في ظل جهودها لاحتواء تفشي الوباء في البلاد، أعلنت السلطات الروسية عن إطلاق تطبيق إلكتروني لتتبع تحركات المواطنين، الذين تم تشخيص إصابتهم بفيروس كورونا، والذين أُمروا بالبقاء في منازلهم، سواء تم شفاؤهم أم ما زالوا تحت المراقبة والعناية الطبية.

وقال رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في العاصمة الروسية موسكو، إن الخدمة ستبدأ العمل، من اليوم الخميس، لتأتي تلك الخطوة بالتزامن مع وضع جميع المواطنين الروس في العاصمة موسكو تحت الحجر الصحي إلى أجل غير مسمى، كإجراء وقائي في سبيل احتواء الوباء، الذي انتشر في البلاد مؤخرا بوتيرة متسارعة، فأصاب أكثر من 3500 مواطن، وأودى بحياة 30 آخرين.

ووفقا لصحيفة "فرانس 24" الفرنسية، سيقتصر تطبيق المراقبة الخاص بفيروس كورونا في البداية على مراقبة المواطنين الذين ثبتت إصابتهم بالفعل بالفيروس التاجي "Covid-19"، ولم يضطر الأطباء لإبقائهم في المستشفيات، لعدم تدهور حالتهم الصحية.

تطبيق مراقبة مرضى فيروس كورونا الجديد، سيطلب الوصول إلى مكالمات المستخدم والموقع والكاميرا والتخزين ومعلومات الشبكة وغيرها من البيانات، كل ذلك بغرض التحقق من عدم مغادرة المرضى منازلهم، أو اختلاطهم بعامة الشعب، كي لا يكونوا سببا في تفشي الفيروس في البلاد.

وقال رئيس تكنولوجيا المعلومات في الحكومة الروسية، إدوارد ليسينكو، أن التطبيق أصبح متاحًا على "جوجل بلاي" ومتجر "أبل"، موضحا أن المصابون الذين لا يملكون هاتفًا ذكيًا يمكنهم اقتراض هاتفا عليه البرنامج مثبتا وجاهزا للتشغيل، لمدة أسبوعين.

في الوقت ذاته، أعرب توم فيشر، كبير الباحثين في مؤسسة "الخصوصية الدولية"، التي تسعى للدفاع عن حق الخصوصية حول العالم، والتي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها: "نشعر بالقلق من إمكانية استخدام هذا التطبيق لتتبع تحركات ملايين الأشخاص في روسيا، وتحويله لأداة لسجن المجتمع"، بحسب ما نقلته شبكة "بي بي سي" البريطانية.

وتابع كبير الباحثين: "إن فقدان الناس ثقة الحكومة والسلطات الصحية في مواطنيها، وإخضاعهم للمراقبة والتدخل غير الضروري، لن يؤدي إلا للإضرار بجهود مكافحة هذا الفيروس".

وعن ألية عمل تطبيق تتبع المصابين بكورونا، كشف رئيس تكنولوجيا المعلومات في الحكومة الروسية، أن التطبيق سيطلب السلطات المسؤولة في البلاد من خلال رمز الاستجابة السريعة، في كل مرة يريد المصاب مغادرة منازله فيها.

وأضاف رئيس تكنولوجيا المعلومات أن المواطنين لن يتمكنوا من الخروج من منازلهم، إلا في حالة وصل لهم باركود مربع عبر البريد الإلكتروني أو من خلال التطبيق يسمح لهم بالخروج للتسوق أو مهام أخرى، عن طريق إظهار رمز الباركود للشرطة.

تطبيق روسيا يأتي ضمن مخطط شامل لعموم أوروبا، يقوم عليه حوالي 130 عالمًا وخبيرًا تقنيًا، يعملون على إيجاد طريقة لإصدار تطبيقات تتبع مصابي الفيروس في بلدان مختلفة، دون انتهاك حقوق الخصوصية، إذ تعمل العديد من الدول على إصدار تطبيق يرسل تنبيهات إلى مخالطي المصابين والمتواصلين معه تلقائيا، ينصحهم بالذهاب إلى الحجر الصحي أو اتخاذ تدابير وقائية.

وتهدف مبادرة إطلاق التطبيقات تتبع المصابين بفيروس كورونا في أوروبا إلى تقديم آلية لإعلام السلطات بدخول وخروج مواطني الاتحاد الأوروبي من بلد إلى أخر، فإذا سافر شخص من دولة أوروبية إلى أخرى، يرسل التطبيق تنبيه تلقائي للسلطات، حتى إذا كان يستخدم تطبيقًا مختلفًا للسكان المحليين.

وقال كريس بوس، أحد منسقي المشروع، إن التكنولوجيا الجديدة ستكون جاهزة للإصدار بحلول نهاية الأسبوع المقبل، موضحا أنه تم إنجاز حوالي 90% من المشروع.