عيد الهالوين.. من تكريم للقديسين إلى احتفال ينعش الاقتصاد الأمريكي

آخر تحديث: الخميس 31 أكتوبر 2019 - 11:54 ص بتوقيت القاهرة

منار محمد

يحتفل العالم بعيد الهالوين، اليوم الخميس، وهو اليوم الذي يرتدي فيه الأطفال والكبار الملابس المخيفة ويوزعون الحلوى على بعضهم البعض ويرون قصص مخيفة، ولكن كيف نشأ هذا اليوم وأصبح عيد وما سر المظاهر المخيفة التي يحرص العديد على عملها.

وفي القرن الثامن الميلاد، كان هناك مهرجان يسمى Samhain في منطقة يطلق عليها "السلتي"، وهى التي أصبحت الآن أيرلندا والمملكة المتحدة وشمال فرنسا، وكان هذا المهرجان يقام لطرد الأشباح التي كان يعتقد أهل المكان بوجودها حينما يبدأ فصل الشتاء؛ حيث إن الظلام يسيطر أغلب ساعات اليوم وكانت المحاصيل تتلف، فكانوا يرتدون الملابس المخيفة ويشعلون النيران لطرد الأشباح وكان القديسين يساعدون في ذلك، ولهذا مع مرور الوقت تحول اليوم إلى "عيد جميع القديسين"- حسبما ذكر موقع "history".

وشهدت سنوات عدة على حرق سكان السلتي لبعض المحاصيل والحيوانات، وتقديم ذلك كتضحية خلال الاحتفال وكانوا يرتدون أزياء تتكون من جلود الحيوانات، اعتقادًا منهم أن هذا سيطرد أشباح الموتي، وبحلول عام 43 ميلاديًا حدث غزو لهذه الأراضي من قبل الإمبراطورية الرومانية، وبعد إعلان السيطرة عليها حدث دمج بين مهرجان روماني والاحتفال القديم لطرد الأشباح.

وأصبح اليوم يشهد على الاحتفال بموسم حصاد التفاح والقديسين، وحاولت الكنيسة حينها جعل هذا اليوم عطلة لأنه مناسبة مهمة للجميع لكنها لم تفلح في ذلك.

واستمر الاحتفال بالهالوين على هذا النحو لمدة سنوات طويلة، إلى أن حل القرن الـ19 الذي شهد تغييرات كثيرة في المجتمعات وانقسامات في الدول، لتظهر نسخة أمريكية من عيد الهالوين تضمنت عرض مسرحيات ومشاركة الجيران والأصدقاء قصص الموتى والمخيفة والغناء والرقص.

وفي النصف الثاني من القرن ذاته، سمحت أمريكا بدخول مهاجرين إليها كان أغلبهم من إيرلندا، فعززوا الاحتفال بالهالوين إلى أن تحول لاحتفال رسمي، بل وتطور أيضًا وأصبح الأمريكيون يقلدون أوروبا في الاحتفال به ويترددون على المنازل لطلب الطعام الذي أصبح بعد ذلك يطلق عليها "خدعة أم حلوى".

وبحلول القرن الـ20، أصبح عيد القديسين عطلة في المجتمعات الغربية، ولكن يتم الاحتفال به بشكل بارز من خلال الترفيه والملابس المخيفة، وتحول إلى عطلة رسمية سواء في الأعمال أو المدارس والجامعات.

وحسبما ذكر موقع "countryliving"، فإن عيد الهالوين في أمريكا أصبح يعتبر ثاني أكبر عطلة تجارية في البلاد بعد عيد الميلاد في القرن الـ21، حيث أن الأمريكيون ينفقون فيه ما يقدر بنحو 6 مليار دولار سنويًا لشراء الألعاب والخدع والأزياء المخيفة لهم ولحيواناتهم التي أصبحت جزء من الاحتفال، وهو بذلك يشكل انتعاشة جيدة للاقتصاد الأمريكي.

وعن سر ارتداء ملابس مخيفة وأقنعة في عيد الهالوين، ذكر موقع "Britannica"، إن ذلك كان بسبب خوف الجميع قديمًا من ظلام الشتاء وظهور أشباح الموتى، وكانت هذه الأزياء وسيلة للهروب من الأشباح والتخفي، أما عن حيلة توقع الأزواج، فهى تقليد قديم كانت الفتيات تقوم به لتعرف اسم زوجها المستقبلي من خلال تقشير البرتقال، ووضع القشر مقطع على الكتف، وحينما تسقط قطعة يحاولن تقريب شكلها بالحروف، وبذلك يعلمن الحرف الأول من شريك الحياة.

وعلى الرغم من أنه عادة قديمة، إلا أن الفن لم يغفل عن أبرازها، فهناك عدة أفلام استطاعت أن تجسد عيد الهالوين وتعود بأرباح مرتفعة في شباك التذاكر، مثل فيلم في عيد الهالوين الذي يقوم فيه طفل صغير بقتل شقيقته البالغة من العمر 17 عامًا ويسجن ثم يهرب من السجن في عيد الهالوين ويذهب إلى منزله القديم ليبحث عن ضحايا آخرى، إضافة إلى فيلم Scream ،Nightmare on Elm Street Hocus Pocus.

وتستعرض "الشروق" عددا من الصور التي تبرز مظاهر احتفالات الهالوين منذ عام 1910 وحتى الآن:

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved