اعتادت عينا المواطن في الفترة الأخيرة على رؤية الكلاب في كل شارع وحارة، وأذنه على سماع أصوات النباح خاصة ليلا، بعد أن شهد عدد كلاب الشوارع في مصر زيادة غير طبيعية، مما دفع الحكومة للبدء في انتاج لقاح فموي يمكن إلقائه لتلك الكلاب مع الطعام، لتطعيمه ضد مرض السعار، تجنبا لاصابة المواطنين إذا تعرض أحدهم إلى العقر من كلب مصاب.

دكتور محمد سعد، مدير معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية في مركز البحوث الزراعية، قال ل "الشروق" على هامش احتفال أقامته عدد من منظمات الأمم المتحدة بالاشتراك مع وزارتي الزراعة والصحة المصريتين، في يوم السعار العالمي في 28 سبتمبر بالقاهرة، إن اللقاح الموجود حاليا ضد مرض السعار أو داء الكلب، يتم بالحقن، وتحصل عليه الكلاب التي يمتلكها بعض السكان وتعيش معهم في المنازل، لكن يصعب تطعيم كلاب الشوارع به، لذلك بدأنا في الاعداد لإنتاج لقاح، تتناوله الكلاب بالفم بحيث يتم إلقائه لهم مع الاطعمة في الشوارع لضمان عدم إصابتها بالمرض، ونقله إلى أي شخص يتعرض للعقر "العض" من الكلب المصاب.

الكلاب ليست الحيوان الوحيد الذي ينقل مرض السعار، المميت بنسبة 100%، إذا لم يحصل الشخص على المصل المضاد سريعا، بحسب عمر أبو العطا، من منظمة الصحة العالمية في الاحتفال. فقد ينتقل عن طريق الكلاب والقطط والحمير والجمال والخيول، لكن نسبة الاصابات من الكلاب تمثل 99% من مرض السعار.

عدد كلاب الشوارع زاد بشدة لدرجة إنه أقترب من تعداد السكان في العاصمة المصرية القاهرة. "هناك زيادة مهولة في عدد الكلاب في مصر" قال أحمد عبد الحفيظ، من الهيئة العامة للادارة البيطرية، في الاحتفال، وأضاف نصر الدين حاج الامين، ممثل منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة"الفاو" في مصر ل "الشروق" على هامش الاحتفال، إن البعض قدر عددها بنحو 15 مليون كلب. يذكر أن عدد سكان القاهرة يقترب من 20 مليون نسمة.

عبد الحفيظ ألمح إلى استراتيجية للدولة لعلاج ظاهرة كلاب الشوارع، "الهيئة وضعت خطة للبدء بتقليل عدد كلاب الشوارع"، لكنه لم يوضح كيف سيتم خفض عددها.

قبل فترة كانت الشرطة المصرية تلجأ في بعض المناطق إلى قتل كلاب الشوارع بالخرطوش، كما كان بعض المواطنين، يقومون بسمها، للتخلص منها، خاصة إذا ظهرت حالات سعار عند أحدها. لكن الأمين قال لـ"الشروق" إن استراتيجية الحكومة المصرية، التي ستدعمها "الفاو" لن تلجأ لهذه الطرق لخفض عددها.

عبد الحفيظ قال إن الكلاب المملوكة لاشخاص يتم تطعيمها سنويا، لكن الكلاب شبه المملوكة لا تختلف عن كلاب الشوارع كثيرا في عدم التطعيم، "مثلا إذا كان هناك بواب يعتني بكلب من كلاب الشوارع ويقدم له الطعام يوميا ويعيش بالقرب من العمارة المسئول عنها لا يقوم بتطعيم هذا الكلب وقد يصاب بالسعار ويصيب الاشخاص إذا عقر أحدهم"، قال تفسيرا لما يعنيه الكلب شبه المملوك.

سعد قال إن التطعيم الفموي الذي سيتم إنتاجه، سيكون جاهزا في فترة تتراوح بين 6 و8 أشهر، وسيتم التنسيق مع الجهات المعنية المختلفة بحيث يتم توفيره في كل أنحاء البلاد. يذكر أن الهيئة البيطرية قامت بتطعيم 16 الف حيوان بلقاح السعار منذ بداية العام وحتى الآن.

ويموت سنويا في كل أنحاء العالم نحو 59 ألف شخص بسبب مرض السعار، معظمهم في المناطق الفقيرة، و40% من المصابين بالمرض من الاطفال أقل من 15 سنة، بحسب نعيمة الجاسر ممثل منظمة الصحة العالمية في الاحتفال.