كشف الكاتب الكبير، محمد المنسي قنديل، عن ظروف تقديم وإعداد رواية "طبيب أرياف"، وقال: "إن عزلة كورونا كانت دافعة إلى استدعاء أحداث تاريخية، تتعلق بوجودى الطويل في الريف المصرى منذ 30 سنة، وحرصت على تسليط الضوء على الريف المصرى في السبعينيات".

وتابع، خلال الندوة، الذى نظمتها نقابة الأطباء، سلطت في رواية "طبيب أرياف"، على وضع المرأة في المجتمع الريفي، وما تتعرض له من ظلم وقسوة، فنرى من يأخذ حقها مثلاً في الميراث.

وأضاف، "قدمت في الرواية جزءا محوريا، عن الوضع الطائفي في الريف المصري، وما يحدث من إثارة للفتن التى تحدث بين جيران على سبيل المثال، أو أبناء البلدة الواحدة".

وعن علاقة الطب بالعمل الأدبى، ومدى تأثير ذلك على كتابته، قال الروائى الكبير: "الطب يعالج الجانب المادى من الإنسان، إنما الأدب يعالج الجانب غير المرأى مثل المشاعر والأحاسيس، فالأدباء أكثر عمقًا فى الكتابة عندما يكونوا أطباء، لأن الطب مهنة عميقة تحتاج إلى دراسة وعقدة بعض الشئ".

"كنا عبيد مؤسسات النشر الحكومية، والشباب لم يعد يقيمون وزنًا لها حاليًا، بسبب التوسع الهائل لدور النشر، والزيادة الهائلة للاستخدام التكنولوجي"، الكاتب محمد المنسي قنديل معلقًا على سؤال أحد الحضور بشأن التغيرات التى طرأت على التعامل مع دور النشر، وعلاقة المؤلف بها.

وأكد قنديل أنه من الضرورى، أن يبحث الشباب على صوته الخاص، وشخصيته المتفردة المستقلة، وضرب مثالًا بالأستاذ محمد حسنين هيكل، مشيرًا إلى أن كان يتمتع بشخصية مستقلة لها طابع خاص، وأضاف: "العمل اللى يكون صادق بيوصل إلى القلب".

ونوه قنديل، إلى سبب انطلاق فكرة الرواية "طبيب أرياف"، قائلًا: "كانت السيدات قعيدات لا تعمل قبل الثورة الصناعية، ولكن بعدها شاركت المرأة فى مجال العمل، ومن هنا نشأ الصراع مع الرجل، وأصبحت المرأة طرف فى الصراع الاجتماعى".

ورواية طبيب أرياف، تقدم تجربة جديدة في الكتابة حول العالم الخفي للريف المصري، ومحاولة اختراق القشرة البدائية التي تحيط به، والتي تراكمت على مدى آلاف السنين، من خلال قصة طبيب أرياف شاب يتعرض لتجربة قاسية في بداية حياته، فيبدأ رحلة جديدة إلى قرية منعزلة بالصعيد.

ويعاني الطبيب هناك من الوحدة قبل أن يجد نفسه متغلغلاً في تفاصيل الحياة اليومية للقرية الصغيرة الراقدة على حافة الصحراء، ويقع في غرام الممرضة لكن تكون هناك مفاجأة في انتظاره.

وتكشف الرواية تجربة طبيب يكتشف أن القوانين البدائية ما زالت هي السائدة، وأن هناك سلطة مطلقة تعتمد عليها وتستمد قوتها من جذور بعيدة، هي رواية عن الحب والرغبة واليأس، عن قرية تختزل العالم، يتصارع فيها البشر والغجر والقوى الحاكمة، وتمتلئ ذاكرتها الخفية بطبقات الزمن المصري المتراكم.