يهمس مصطفى علي -كنيته أبو حسين- لأحدهم بأن يزوره بالمنزل بعد الظهر إن كان يريد شراء بجعة إذ لا يستطيع أبو حسين بيعها في محل الطيور الخاص به منذ 39 عاما بسوق عمارة في محافظة ميسان العراقية؛ نظرا لقوانين حماية الطيور المهاجرة.
ويقول أبو حسين، لصحيفة الجارديان البريطانية، إن زبائنه يأتون لشراء البجع بغية تزيين حدائقهم وهم من العراقيين الأثرياء أو الخليجيين الذين يسافرون إليه.
ويضيف أنه يبيع نحو 10 بجعات شهريا، والتى يتم الإيقاع بها في أثناء هجرتها من إيران لأهوار العراق القائمة على الحدود.
واشتهرت منطقة الأهوار إبان الحرب العراقية الإيرانية؛ إذ نشطت فيها الجماعات المسلحة الموالية لإيران ضد نظام صدام حسين وعقب الغزو الأمريكى أضحت الأهوار مسرحا لتهريب المخدرات والسلاح والبجع أيضا الذي يبدأ موسمه من أكتوبر وينتهى فبراير.
ويقول أحمد صلاح أحد العراقيين من مقتنيي البجع، إنه حين تلقي بجعات هدية من شقيقه كانوا بحالة سيئة لدرجة عدم قدرتهم على الحركة، ولكن حالتهم تحسنت، موضحا أن قص ريش البجعة يحول دون طيرانها بعيدا.
ويقول أبو حسين، إن الكثير من البجعات يمتن لديه بسبب حرارة الصيف، ولكن حتى إن حدث ذلك فهو يبيع لحومها بالسوق، مع العلم بأن سعر البجعة الحية بالسوق السوداء العراقية يبلغ 10 جنيهات إسترلينية كحد أقصى.
وعن العواقب القانونية، يؤكد أن الشرطة لا تشكل خطرا عليه، ولكن ذلك لا يمنع من أخذ الحيطة، إذ إن صيد الطيور المهاجرة ممنوع، وبيع البجع في الأسواق تم منعه مؤخرا.
ويقول سمير عبود قائد الهيئة البيئية بالأهوار، إن القانون يحظر صيد الطيور المهاجرة، ولم يسمى البجع تحديدا، ومع ذلك فتنفيذ القانون والإمساك بالمهربين عملية صعبة لكون الأهوار منطقة حدودية تقع تحت إدارة حرس الحدود وغير مسموح تدخل الشرطة بها.
ومقابل عمليات التهريب، يفعل أحمد صلاح -الذي يتشابه اسمه مع اسم أحد مقتني البجع بنفس القصة الصحفية- كل ما بوسعه لإيقاف تهريب البجع بين تتبع المهربين وإبلاغ الشرطة عنهم لشراء البجع وإطلاق سراحها.
ويقول صلاح، الشهير بدكتور حمود، إنه تمكن من إطلاق سراح 17 بجعة بجانب بعض الطيور الأخرى.
وأضاف حمود إنه يتلقى الكثير من التهديدات من قبل المهربين بإيذائه إن لم يتوقف عن التصدي لهم.
كما أوضحت الجارديان، إن فريقها الصحفى تعرض لتهديد بالسلاح من قبل المهربين في أثناء محاولة التجول في نطاق صيدهم للبجع.