في زيمبابوي.. الخيار بين الموت من كورونا أو الموت من الجوع - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:32 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في زيمبابوي.. الخيار بين الموت من كورونا أو الموت من الجوع

أدهم السيد
نشر في: الأربعاء 1 أبريل 2020 - 11:24 ص | آخر تحديث: الأربعاء 1 أبريل 2020 - 11:24 ص

تقف آيرين كامبيرا، الفتاة الزيمبابوية وسط أحد الأسوق المتكدسة بالمارة لتبيع الملابس المستعملة، رغم قرار الحكومة بالغلق الشامل خوفًا من انتشار كورونا، لكن آيرين لها رأي آخر، فتقول إن حياتها وحياة الكثيرين مثلها مدمرة فماذا بوسع كورونا أن يفعل لهم، مضيفة أنها تختار رزقها اليومي الذي يقيها الموت جوعًا، بغض النظر عن أن ذلك يعرضها لكورونا الذي إن أصيبت به فهناك احتمال ألا تموت.

وبحسب وكالة أسوشيتد برس للأنباء، فرغم قيام الحكومة الزيمبابوية الاثنين الماضي، بفرض عملية إغلاق شاملة للمرافق والأسواق فإن الأهالي لا يتبعون إجراءات السلامة العامة طلبًا لأرزاقهم وبحثًا عن المياه، فضلًا عن استخدام وسائل المواصلات المزدحمة رخيصة الثمن.

ولا تزال حالات كورونا قليلة في زيمبابوي ولكن البنية التحتية الطبية للدولة ضعيفة ولن تستطيع استيعاب شيء إن تزايدت الحالات؛ ولذلك قام مئات الممرضات والأطباء بإضراب جراء عدم وجود الماسكات الكافية لديهم، وعلاوة على ذلك فزيمبابوي تعاني من الأوبئة مسبقا إذ أن 12% من شعبها مصابون بمرض نقص المناعة "إيدز".

وبحسب خبراء الأمم المتحدة تصل نسبة المصابون بمجاعة في زيمبابوي إلى 50% ما يعادل 7 ملايين شخص وذلك ما يثير الاستغراب لأنها الدولة الوحيدة التي تملك مثل تلك المجاعات دون وجود حروب تسببت بذلك.

وبما أن جميع مدن زيمبابوي بما فيها العاصمة تعاني نقص المياه فجميع السكان يتجمعون بشكل مكدس على آبار الماء الملوثة والناقلة للأمراض.

وتقول أنستانشا جاك (18 عاما): "لو كان لدينا مياه في بيوتنا لما جئنا لهنا كخلية النحل متجمعين على ذلك الماء القذر لنتبادل الكورونا بشكل قوي إذ يسعل بعضنا ويعطسون على بعض".

ورغم منع الحكومة لتجمع أكثر من 50 شخصًا بمكان واحد إلا أن السوق أمر أساسي بحياة الزيمبابويون إذ أن تضخم الأسعار وقع بنسبة 500% فأغلقت جميع المؤسسات والشركات وأصبح الأغلبية يعملون كباعة جائلين، وإذا هجروا السوق فلن يجدون ما يأكلون، وكذلك تعد زيمبابوي ثاني دولة في العالم تعتمد على أعمال التجارة الفردية كالبيع في الشوارع بعد بوليفيا وفقا لصندوق النقد الدولي.

ويصعب عمل مسافات آمنة بين الناس في هذا البلد لأن في كل يوم تصطف الطوابير على البنوك لتحصيل الأموال الورقية التي تعاني شحا في زيمبابوي بينما يذهب الكثيرون للأسواق لجلب الطعام الذي يقل وجوده وبين كل ذلك يستخدمون وسائل المواصلات التي تعد مثالية لانتقال الفيروس.

ويقول بليسينج هوريبوشا سائق تاكسي: "نحن السائقين الوحيدين هنا الذين يطبقون قواعد المسافات الآمنة فبإمكان أي أحد النظر لذلك السوق بجانب الطريق فكل الناس متجمعون بدون مسافات لجلب وجبات الميز الذي يعاني الشح بسبب موسم جفاف لم يتوقف منذ سنين وبسبب قلة العملات الصعبة التي تعيق استيراد الغذاء من الخارج".

ويقول تيناشي مويو أحد زبائن السوق: "أنا خائف فالوضع بغاية الفزع هنا وهو أشبه بمن يلعب لعبة الورق، ولكن هنا إما ستكسب الكورونا أو ستكسب الجوع".

أما على الجانب الطبي فيقل العاملون بالمستشفيات الزيمبابوية بسبب الإضراب، إذ يقول مدير اتحاد الأطباء تاياندا زفاكدا إن هناك فرقًا بأن يكون الطبيب بطلا وبين أن يكون انتحاريا لأن الوضع صعب والأطباء غير مزودين بالماسكات اللازمة ولا المعقمات ولا حتى مياه لغسل اليدين.

وتابع زفاكدا إن زيمبابوي بأكملها ليس لديها سوى 20 جهاز تنفس بينما تحتاج لاستيعاب مرضى كورونا على الأقل بضع مئات من الأجهزة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك