وفقًا لمزاعم باحث فرنسى.. لوحة «فان جوخ» الأخيرة قد تكشف غموض وفاته

آخر تحديث: الجمعة 31 يوليه 2020 - 10:17 م بتوقيت القاهرة

كتبت ــ منى غنيم:

رافقت تكهنات كثيرة ومثيرة للجدل حادثة رحيل الفنان الهولندى ذائع الصيت، فينسنت فان جوخ، عن عالمنا قبل مائة وثلاثين عاما من الآن؛ حين خرج من غرفته فى نُزل بمقاطعة «أوفير سور واز» بفرنسا كما كان يفعل عادة مع لوحة الرسم، وعاد أدراجه بعدها مُصابا بعيار نارى قاتل توفى إثره بعدها بيومين فى التاسع والعشرين من شهر يوليو عام 1890، وبالرغم من أن الرواية الرسمية تُفيد بأنه انتحر، إلا أن بعض الروايات الأخرى ــ الأقل شعبية ــ تزعُم أنه قد تم إطلاق النار عليه خلال إحدى المشاجرات.
وقد زعم الباحث الفرنسى، فاوتر فان دير فين، أنه استطاع حل جزء كبير من لغز مقتل الفنان الراحل عن طريق عثوره على الموقع الدقيق الذى رسم فيه «فان جوخ» لوحته النهائية بعنوان «جذور الشجرة Tree Roots»؛ حيث ادعى أن درجة الإضاءة التى تظهرها اللوحة على جذور الأشجار تشى بأن «فان جوخ» كان يرسم فى ذلك الموقع بالتحديد منذ الصباح وحتى انتهاء فترة ما بعد الظهيرة، أى حتى الساعة الخامسة أو السادسة مساء، مما يعنى أنه على الأرجح قضى اليوم كله فى الرسم، وينفى احتمالية أن يكون كان قد مر بفترة نفسية سيئة دفعته للانتحار.
يجدر بالذكر أن «فان دير فين» يعمل كمدير للبحث العلمى بـ «معهد فان جوخ»، وهى منظمة غير ربحية أُنشئت للحفاظ على غرفة الفنان الصغيرة التى تضم متعلقاته الشخصية فى فندق «أوبيرج رافو» الذى قضى به آخر أيامه، وقد ذكر فى تصريحه: «نعلم الآن ما كان يفعله فان جوخ خلال يومه الأخير قبل إطلاق النار عليه، نعلم أنه قضى طوال اليوم فى رسم هذه اللوحة، لقد كان يوما للرسم اعتياديا للغاية».
وعن الطريقة التى اكتشف بها الموقع، قال «فان دير فين»: إنه وجد أن اللوحة قد رُسِمت فى شارع «داوبينى»، وهو طريق رئيسى يمر عبر مقاطعة «أوفير سور واز »، التى تقع نحو 20 ميلا شمال «باريس» وتبعد نحو مائة وخمسين مترا من الفندق الذى كان يقيم به «فان جوخ»، وأضاف أنه لا يزال من الممكن رؤية جذور الأشجار المتشابكة بوضوح به حتى يومنا هذا.
وأردف أنه عثر على الموقع بالصدفة أثناء مشاهدته مجموعة من الصور القديمة لمقاطعة «أوفير سور واز» تعود لعام 1905م، كان قد استعارها من سيدة فرنسية تُدعى جانين ديموريز تبلغ من العمر 94 عاما، وتهوى جمع البطاقات البريدية التاريخية، وقد أظهرت إحدى الصور شخص يركن دراجته بشارع «داوبينى» بجوار جسر يعلو فوق جذور الأشجار المرسومة فى اللوحة بوضوح. وتابع أنه حين رأى البطاقة البريدية التى تحمل تلك الصورة تذكر على الفور لوحة «جذور الشجرة» وقام بالبحث عبر الإنترنت على نسخة رقمية من اللوحة، قام بمقارنتها جنبا إلى جنب بالبطاقة البريدية فاكتشف التطابق، نقلا عن صحيفة «النيويورك تايمز» الأمريكية.
وأيد الباحثون فى متحف «فان جوخ» بمدينة «أمستردام» تلك النتائج، كما زارت الموقع يوم الثلاثاء الماضى مديرة المتحف، إميلى غوردنكر، وقال الباحث بالمتحف، لويس فان تيلبورج، خلال إحدى المقابلات، إنه كان يظن فى البداية أن الأمر مجرد تخمين ذكى للموقع، ولكنه شعر بعدها أن الأمر حقيقى.
وفى عام 2012، نشر متحف «فان جوخ» ورقة بحثية كتبها الباحث فان تيلبورج وبيرت مايس تفيد أن رسالة «بونجر» المعنية إنما تشير إلى لوحة «جذور الشجرة» بعينها، وهى اللوحة غير المكتملة فى مجموعة المتحف، وكشف «فان دير فين» أن الدليل الجديد يتماشى مع النظرية التى طرحها المؤرخان الأمريكيان ستيفن نايفه وجريجورى وايت سميث فى سيرتهما الذاتية عن الفنان الهولندى بعنوان «فان جوخ: الحياة» عام 2011؛ حين ادعيا أن «فان جوخ» لم ينتحر، ولكنه على الأغلب كان ثملا وفقد حياته خلال مشاجرة مع اثنين من الصبية أطلقا النار عليه.
وأعلن «فان دير فين» عن أنه سيقوم بنشر اكتشافه عن اللوحة قريبا فى كتاب سيتم نشره فى «فرنسا»، وسيكون متاحا أيضا باللغة الإنجليزية فى شكل رقمى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved