في ظل وباء كورونا.. أسطوانة الأوكسجين سلعة نادرة في بيرو - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:36 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ظل وباء كورونا.. أسطوانة الأوكسجين سلعة نادرة في بيرو

ليما - د ب أ
نشر في: الجمعة 3 يوليه 2020 - 2:14 م | آخر تحديث: الجمعة 3 يوليه 2020 - 2:14 م

امتد الطابور أمام المتجر في العاصمة البيروفية حتى نهاية المبنى. عشرات الأشخاص، بحوزة كل منهم اسطوانة غاز خضراء، ينتظرون في الشارع المزدحم انتظارا لفرصتهم لشراء سلعة نادرة وثمينة ألا وهي الأكسجين.

لقد تضررت بيرو بشدة من جائحة كورونا. ومع تسجيل أكثر من 257 ألفا و400 إصابة، يعد حالها هو الأسوأ بين جميع دول أمريكا اللاتينية الأخرى باستثناء البرازيل. وتوفي أكثر من 8200 شخص في بيرو نتيجة الإصابة بكورونا.

ودمر الوباء الاقتصاد الذي انكمش بنسبة 40% في أبريل على أساس سنوي. وتحاول حكومة الرئيس مارتن فيزكارا إنعاش الاقتصاد، حيث تم على سبيل المثال استئناف نشاط التعدين في الدولة المنتجة للنحاس واستئناف عمل مراكز التسوق بنصف طاقتها.

وتقول لويز جوستافو لاوبا نيرا أثناء انتظارها لتعبئة اسطوانة الاكسجين: "أنا أشتري الأكسجين لجدتي ... عمرها 86 عاما ومصابة بكوفيد-19. سوف يساعدها الأكسجين على التعافي بشكل أسرع". وتبلغ تكلفة إعادة تعبئة الاسطوانة 26 دولارا.

وفرضت الحكومة قيودا أولية صارمة في محاولة لإبطاء انتشار الفيروس. وللأسف، في هذا البلد الفقير، لا يستطيع الكثير من الناس ببساطة أن يتحملوا وطأة الإغلاق.

يشار إلى أن نحو 70% من السكان القادرين على العمل في بيرو ليس لديهم عمل رسمي – وهي نسبة مرتفعة، حتى بمعايير أمريكا اللاتينية - وليس بإمكان من يعملون بتلميع الأحذية أو جمع القمامة أو الباعة المتجولين أو العمال المؤقتين أن يعملوا من المنزل.

وما زاد الوضع سوءا حقيقة أن الأكسجين المعبأ ينفد من بيرو. معظم المستشفيات ليس لديها ما يكفي من الغاز لعلاج جميع المرضى الذين يرقدون في وحدات العناية المركزة ، لذلك يضطر الأقارب إلى شرائه بشكل خاص وإحضاره إلى المستشفى بأنفسهم.

ويقول نيكول روميرو، من شركة أوكسي روميرو جروب في سان خوان دي ميرافلوريس جنوب ليما: "ارتفع الطلب بشكل حاد بسبب الوباء ... كنا معتادين على تعبئة 40 إلى 50 اسطوانة في اليوم ، لكن الآن (وصل العدد إلى ما) بين 120 و150 اسطوانة. وتشكل شركتان نحو 90% من سوق الأكسجين، ولا توجد منافسة حقيقية. وهذا يجعل المشكلة أسوأ".

تشير التقارير الإعلامية إلى أن بيرو تنتج فقط 20% من الأكسجين الطبي الذي تحتاجه. وبالنظر إلى نقص الإمدادات، أعلنت حكومة بيرو في الآونة الأخيرة أن الأكسجين هو "عنصر ذو علاقة بالمصلحة الوطنية"، وخصصت 26 مليون دولار لزيادة الإنتاج والاستيراد.

ولا يمكن للأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة للإصابة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا الاستغناء عن التنفس الاصطناعي بالأكسجين. وأوضح الدكتور إلمر هويرتا مؤخرا لصحيفة إل كوميرسيو أن "الرئتين تتضرران بطريقتين ... أولا: يهاجم الفيروس مباشرة الجهاز التنفسي السفلي، وثانيا: يحارب الجسم الفيروس بقوة كبيرة بحيث يمكن أن تؤدي إلى تلف الرئتين. الأكسجين أمر حيوي".

وبالعودة إلى طابور الانتظار، يريد مويسيس شراء الأكسجين لوالده، الذي يحتاج إلى اسطوانتين أو ثلاث اسطوانات يوميا. ويقول: "كان خزان الأكسجين وحده باهظ الثمن ... دفعت 5 آلاف سول (1400 دولار)".

وتتحمل الكثير من الأسر ديونا كبيرة أو تبيع ممتلكاتها لتمويل مثل هذه التكاليف المرتفعة، ويستغل أصحاب المنفعة ذلك. وقال الرئيس البيروفي فيزكارا في وقت قريب: "من المؤسف أن الأشخاص عديمي الضمير يستغلون هذه المحنة لتحقيق مكاسب شخصية".

وغالبا ما يحدد الموردون للعملاء إعادة تعبئة اسطوانة واحدة لكل شخص، في محاولة للحد من الاستغلال.

ويقول لويس ألبرتو بازالو مونتالفو، من شركة كريوجاس في منطقة ميناء كالاو: "للأسف، لا تزال المضاربة تحدث ... كثير من الناس يتحدثون عن العرض والطلب، ولكن في هذه الظروف - عندما تكون حياة الناس على المحك بالفعل - أعتقد أنه يجب تنحية ذلك جانبا".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك