محمود محيي الدين عن احتمالية نشوب حرب بين أمريكا والصين: مناوشات طبيعية

آخر تحديث: الأحد 31 مايو 2020 - 9:07 ص بتوقيت القاهرة

أسماء الدسوقي

أتصور أن هناك عقلاء حول العالم يمنعوا مثل هذا الأمر.. والحروب أصبحت أكثر كلفة وخطورة من ذي قبل

جميع التوقعات عن الاقتصاد العالمي والتجارة والاستثمار، كانت سلبية للغاية قبل بداية أزمة كورونا

النزاعات التجارية الأمريكية مسؤولة عن تراجع معدلات النمو والاستمرار وحالة الضبابية واللا يقين التي كانت سابقة لأزمة كورونا

قال الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية، إن الناس تقوم بإجراءات غير مسبوقة على المستوى الدولي، لتساعد في تحريك الأنشطة الاقتصادية مرة أخرى.

وعن تغير المناخ، أضاف «محيي الدين» أثناء لقاء افتراضي ببرنامج «المصري أفندي» المُذاع عبر فضائية «القاهرة والناس»، السبت، أن هناك عدة مقالات لقادات دول كبرى، منها رئيسة الاتحاد الأوروبي، تشير إلى أنهم يقومون بعمليات تمويل جديدة طبق منها أنواع المشروطية الإيجابية.

واستطرد: «إذا كنت تريد أن تستفيد كدولة في إطار الاتحاد الأوروبي من هذا التغيير الجديد الذي يقترض بواسطته الاتحاد لأول مرة بشكل كامل تحت اسم الاتحاد الأوروبي وليس باسم منفردة فيه، فإن حصيلة هذا الاقتراض سوف توجه للدول التي تحتاج إلى المساندة، على أن تفسر هذه الدول ماذا ستفعله في مسألة التعافي، مع التركيز على الأبعاد الخاصة بالعدالة الاجتماعية والحماية ضد تغير المناخ».

وأشار إلى أن العالم لم يصبح كما كان عليه من قبل في مسألة قواعد التمويل، معقبًا: «نشهد عالمًا جديدًا، وإذا كان هذا الوضع في أوروبا، فمن الممكن أن يضع الجنوب الشرقي من العالم قواعد جديدة تلزمك على أي ائتمان يخرج من البنوك، أن يكون مرتبطًا بقواعد إفصاح جديدة خاصة بمدى مساندة صحة الأفراد والأرض، مثلما فعلت نيوزلاندا».

وعن احتمالية نشوب حرب بين أمريكا والصين، لفت إلى أنه «من حسن الحظ أن التاريخ لا يعيد نفسه، لأن الآلية التي يسير بها العالم الآن لم تعد كما كانت في الماضي»، مضيفًا: «أتصور أن هناك عقلاء حول العالم يمنعوا مثل هذا الأمر، والحروب أصبحت أكثر تكلفة وخطورة من ذي قبل حتى وإن حث عليها البعض بنوع من أنواع الارتجال والرعونة».

وذكر أن مجرد الحديث عن الحروب وتكلفتها مزعج ومقلق للناس والأسواق، موضحًا أن ما يحدث في الوقت الحالي بين أمريكا والصين نوع من أنواع المناوشات، نظرًا لوجود قوة صاعدة تحاول الصعود، مع وجود قوة تقلييدية تحاول الحفاظ على مراكزها القديمة، لذا من الطبيعي أن يكون هناك توترًا بين القوتين.

وفيما يتعلق بتصريحات ترامب ضد الحكومة الصينية، تابع: «ظللت سنتين أو ثلاثة حتى قبل أزمة كورونا لديك مشكلات في النزاعات التجارية وأخرى تتحدث عن استقبال حروب تجارية، لأن جميع القواعد الخاصة بحرية التجارة التي كانت نابعة في الأساس بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية جرت مراجعها، من قيود وحصص وتعريفة جمركية وتهديد بالتصعيد، وهذه النزاعات التجارية مسؤولة مسؤولية كبيرة عن تراجع معدلات النمو والاستمرار وحالة الضبابية واللا يقين التي كانت سابقة لأزمة كورونا».

وأكد أن القوة الاقتصادية ليست في طرف واحد دون الآخر، لافتًا إلى أنه قبل إعلان أزمة «كوفيد- 19» في ديسمبر الماضي، كانت جميع التوقعات عن الاقتصاد العالمي والتجارة والاستثمار وحركة النشاط الاقتصادي الدولي، سلبية للغاية، لكنها لم تصل إلى حالة الركود.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved