عندما يتعلق الأمر بالنفوذ والسلطة في الدائرة المحيطة بزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، لا أحد أقرب من شقيقته الصغرى كيم يو جونج.
ووصفت صحيفة "تايمز" البريطانية، في تقرير لها كيم يو جونج، بـ"القائدة الحقيقية" لكوريا الشمالية، مشيرة إلى أن دورها الرسمي تغير على مدار السنوات، فهي تتوسط رتب النظام العسكري والسياسي الذي لازالت تهيمن عليه أسماء رجال أكبر سنا وأكثر خبرة، لافتة إلى أنه بالنسبة لمن يتابعون ما وصفته بـ"الأعمال الغامضة" لقيادة بيونج يانج، لا مجال للشك في أنها أقوى وأهم شخص.
وأضافت الصحيفة أن لا شيء واضح أو أكيد في كوريا الشمالية، لكن قد ينتهى المطاف بأن تكون كيم يو جونج الزعيمة القادمة لكوريا الشمالية.
ونوهت الصحيفة بأنه عندما خلف كيم جونج أون والده عام 2011، كانت قلة قليلة خارج العاصمة تعلم اسم شقيقته كيم يو جونج.
أما الآن، فهي توجه علاقات البلد مع أهم أعدائها، وتشرف على العمليات الدعائية، وتعتبر الوريثة المفترضة لشقيقها.
وأشارت إلى أنها شوهدت بجانب شقيقها في كوريا الجنوبية، والصين، وسنغافورة، وفيتنام.
وعندما التقى كيم مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، سارت خلف شقيقها بخطوتين، وأعطته قلما لتوقيع البيان المشترك؛ وعندما توجهت عدسات الكاميرات إلى القائدين، كانت تختبئ عن الأنظار خلف شجرة.
لكن على مدار السنوات القليلة الماضي برزت كيم يو جونج كصاحبة نفوذ في حد ذاتها، كمتحدثة، ودبلوماسية، وصانعة سياسة.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن الزعيم الكوري الشمالي وكيم يو جونج وشقيقهما الأكبر جونج تشول، نشأوا في مجمع القيادة في بيونج يانج.
وأوضحت أنهم وهم أطفال أرسلوا إلى المدرسة في سويسرا، حيث كانت هويتهم سرا كبيرا، حيث دخلت يو جونج مدرسة في برن عام 1996 تحت اسم مستعار، وهوية ابنة دبلوماسي كوري شمالي.
وقال أندريه لانكوف، الخبير في شؤون كوريا الشمالية بجامعة كوكمين في كوريا الجنوبية: "لم يكن والدهم لديه الاهتمام أو الوقت أو الطاقة لأن يكون مقربا عاطفيا من أطفاله"، مشيرا إلى أنهم جميعا كانوا "متميزين لكنهم معزولين ومن الواضح أن ثلاثتهم طوروا رابطا".
ورأى تشوي جين ووك، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والثقافية: "إن كيم يو جونج هي كل شئ بالنسبة لزعيم كوريا الشمالية".
وبالعودة إلى بيونج يانج، أنهت يو جونج مدرستها وذهبت إلى الجامعة، وتقول بعض التقارير إنها أيضًا التقت وتزوجت ابن جنرال بارز وسياسي، لكن إذا كان ذلك حقيقي، لم ير أو يسمع شيئا عن زوجها.
وبدأت يو جونج في الظهور للعلن في منتصف عشريناتها، بعدما انضمت إلى أحد أهم مكاتب حكومة كوريا الشمالية، وزارة الدعاية والتحريض.
ومع تطور أدوارها، جاءت قمة هانوي، التي كان فشلها ضربة لعائلة كيم، التى انسحبت بعيدا عن الأنظار لأسابيع. وكانت هناك تكهنات تفيد بان المسئولين المشاركين في هذا الإخفاق، وبينهم يو جونج، تمت إقالتهم وحتى تطهيرهم، على حد تعبير الصحيفة.
وقالت "تايمز" إنه بحلول عام 2019، عادت كيم يو جونج أكثر قوة وأفضل وضعا وأكثر عدوانية من أي وقت مضى.
وفي وقت لاحق من ذات العام، شوهدت في سلسلة من الصور الرائعة على منحدرات جبل بايكتو، والتي ظهر فيها كيم على ظهر حصان بين الثلج، بينما كانت شقيقته بجواره.