ميار تستغل ورشة فخار جدها لصناعة الطبل: «يا بخت اللي موهبته هي شغلته» - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 3:54 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ميار تستغل ورشة فخار جدها لصناعة الطبل: «يا بخت اللي موهبته هي شغلته»

سمر سمير:
نشر في: السبت 4 أبريل 2020 - 5:01 م | آخر تحديث: السبت 4 أبريل 2020 - 5:01 م

خلال مرحلة المراهقة ومع دخول المرحلة الجامعية غالبا ما ينصب الاهتمام الفتيات على مظهرهن الخارجى والسعى وراء رغباتهن، ولكن بعد التخرج يبدأن فى التركيز على الحياة العملية أكثر لتحقيق ذاتهن، ولكن داخل حى الفواخير بمدينة الزقازيق، الحى الذى اشتهر بصناعة الفخار منذ قديم الزمان، توجد فتاة جمعت بين العمل وتحقيق المتعة فى الشىء الذى تحبه، ولم تنس مظهرها الخارجى كفتاة أيضا.

بملابس مهندمة ووجه بشوش تقف ميار داخل ورشة لصناعة الطبل من الفخار، توارثتها والدتها عن والدها، بين العديد من العمال الرجال لصناعة الطبلة التى تهواها منذ نعومة أظافرها.

«أول ما خلصت ثانوية عامة وأنا قررت أدرس كل حاجه عن الطبلة، لأنى بحبها من وأنا طفلة ودى كانت هديتى كل سنة من جدى وبقيت بحس أنها بنتى» بهذه الكلمات بدأت ميار حديثها لـ«الشروق» عن مهنتها.

جعلت ميار الطالبة بكلية التربية النوعية قسم التربية الموسيقية، تخصصها الدراسى فى الطبلة، وذهبت فى بداية الأمر لشرائها من أحد الأحياء فى القاهرة، ولكن مع التدريب عليها سريعا ما هلك الوجه الخارجى لها، لأنها كانت مصنوعة من البلاستيك الذى لا يقوى على الاستعمال الشديد، ولا يمكن صيانتها مرة أخرى على الرغم من ارتفاع أسعارها، وفى كل مرة تضطر إلى شراء طبلة جديدة.

وأضافت ميار: «علشان الظروف المالية مكنتش أقدر أجيب طبلة جديدة كل فترة، ولأن عندى خبرة مش صغيرة فى مجال صناعتها، قررت أن استغل ورشة جدى الخاصة بصناعة الفخار الذى كان يعمل بها، والتى توارثتها أمى عنه ولكنها لم تدرها بعد وفاته لكونها سيدة وليس لديها إخوة رجال».

وتذهب ميار لتأتى بجلود الحيوانات لصناعة الوجه الخارجى للطبلة، بعد أن تحصل على هيكل الطبلة من أصحاب الورش المجاورة لها فى حى الفواخير، «لأن صناعة الهيكل تحتاج إلى مجهود كبير ورأس مال»، وتضع ميار الجلود بطريقة محكمة على الهيكل المصنوع من الفخاروتلصقها بالغراء حتى تصبح متماسكة، وتصبح جاهزة للاستخدام.

تشير ميار إلى أنها اتخذت الطبله دراسة وحرفة وراثتها عن أجدادها والحى الذى تقيم فيه، فهى تعرف كل شىء عنها، وتعرف متى تخرج صوتا مبهجا ومبكيا أحيانا أخرى.

كذلك تبيع الفتاة صغيرة السن الطبل إلى زملائها فى الكلية بأسعار أقل من التى كانوا يشترون بها من قبل وبجودة أعلى، «فيمكن استخدام الطبلة المصنوعة من الفخار لمدة سته أشهر كاملين ثم يتم صيانتها بمبلغ بسيط».

الطالبة وصانعة الطبل أصبح لها زبائن من خارج نطاق الجامعة، فيأتى إليها «المسحراتية» فى كل عام قبل شهر رمضان، فمنهم من يجعلها تصنع له طبلة جديدة، ومنهم من يطلب صيانة طبلته.

فتوضح ميار: «طبلة المسحراتى لازم تبقى مختلفة عن أى طبلة من حيث الشكل والصوت والجودة، فيجب أن تكون من جلد أقوى لأنها يضرب عليها بالعصاة»، لتنهى كلامها بجملة: «يابخت اللى تكون موهبته هى شغلته».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك