بسبب كورونا.. مرضى يعيشون في عزلة قاسية لـ3 أشهر: كل شيء خطر علينا حتى من نُحب - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:07 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بسبب كورونا.. مرضى يعيشون في عزلة قاسية لـ3 أشهر: كل شيء خطر علينا حتى من نُحب

سارة النواوي:
نشر في: الأربعاء 1 أبريل 2020 - 12:15 م | آخر تحديث: الأربعاء 1 أبريل 2020 - 12:15 م


في حين يُطلب من المواطنين في المملكة المتحدة البقاء في المنازل لإبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد، هناك فئات أخرى يجب عليها أن تتجنب أي اتصال وثيق مع أحبائهم، لمدة تصل إلى 12 أسبوعا.

يتحمل أكثر من مليون شخص في المملكة المتحدة شكلا قاسيا من العزلة التي تصل لمدة 12 أسبوعًا على الأقل؛ وذلك لحماية من هم أكثر عرضة لتفشي فيروس كورونا؛ مثل الذين يقومون بزرع الأعضاء وبعض مرضى السرطان والأشخاص الذين يعانون من أمراض رئوية حادة أو من ضعف في جهاز المناعة والنساء الحوامل المصابات بأمراض القلب، وفقا لشبكة "BBC".

تلك الفئات يجب عليهم البقاء في المنزل في جميع الأوقات، كما لابد أن يكونوا على بعد مترين على أقل تقدير من أي شخص يعيشون معه، إذا كيف يعيشون تحت تلك القيود؟

• "حكايات من داخل العزل".. كل الأشياء تمثل خطرا لنا

تقول أنجيلا ستيثام، البالغة من العمر 56 عامًا: "سأموت إذا أصابتني العدوى، فأنا ليس لدي جهاز مناعي"؛ قبل 4 سنوات تم تشخيص إصابتها بسرطان الدم الليمفاوي المزمن، والذي يؤثر على خلايا الدم البيضاء التي تحارب العدوى، وهو ما أوقفها عن عملها كطبيبة نفسية، جاء الفيروس ليقلب حياتها رأسا على عقب، وباتت تحيا في غرفتين فقط في منزل صغير لها بقرية داربيشير، وهي إحدى مقاطعات شرق ميدلاندز في إنجلترا، حيث يمكنها أن تشعر بالأمان هناك وهي بمعزل عن الجميع.

تقول أنجيلا، إنها تلقت الكثير من الرسائل الداعمة على تويتر، ويقتصر تواصلها مع كبار السن من أقاربها على الهاتف، لكنها غير قادرة على رؤية وجوههم لأنهم لا يملكون هاتف يمكنهم من مكالمات الفيديو، مضيفة: "كنا نبكي أنا وعمتي على الهاتف، فقد خشيت ألا أراها مرة أخرى إذا حدث لها مكروه خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لأني لن أستطع الذهاب إليها".

• "كم هو قاس أن أكف والدي عن الحديث معي"

جاء الربو الشديد فجأة لراشيل باجيت، البالغة من العمر 35 عاما، ذات صباح في عام 2017، لتجد نفسها على جهاز التنفس الصناعي في غيبوبة طويلة؛ استمرت لـ9 أيام، وهو ما أصاب عائلتها بالفزع.

وبعد تفشي فيروس كورونا، اضطرت باجيت إلى البقاء وحدها في منزلها بوارينغتون، أحد القرى الشمالية ببريطانيا.

وباتت تواصل عملها كمعلمة من المنزل؛ حيث تعطي دروسًا عبر الإنترنت لطلابها، ويتواصلون معها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفة أنها بالرغم من أن الكثير من أفراد عائلتها يساعدونها في إحضار مستلزماتها، إلا أنه قاس عليها أن تقنع والدها بأنه لا يجب أن يبقى معها ويحادثها ولو حتى لدقائق معدودة.

• "كيف أمنح ابني الحب وأنا بعيدة عنه؟!"

يحكي الشاب مايكل واينهاوس، وزوجته إيمي، المصابين، أنه بعد تفشي فيروس كورونا باتا يعيشان بمعزل في منزلهما في إيبينغ بشرق لندن، وتخليا عن كل الأنشطة التي كانوا يمارسونها، ولكن الأصعب لهما التعامل مع طفلهما الذي يبلغ من العمر 4 سنوات.

يقول مايكل: "منزلنا ليس كبيرًا بما فيه الكفاية ويحتاج الطفل إلى الاهتمام الدائم من جانبي ووالدته؛ فأصبحت لا أستطيع أن أذاكر له أو أحنو عليه وأنا مجبر على الابتعاد عنه، مخافة أن يصيبه أذى، ولكنه لن يفهم ذلك".

• "أخفف من حدة الوضع بتبادل صور الزهور مع أصدقائي"

كانت الرسالة النصية التي تنبهها لضرورة البقاء في المنزل لمدة 12 أسبوعًا غير متوقعة لهيلاري لي؛ حيث لم تتوقع السيدة البالغة من العمر 75 عامًا أن علاجها من السرطان منذ أكثر من عام كان سيضعها في تلك الفئة التي يجب عليها الابتعاد لمدة 3 أشهر.

تقول إن بعض التعليمات يشق عليها الالتزام بها، كالابتعاد عن زوجها ريتشارد الذي لم يتخل عنها طوال حياتهما في منزلهما في هارو بلندن.

وتضيف أن كل شيء بات يمثل لها تحديا؛ وأبسطهم شراء الطعام ومستلزمات المنزل أو حتى العناية بزوجها.

وتتابع أنها تحاول أن تخفف من حدة الوضع من خلال التواصل مع أصدقائها عبر الإنترنت ومشاركة صور الزهور معهم، مردفة: "عندما علمت أنه يجب أن أعتزل الجميع لمدة 12 أسبوعًا، قمت بتمييز تلك الأيام على التقويم، لأمزق كل أسبوع مع مرور الوقت".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك