حكايات من مصر (19).. قصة السكاكيني باشا صاحب أشهر ميدان بالقاهرة - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:58 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات من مصر (19).. قصة السكاكيني باشا صاحب أشهر ميدان بالقاهرة

إعداد- عبدالله قدري:
نشر في: السبت 1 مايو 2021 - 9:48 م | آخر تحديث: السبت 1 مايو 2021 - 9:49 م

في يونيو ۱۹۲۳ توفي الكونت «حبيب باشا السكاكيني».. تارکا وراءه ثروة طائلة، و ميدانا من ميادين القاهرة ما زال يحمل اسمه إلى الآن، حسبما يقول الكاتب الصحفي الراحل صلاح عيسى في كتابه "هوامش المقريزي.. حكايات من مصر".

وحسب عيسى، كان حبيب سکاکینی باش ، قد ترك موطنه الأصلي في لبنان في عام ١٨٧٥، ونزل من الباخرة في بورسعيد ، وبعد بحث طويل عثر على وظيفـة صغيرة في شركة قنال السويس براتب لا يتجاوز أربعـة جنيهات شهرياً، وكان وحيداً بلا أهل ولا أصحاب، وبعد أربع سنوات نصحه الأطباء، بالإقامة في مكان جاف لأن الرطوبة تضر بصحته.

وفي القاهرة بحث عن مكان جاف، ولم تكن منطقة الفجالة والعباسية قد اختطت بعد، فانتقل إلى تلك الجهات وليس في جيبه سوى خمسين جنيهاً وفرها من مرتبه الضئيل .

واختار مكانا في تلك الأنحاء وبنى غرفة صغيرة من الخشب لنفسه، وسكن هناك وحيداً إلى أن سئم وحدته فبنى غرفة أخرى بجانب غرفته وأجرها، واقتصد من الإيجار ما مكنه من بناء غرفة ثالثة.

وفي سنوات قليلة تحول المنزل إلى عمارة وثانية وثالثة، وكان الامتداد العمراني في الفجالة والعباسية قد انتشر .. والخواجا حبيب يشترى العقارات والأراضي، وينشيء الحدائق ويبيع ثمارها إلى أن أصبح يملك المنطقة التي تحمل اسمه إلى الآن.

وبرغم ثراء الكونت سكاكيني ـ وهو لقب حصل عليه من الحكومة الفرنسية ـ فقد كان شديد البخل، وقد عرف عنه أنه لم يدفع قرشاً لبناء مدرسة أو مستشفى ولم يشيد كنيسة من ماله الخاص، وكان في حياته الخاصة هادئاً ويسيطا شأن أي رجل عادي لا يملك شيئًا، والمرة الوحيدة التي ضبط فيها متلبساً بالكر ، عندما تبرع بجنيهات قليلة لبنـاء كنيسة للطائفة المارونية في مصر.

وكان يقيم في قصر فخم يقع على مفترق الطريق بالحي الذي يملك معظمه ويحمل اسمه، وكان شديد الإعجاب بما فعله من هندسة للبيت وخاصة حدائقه الواسعة .. وقد ترك كل هذا لنجله الأكبر «هنري سكاكيني» الذي واصل تاريخ الوالد المحترم في نهب المصريين، حسب ما يروي عيسى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك