كشفت صحيفة "تليجراف" البريطانية، عن وجود مخاوف من تعرض فرنسا لما يمكن أن يطلق عليه "تسونامي" تهريب المخدرات، وذلك بعد الكشف عن أكبر قضية تهريب مخدرات شهدها ميناء لوهافر بشمال البلاد.

وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، إلى أن القضاء الفرنسي يحاكم 6 أفراد بتهمة تهريب مخدرات في قضية تعد الأكبر على الإطلاق، حيث يواجه المتهمين أحكاما بالسجن لمدة 30 عامًا، إثر مساعدتهم عصابات مخدرات من أمريكا الجنوبية في تهريب 1.3 طن من الكوكايين.

وتستند القضية إلى حد كبير على محادثات تم التنصت عليها بدأت في عام 2017 حيث ساعدت الشرطة في مصادرة 1.3 طن من الكوكايين في لوهافر قادمة من البرازيل وجمهورية الدومينيكان، وما يقرب من نصف طن من مخدر الحشيش.

وقالت محامية أحد المتهمين في القضية والذي أقر بالذنب، إن العديد من عمال الميناء سقطوا في "الفخ"، حيث يتم إغراء بعضهم المكاسب المالية وآخرين يتعرضون لتهديدات تطال أفراد عائلتهم، و"يخبرهم تجار المخدرات أنه لا فائدة من إخبار رؤسائهم أو الشرطة لأن بعضهم فاسدون فيشعرون بأنهم محاصرون".

وأضافت "تليجراف" أن المخاوف تتضمن احتمالية تحول الميناء الفرنسي إلى وضع مشابه لنظيريه أنتويرب البلجيكي وروتردام الهولندي، حيث يشهدان أحداث عنف جراء عمليات التهريب.

وارتفع عدد الحاويات التي تم تفريغها في ميناء لوهافر من 1.5 مليون في 2004 إلى أكثر من 3 ملايين خلال العام الماضي، وبينما زادت عدد الشحنات القانونية زادت أيضًا المخدرات المهربة، حيث تم ضبط 10.5 طن مخدرات العام الماضي وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف الكمية المضبوطة في عام 2019.

وقال ألين لومير، الموظف بالجمارك وعضو بالكونفدرالية العامة للشغل: "ليس لدينا موظفين ولا بنية تحتية للتعامل مع مثل هذا الاتجار"، مشيرا إلى أن عدد ضباط المراقبة انخفض من 180 ضابط في عام 2004 إلى 90 ضابط حاليا.

وأضاف لومير "نتحقق من 1% من الحاويات التي تدخل ميناء لوهافر أى أننا نمنع دخول عُشر الكوكايين، مؤكدا أن تلك القضية لن توقف ما أسماه بـ"فيضان" التهريب.

ولفتت الصحيفة إلى أن ميناء لوهافر أصبح يشهد الآن مشاهد يمكن أن يقال عنها "سينمائية" إثر مطاردات بين قوات الشرطة وعصابة تهريب المخدرات، كما أنه يتم التجسس على ضباط الجمارك بشكل منتظم من قبل تجار المخدرات عبر طائرات بدون طيار "درونز".

وتم سجن العديد من عمال الموانئ بسبب عملهم مع عصابات المخدرات في لوهافر ، حيث قالت الشرطة إن بعضهم أُجبر على مساعدة المهربين، بحسب الصحيفة.

وتقدر وكالة تطبيق القانون الأوربية "يوروبول" أن سوق الكوكايين في أوروبا تصل ثروته إلى 10.5 مليار يورو ، ويتزايد الضغط على عمال الموانئ الفرنسيين للتعاون مع المهربين في لوهافر ، وهو أمر محرج لإدوارد فيليب رئيس بلدية لوهافر الحالي ورئيس الوزراء السابق والمرشح المحتمل لرئاسة فرنسا في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2027.