كورونا تعرض الأطباء لمشاكل نفسية.. كيف نساعدهم في التغلب عليها؟ - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 3:52 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كورونا تعرض الأطباء لمشاكل نفسية.. كيف نساعدهم في التغلب عليها؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 3 أبريل 2020 - 10:42 ص | آخر تحديث: الجمعة 3 أبريل 2020 - 10:42 ص

منذ بداية ظهور وباء كورونا المستجد وحتى الآن، يعتبر الأطباء والممرضات خط الدفاع الأول عن المجتمعات، بسبب التعامل مع المرضى والحالات الحرجة بحكم مهنتهم، ومع زيادة انتشار المرض في عدد كبير من دول العالم، وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات.

كل هذه العوامل تمثل ضغوطات متزايدة على الصحة النفسية لهؤلاء الذين يتعاملون مع الأزمات الصحية التي تواجه مرضاهم، كما أن تعاملهم مع المرضى أبعدهم عن عائلاتهم.

ونشرت مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، هذا الأسبوع دراسة جديدة حاولت قياس أخطار الأحداث الجارية على الصحة النفسية للعاملين في مجال الرعاية الصحية، ونشر موقع vox news الاخباري الأمريكي ملخصا حول هذه الدراسة.

قامت الدراسة البحثية على مسح نتائج الصحة النفسية لـ257 عامل في الرعاية الصحية من أطباء وممرضين، يعملون في 34 مستشفىً صينيا، وأشارت النتائج بنسبة كبيرة لمعاناة الكثير منهم بأمراض نفسية مختلفة، الاكتئاب (50%) والاضراب النفسي (71.5%) والأرق (34%) والقلق (45%).

وأبلغت النساء من الممرضات والطبيبات عن أعراض شديدة بشكل خاص، عن مشاعر القلق الزائد وعدم القدرة على السيطرة على مشاعرهن في المواقف الصعبة داخل العناية المركزة أو مع الحالات الحرجة.

وتشير الدراسة إلى أنه خلال تفشي مرض السارس في عام 2003، أصيب العاملون في مجال الرعاية الصحية بحالة من القلق الشديد على أسرهم وأصدقائهم خوفاً من نقل العدوى إليهم دون علم منهم، نتيجة لاتصالهم الوثيق بالمصابين، ويقول معدو الدراسة إن هناك احتمالا بوجود نفس المخاوف لدى أطباء فترة وباء كورونا، بالإضافة لقلقهم من خطر الإصابة نفسه.

وخلصت الدراسة إلى أن حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية هو عنصر مهم في تدابير الصحة العامة لمعالجة مرض كورونا، ويجب تنفيذ مخططات واضحة خاصة بتعزيز الصحة النفسية لدى العاملين في مجال الرعاية الصحية المعرضين لـ Covid-19، وتتطلب النساء من الممرضات والطبيبات اهتمامًا خاصًا.

ولم تحدد الدراسة التدخلات التي يجب القيام بها لمساعدة العاملين في هذه الأحداث الصعبة، ولكن جمعية علم النفس الأمريكية نصحت بالعودة لتقييمات الإجهاد والمواجهة التي وضعت في أثناء انتشار مرض السارس، وما بها من مبادئ للإسعافات الأولية النفسية.

ومن الملاحظات التي تؤخذ على الدراسة أنها لم تجر المتابعة على الأطباء والممرضين خلال فترة طويلة، ولكن تم إجراء المسح خلال 6 أيام (من 29 يناير إلى 3 فبراير) كما أنها ركزت على العاملين في الصين فقط، ولم تكن موسعة على أكثر من دولة.

 

 

ولكن قال الأطباء القائمون على الدراسة إن هذا لا يمنع أن تكون هناك أضرار نفسية كبيرة على العاملين في مجال الرعاية الصحية في دول أخرى.

فعلى سبيل المثال إيطاليا، كان على الأطباء في أوقات صعبة الاختيار من بين المرضى الذين يحصلون على جهاز التنفس الصناعي، نتيجة لنقص الأجهزة وارتفاع كبير عدد الإصابات، وهو قرار شديد الصعوبة على الطبيب، وقد يسبب له أزمة نفسية دائمة.

كما أشار القائمون على الدراسة إلى ملاحظة هامة، وهي دخول أطباء وعاملين من غير التخصصات في الأمراض المعدية والعناية المركزة، مثل أطباء الجلد والعيون والعظام وغيرها من التخصصات، إلى مجال التعامل مع مصابي نتيجة للنقص في أعداد الأطباء مقابل ارتفاع أعداد المرضى، وهذا مضر لأن هؤلاء الأطباء ليست لديهم جاهزية كافية للتعامل مع حالات حرجة للغاية في طريقها للوفاة نتيجة لتدهور حالاتهم الصحية.

وقد حدث ذلك بالفعل في أحد مستشفيات بيرجامو الإيطالية، حيث تم تدريب 1500 شخص في سبعة أيام من تخصصات طبية مختلفة لتغطية العجز في أعداد الأطباء المتخصصين.

وفي الولايات المتحدة نتيجة للشكاوى المتكررة من العاملين في مجال الرعاية الصحية، أوصى مركز السيطرة على الامراض والوقاية منها، ببعض النصائح للتعامل مع الأحداث الحالية، ومنها تناول وجبات متوازنة بشكل جيد، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، والحصول على قدر كافٍ من النوم.

وحذر كل من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، من الإطلاع الكثير على وسائل الإعلام والأخبار المتابعة لفيروس كورونا، وخاصة وسائل التواصل الإجتماعي، ومن المفضل الاطلاع عليها مرتين على الأكثر في اليوم، وحظر التعرض لها قبل فترات النوم.

 

 

وأشار المركز أيضًا إلى أن التحكم في الإجهاد في وقت مبكر يمكن أن يمنع مشاكل الصحة النفسية على المدى الطويل، فإذا بدأت تشعر بزيادة حادة في القلق أو الاكتئاب أو حالة أخرى، فكر في طلب المساعدة المهنية بأسرع وقت، خاصة في ظل وجود خيارات جلسات العلاج النفسي عن بعد.

وهناك أيضًا مجموعة متنوعة من ممارسات التأمل الذهني التي يمكنك تجربتها، حيث أظهرت العديد من دراسات علم الأعصاب، أن التأمل يمكن أن يساعد في تهدئة القلق الخاص.

وأوصى بالبحث عن طرق مساعدة أخرى للمجتمع، فمن المحتمل أن يحسن ذلك الصحة النفسية، فمهما كانت المساعدة بسيطة ستكون مرضية للذات في ظل هذه الظروف الصعبة، حيث تظهر الأبحاث أن مساعدة الآخرين يمكن أن تجعلنا أكثر سعادة وصحة أيضًا.

 

 

 

أما بالنسبة للمحيطين بالعاملين في مجال الرعاية الصحية، فيجب أن يفكروا في طرق إرسال كلمات لدعمهم وتجنب استخدام كلمات التخويف والقلق والبعد عن إظهار مشاعر الخوف منهم كونهم معرضين للإصابة، والتفكير في طرق لتكريمهم على المجهود الذين يبذلونه.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك