن، وأنواع التضاريس والغابات، تعريف القارئ بطرق فريدة ما الذى تعنيه الخرائط وكيفية قراءتها، وما هى أنواع المدن والعواصم واختلاف التضاريس وأنواع الحيوانات والنباتات وطبيعة السكان.
وتسعى دار نشر «أوزبورن» دائمًا لتلبية احتياجات السوق فى بريطانيا من كتب الأطفال بشتى أنواعها من كتب الأنشطة والخيال وتعلم اللغات الأجنبية والتاريخ والبيئة والهوايات والعلوم والتكنولوجيا والكتب المصورة. كما تملك دار نشر «أوزبورن» باعًا طويلًا فى مجالات العمل التطوعى والخيرى؛ حيث تخصص جزءا من أرباح الشركة للتبرع لصالح القضايا الإنسانية المختلفة كل عام، ويقوم الموظفون العاملون بالدار باختيار إحدى القضايا الإنسانية النبيلة ويقومون من أجلها بإقامة حملات لجمع التبرعات كل عام.
ومن بين أشهر إصدارات الدار أيضا: سلسلة «أوزبورن لمغامرات البازل» و«سلسلة عالم المجهول» و«كتاب المستقبل» و«حكايات مزرعة بوبى وسام» وأيضًا مجموعة منتقاة من أشهر أدبيات الأطفال مثل «ساحر أوز» و«ماتيلدا» وغيرها، بالإضافة لمجموعة من الكتب التفاعلية ذات الأحرف البارزة والموجهة للأطفال الرُضّع دون الـ ٣ سنوات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved