قال الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، إن متحور فيروس كورونا المستجد "دلتا بلس" أدى إلى سرعة انتشار الفيروس بشكل كبير جدا، حيث أكدت الدراسات الأوربية أنه بنهاية أغسطس المقبل سيكون المتحور "دلتا" هو السائد في العالم بنسبة 80%.

وأضاف الحداد، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أن تحور الفيروس يأتي نتيجة بطء منظومة التطعيم، لافتا إلى أن اللقاح لا يحمي من الإصابة بنسبة 100%، ولكنه يحمي من الدخول في أعراض خطيرة، فعلى سبيل المثال في بريطانيا رغم ارتفاع نسبة التطعيمات، إلا أنه بدأت حالات الإصابة بسيطة، ونسبة دخول المستشفيات والوفيات قليلة للغاية.

وأشار الحداد إلى أن مفعول اللقاحات سيكون فعالا عندما يتم التطعيم بشكل متواز في جميع البلدان، حيث تقوم أمريكا وانجلترا وروسيا بتطعيم أكبر عدد من مواطنيها، في حين نجد أن هناك دول مثل الهند والبرازيل وغيرها من الدول متأخرة للغاية في التطعيمات، لأن هذه الدول –الهند والبرازيل– سيظهر لديهم متحورات كثيرة للفيروس قد لا تستطيع اللقاحات المتوفرة حاليا السيطرة عليها.

ولفت الحداد إلى أن مصر قامت في هذا الشأن بخطوة مهمة للغاية يجب أن تحذو جميع الدول حذوها، وهي تصنيع اللقاحات في مصر، بدلا من الانتظار لاستيراد اللقاحات من الخارج أو تأخر الشركات المصنعة في توريد اللقاحات، وستقوم مصر بتصدير اللقاحات الي الدول المجاورة، بعد الاكتفاء الذاتي من اللقاحات.

وتابع الحداد أن تصنيع اللقاحات في مصر وتوفيرها للمواطنين، سيساعد على تسريع وتيرة التطعيم في مصر، وهذا الأمر سيؤدي الي عدم تحور الفيروس، بل سيضعف الفيروس ويتحول إلى فيروس موسمي مثل الانفلونزا.

وأكد الحداد أن الأعراض الجانبية للقاحات بسيطة للغاية وتحدث لعدد محدود في مقابل ملايين الشعوب التي تلقت التطعيمات، لافتا إلى أنه في دولة مثل النمسا أوقفوا التطعيمات نظرا لأن شخص واحد حدث له أعراض في ذراعه، وهذا الأمر غير صحيح، لأن العالم يتعامل مع وباء منتشر في جميع البلدان، وإيقاف التطعيمات نظرا لظهور أعراض على حالة واحدة تلقت اللقاح، ولم يثبت بعد إذا كانت الإصابة من اللقاح أم لا فهذا قرار غير صائب، ويؤخر وتيرة التطعيمات التي تسعى جميع البلدان إليها للوصول إلى مناعة القطيع.

ولفت الحداد إلى أنه يفضل أخذ اللقاح بعد التعافي من فيروس كورونا المستجد ب 3 شهور، وذلك للاستفادة من مناعة الاصابة التي تستمر حتى 3 شهور، ثم أخذ اللقاح بعد انتهاء المناعة.

وأشار الحداد الي فيروس كورونا المستجد لم يقتصر علي العدوي فقط، بل ظهرت فطريات نتيجة الإفراط في علاج فيروس كورونا مثل الفطر الأسود والأبيض والأخضر، وهذا الفطر يصيب الأفراد ضعيفي المناعة، الذين لديهم سكري غير منتظم أو سرطان أو فيروس نقص المناعة "الإيدز".