بعد قفزاته المستمرة.. تزايد أسعار الذهب يقود المصريين للاستثمار في جراماته

آخر تحديث: الجمعة 31 يوليه 2020 - 5:27 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي:

شهدت أسعار الذهب خلال الفترة الماضية، ارتفاعا جنونيا ومتكررا في الأسعار، حتى تخطى سعر الجرام حاجز الألف جنيه شاملا المصنعية والضريبة، ما دفع بعض الأسر والمصريين إلى الاتجاه للاستثمار في جراماته، والاستفادة من قفزاته المستمرة في تحقيق هامش ربح عالي خلال وقت قصير، بل واتجه البعض إلى بيع بعض مملكتهم للاستثمار في الذهب.

هدى جابر، البالغة من العمر 35 عاما، والمقيمة في القناطر الخيرية، جذبتها قفزات الذهب الجنونية إلى التفكير في انتهاز الفرصة والبدء بالاستثمار في الذهب، بمبلغ مالي كان بحوزتها من مدخراتها، فتقول: "كان معايا مبلغ، ولما لقيت أسعار الدهب بتزيد وفي أخبار عن زيادة أسعاره أكتر فكرت اشتري دهب وأركنه مش هيخسر معايا، بالعكس هكسب فيه، لكن الفلوس بتخسر من قيمتها مع الوقت".

أما سناء محي، البالغة من العمر 54 عاما، والقاطنة بحي السيدة زينب بالقاهرة، فجذبتها قفزات أسعار الذهب لتبيع شقة صغيرة تمتلكها وتشتري بها سبائك لا تزيد مصنعيتها عن 15 جنيها، وتبيعها فيما بعد وهو ما أدر عليها ربح مادي ساعدها في شراء شقة أكبر بمنطقة راقية، فتقول: "الشقة كنت صغيرة وورثاها عن أبويا وكنت عايزة أبيعها من زمان، لما سمعت إن أسعار الدهب بتزيد وجالها بيعة حلوة، جوزي شجعني نبيعها ونشتري دهب ونبيعه لما يغلى شوية، اشتريته وبيعته بعدها بـ15 يوما".

فيما أوضح أنور عاطف، صاحب أحد محال المجوهرات بالصاغة، أن إقبال المواطنين على شراء الذهب بهدف الاستثمار فيه زاد خلال الفترة الأخيرة نظرا لارتفاع أسعاره المستمرة، وخاصة منذ كسره حاجز الـ700 جنيه، فبدأ المواطنين يقبلون على شراء القطع المستعملة والجنيهات والسبائك أكثر من المشغولات الجديدة، "الحاجات دي سعرها فيها، لما يشتروها مبيدفعوش فيها مصنعية".

وتابع أنور: "لما الواحد يشتري دهب مستعمل مصنعية الجرام 10 أو 20 جنيها، ويجي يبيعه بعد فترة بسيطة يزيد معاه سعر الجرام 50 أو 100 جنيه، بيعمل معاه مكسب حلو في وقت قصير"، موضحا أن استثمار المواطنين في جرامات الذهب في تزايد مستمر نظرا لمعرفتهم وعلمهم باستمرار ارتفاع الأسعار واقترابها من سعر الألف جنيه بل وتخطيه.

واستكمل أنور: "مبقاش حد يخاف يشتري دهب، وبقى أي حد يجي يشتري بيبقى مطمن لأنه شايف سعر الدهب في الطالع مش في النازل، فبيشتريه بدل ما يحط فلوسه في البنك، هيزيد أد إيه في البنك!، يستثمر في الدهب أحسن وأفضل له"، موضحا أن ربح الاستثمار في الذهب يتجاوز ربح البنوك بعدة أضعاف.

حديث أنور أكده مايكل سامي، صاحب إحدى محلات المجوهرات بشارع شبرا، فيقول: "الناس اللي فاهمة صح بقيت بتشتري أكتر، علشان الارتفاع رهيب ولسه الدهب هيزيد أكتر، فكله بيحاول يشتري علشان يحافظ على قيمة فلوسه، لإن قيمة الفلوس بتقل إنما الدهب قيمته بتزيد"، موضحا أن الاتجاه العام للمشترين نحو الذهب المستعمل والجنيهات والسبائك التي تبدأ من جرام وتصل إلى ألف جرام، وذلك لانخفاض قيمة مصنعيتهم، التي تتراوح من إلى 15 إلى 25 جنيها.

وأشار صاحب محل المجوهرات إلى أن بعض المواطنين الذين جذبهم ارتفاع أسعار الذهب وقعوا في مصيدة النصب على الإنترنت، فكثرت شكاوى بعض السيدات بعد شرائهن الذهب المستعمل عبر الإنترنت قبل أن يتضح لهن أنه مغشوش وليس ذهبا: "كذا واحدة جاتلي خلال الفترة اللي فاتت، تكشف على دهب اشترته ويطلع مغشوش، الناس بتروح للنت علشان ميتكلفوش مصنعيه 5 جنيهات بالكتير في الجرام، لكنها بتيجي على دماغهم في الأخر للأسف".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved