باحثة سورية تكتشف حلا لآفة زراعية تصيب محاصيل البقوليات - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 11:26 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

باحثة سورية تكتشف حلا لآفة زراعية تصيب محاصيل البقوليات

أدهم السيد:
نشر في: الأربعاء 1 أبريل 2020 - 11:51 ص | آخر تحديث: الأربعاء 1 أبريل 2020 - 12:00 م

حالة من الحزن والأسى تملكت الباحثة السورية "صفاء القمري" عندما شعرت أن كل ما خططت له على وشك الضياع؛ وذلك عندما تلقت وهي بغرفتها الفندقية في العاصمة الإثيوبية، اتصالا من شقيقتها في حلب، تخبرها بأن المسلحين أمهلوا العائلة 10 دقائق لمغادرة المنزل الذي يحوي مخزن البذور التي اكتشفتها وتقاوم أسوأ الآفات الزراعية التي تصيب المحاصيل البقولية.

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فالدكتورة صفاء القمري، هي عالمة الأمراض الفيروسية التي تصيب النبات بسبب التغيرات المناخية.

وينتشر وباء فيروسي جديد بين محاصيل البقوليات من فول وعدس وحمص في دول بين سوريا وإثيوبيا؛ ليهدد الأمن الغذائي لشعوبها، إذ أن البقوليات تعرف بـ"لحم الفقراء"؛ لشدة أهميتها كمصدر للبروتين النباتي.

وتقول صفاء إن ذلك الفيروس وجد فرصته بارتفاع درجات الحرارة عالميا جراء الاحتباس الحراري لتكون أنسب الظروف لتكاثره؛ ما جعل المزارعين يصابون بالذهول حينما يشاهدون محاصيلهم يتحول لونها للأصفر والأسود ومن ثم تتلف.

وتضيف صفاء، أنها وبعد 10 سنوات من البحث في سوريا، عثرت على أنواع من البذور البقولية المقاومة بشكل طبيعي دون تعديلات، لما يعرف بفيروس "الناخر الأصفر" للفول.

وتابعت صفاء أنها منذ نشوب الحرب في سوريا قامت بتخبئة البذور في منزل شقيقتها وسط مدينة حلب؛ حفاظا عليها من الضياع، ولكن مع سقوط المنزل في أيدي المقاتلين، توجب عليها القيام بمغامرة خطيرة لإنقاذ ما أفنت سنين من عمرها من أجله.

قررت صفاء السفر للعاصمة السورية دمشق، ومنها خاضت مغامرة ليومين عبر مختلف المدن التي تشهد اشتباكات وقصف كثير، لتصل إلى حلب في النهاية، ولحسن حظها تمكنت من جلب البذور بسلام، ومن ثم السفر للبنان؛ حيث تعمل بالمركز الدولي للبحوث الزراعية بالمناطق الجافة "أيكاردا".

وتقول صفاء إن مشكلة أخرى تعرض صحة المزارعين للخطر، وهي أن معظمهم -للتغلب على الفيروس المتفشي بين المحاصيل- لجأوا لاستعمال المبيدات الزراعية دون ارتداء الملابس الواقية أو الكمامات، ما عرض كثير منهم للأمراض، وبعضهم للوفاة، وبعض المزارعات الحوامل لتشوهات أجنتهن.

وتابعت صفاء، أنه في أول تجربة للبذور الجديدة تغلبت على الفيروس، ولكن لم تنتج محاصيل غنية، ولكن تم إجراء بعض التعديلات على البذور لتجمع بين صفتي المقاومة والإنتاج الجيد، وعندما يتم إنتاجها فستكون بذورا بيئية ومفيدة للإنتاج الزراعي.

وتقول صفاء، إن هناك شركة كبيرة عرضت عليها المساعدة مقابل بيعها البذور لها بأسعار كبيرة، ولكنها أوضحت أنها تريد توفير تلك البذور مجانا للمزارعين؛ لأنها مسئوليتها نحوهم.

ويقول حسن مقلب، مدير فرع "أيكاردا" في سهل البقاع اللبناني: "ربما ما لم تكن صفاء قالته عن نفسها إنها تواصل عملها بجد مع كل الهموم التي تلاحقها، بما أنها لم تر أحد من عائلتها منذ سنوات، وكذلك تهدم بيتها في حلب بفعل الحرب".

وتقول صفاء إنها تمكنت من رؤية أشقائها في تركيا منذ أسبوع، مضيفة أنها لم تكن جلست معهم منذ عام 2012 حين اندلاع الحرب، ومنذ ذلك الحين تشتت الأشقاء الـ7 بين حلب وتركيا وألمانيا.

وتضيف صفاء أنها أثناء عملها تحاول نسيان أنها لاجئة وامرأة، لما يواجه النساء من متاعب بالعمل في المجال الزراعي، مضيفة أنها تستفيد من كونها إمرأة للدعم الذي تناله في مشاريعها من منظمات غربية داعمة للمرأة.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك