سفير فرنسا بالقاهرة لـ«الشروق»: المتحف المصري الكبير هدية مصر للبشرية
آخر تحديث: الجمعة 31 أكتوبر 2025 - 7:59 م بتوقيت القاهرة
حوار: هايدى صبري
• شوفالييه: الشركات الفرنسية قدمت خبرتها للمتحف فى مجالات مثل كفاءة الطاقة.. ونسهم منذ عام 2022 فى تطوير مكتبة المتحف
أكد السفير الفرنسى لدى القاهرة إريك شوفالييه، أن المتحف المصرى الكبير الهدية التى تقدمها مصر للبشرية، موضحًا أن المتحف مشروع رائع وفخم، وبالغ الأهمية لمصر وللعالم.
وأضاف شوفالييه، فى حوار خاص لـ«الشروق»، أن العديد من الشركات الفرنسية قدمت خبراتها للمتحف فى مجالات مثل كفاءة الطاقة (الكهرباء والمياه والغاز والبيانات) وفى توفير الموارد للعناصر المعمارية للمتحف.
وإلى نص الحوار..
• ما الذى تمثله مشاركة فرنسا فى افتتاح المتحف المصرى الكبير فى ظل العلاقات التاريخية بين البلدين، بما فى ذلك على المستوى الثقافى؟
إن فرنسا ومصر بلدان صديقان ومنذ زمن بعيد. ففى مجال التراث والآثار، تربط بلدينا علاقات ثرية ووثيقة للغاية وهو ما أكدته الشراكة الاستراتيجية التى وقعها رئيسا البلدين أثناء زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لمصر فى أبريل الماضى.
ولفرنسا بالفعل علاقة وثيقة بالمتحف المصرى الكبير كما أنها ترغب فى المزيد من توسيع نطاق هذه العلاقة. كما أود أن أعرب هنا عن صداقتى واحترامى للعمل المتميز الذى يقوم به الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذى للمتحف. لذلك، من الطبيعى أن تشارك فرنسا فى هذه اللحظة القوية والهامة بالنسبة لمصر. وستمثل وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتى الرئيس ماكرون فى هذه المناسبة.
• كيف تنظر فرنسا إلى هذا المشروع الضخم الذى يمثل واحدًا من أهم المشاريع الثقافية فى القرن الواحد والعشرين؟
نحن مبهورون بهذه الهدية التى تقدمها مصر للبشرية. إنه متحف فخم ومشروع رائع، كان من حسن حظ الرئيس ماكرون، أن يكتشفه بإيجاز خلال زيارته الرسمية إلى مصر يوم 6 أبريل الماضى. إنه مشروع بالغ الأهمية لمصر وللعالم أيضًا ويُشرف فرنسا المساهمة فيه، من خلال تقديم خبرتها ودعمها لتطوير مكتبة المتحف.
• لفرنسا تاريخ طويل فى علم المصريات.. ما مساهمة المؤسسات الفرنسية لدعم هذا المشروع من مرحلة الإنشاء حتى الافتتاح.. هل شملت هذه المساهمة جانبًا ماليًا.. وماذا عن أعمال ترميم القطع الأثرية؟
أولًا، تم اكتشاف العديد من القطع الموجودة بالمتحف خلال أعمال التنقيب التى قام بها علماء آثار فرنسيون، بالشراكة مع زملائهم المصريين، بما فى ذلك أعمال التنقيب تحت الماء. ويسعدنا أن نكون قد أسهمنا فى إظهار مصر لثراء تاريخها وثقافتها ومساهمتها التى لا تُقدر بثمن فى الحضارة.
لقد طلبت السلطات المصرية من فرنسا تقديم المساعدة فى جوانب مختلفة. تسهم فرنسا منذ عام 2022 فى تطوير مكتبة المتحف، من خلال مشروع ممول من وزارة أوروبا والشئون الخارجية.
طموحنا هو أن نجعل من هذه المكتبة، بالتعاون مع زملائنا فى المتحف المصرى الكبير، أداة للتعاون والإشعاع العلمى الدولى، لا سيما فى مجال الحفظ والترميم. ستفتح المكتبة أبوابها قريبًا، وآمل أن يكون ذلك بحلول نهاية العام.
لقد قدمت العديد من الشركات الفرنسية خبرتها للمتحف فى مجالات مثل كفاءة الطاقة (الكهرباء والمياه والغاز والبيانات) أو فى توفير الموارد للعناصر المعمارية للمتحف، وكذلك ضمان إمكانية وصول الجميع إلى المتحف.
• هل هناك أى مشاريع حالية و/أو مستقبلية بين وزارتى الثقافة المصرية والفرنسية تتعلق بمجال التدريب أو أعمال التنقيب؟
نحن نعمل حاليًا على وضع خارطة طريق مشتركة لإطلاق مشاريع مشتركة. فبعد زيارة الرئيس ماكرون، تطمح فرنسا ومصر إلى مواصلة وتعزيز تعاونهما فى مجال تثمين التراث والحفظ والترميم. ويتمثل الهدف، على وجه الخصوص، فى تنظيم ورش عمل تدريبية، وأنشطة تدريبية متبادلة بين خبرائنا، وتنظيم ندوات علمية.
ومع خمسين بعثة تنقيب آثرى تعمل حاليًا من أصل 300 بعثة أجنبية فى مصر، وستمائة باحث ومهندس فرنسى ودولى يعملون سنويًا فى هذه المؤسسات المختلفة، تُعدّ فرنسا الشريك الأول لمصر فى مجال الآثار.
يحتل المعهد الفرنسى للآثار الشرقية IFAO، حيث عمل خالد العنانى لعدة سنوات، والذى أود أن أحييه هنا، مكانة رئيسية فى المشهد المصرى فى مجال علم المصريات بفضل مكتبته (100 ألف مجلد)، وهى واحدة من أكبر المكتبات فى العالم، ومطبعته، ومعمل القياسات الأثرية وتحليل الكربون 14، وهو الوحيد من نوعه الموجود فى القارة الإفريقية.
كما يعد مركز الدراسات الإسكندرية CEAlex والمركز الفرنسى-المصرى لدراسات معابد الكرنك CFEETK مؤسستين أساسيتين، حيث يقوما بعمل رائع بشراكة وثيقة ودائمة مع اصدقائنا المصريين، من أجل تعريف العالم بالتراث العريق للبلد.
وأذكر هنا الأعمال التى تتم تحت الماء التى يقوم بها مركز الدراسات السكندرية، وأيضًا أعمال المركز الفرنسي-المصرى لدراسات معابد الكرنك، ومتحفه المفتوح.
• بالنسبة لفرنسا، كيف يمكن للتكنولوجيا والابتكار أن يلعبا دورًا فى تحديث المتاحف؟ هل هناك تعاون فرنسي-مصرى فى هذا المجال؟
ساهمت العديد من الشركات الفرنسية بخبراتها فى المتحف المصرى الكبير، وهو متحف حديث ومبتكر. وهذا موضوع نرغب فى المزيد من إدراجه فى تعاوننا.
• ما الرسالة التى تود فرنسا توجيهها إلى المصريين فى هذا اليوم التاريخى؟
تُعرب فرنسا عن خالص تهنئتها لمصر على الافتتاح الذى طال انتظاره لهذا المتحف المهيب، والذى ترقى عظمته إلى مستوى الشعب المصرى. وكما كان الحال مع موكب المومياوات فى عام 2021، سيكون هذا الحدث بلا أدنى شك، حدثًا مؤثرًا، سيمتد أثره إلى ما هو أبعد من حدود مصر.