استكمل جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب سلسلة "قراءة في كتاب"، بلقاء ثقافي جديد، تناول كتاب "مراجعات في الفكر والثقافة" للشيخ الدكتور "سليمان دنيا"، بمشاركة خديجة سعد، الباحثة بمكتب إحياء التراث الإسلامي، بمشيخة الأزهر الشريف.

وخلال الندوة، قالت الباحثة، إن كتاب "مراجعات في الفكر والثقافة" للشيخ الدكتور "سليمان دنيا"، يعد جمعا لمقالات وبحوث الشيخ من الجرائد والمجلات، بغية الحفاظ عليها، وتمكين الجيل الجديد من الاستفادة منها، لافتة إلى أنها فكرة نشأت في مكتب إحياء التراث الإسلامي بالأزهر.

واستعرضت "سعد" أبرز مباحث الكتاب، والذي كان أبرزها: نظرية المعرفة ونظرية السببية بين الغزالي والفلاسفة، الإسلام والفلسفة، مخطوط لم يُعرف من قبل، ابن سينا والبعث، الصدفة، قال صاحبي فقلت له.. محاورة علمية، وجود الله يتحدى الشيوعين، فن التربية عند الغزالي، المادة بين العلم التجريبي والفكر المجرد، المذاهب المادية عاجزة عن تفسير نفسها، المستشرقون والإسلام، وقفة مع منطق الإلحاد، الأزهر والإصلاح، الأزهر بين القديم والجديد، الأزهر والنشاط العلمي، سعادة الإنسانية بين الوقوع والتوقع، اللغة والثقافة، قواعد الأديان وقواعد الأخلاق.

وأشارت الباحثة بمكتب إحياء التراث، إلى انشغال الشيخ الدكتور سليمان دنيا، كمفكر مصري وفيلسوف، بقضايا المجتمع والمساهمة في تقديم حلول لها، فامتاز بحبه لوطنه وانشغاله بقضايا عصره، فكان همه الأول أن يعيش المجتمع في سلم وسلام، وأن يعيش الإنسان في سعادة وأمان، وأن تعيش البشرية في أجواء من الأخوة الإنسانية.

وأوضحت خديجة سعد أن الشيخ دنيا كان غيورا على مؤسسة الأزهر، آملا أن يكون الأزهر أكثر إسهاما في قضايا المجتمع، وقد حدث ما كان يأمله الشيخ، فأصبح الأزهر، في عهد الإمام الأكبر أحمد الطيب، ليس فاعلا في المجتمع المصري فحسب، بل في مصر والعالمين العربي والإسلامي، بل فيما يخص الإنسانية كلها.

وتناولت الباحثة الإنتاج العلمي للشيخ سليمان دنيا، لافتة إلى أن شهرته في مجال التحقيق، كانت أكثر من مجال التأليف، فمن أبرز تحقيقاته العلمية: مقاصد الفلاسفة للغزالي، تهافت الفلاسفة للغزالي، تهافت التهافت لابن رشد، الإشارات والتنبيهات لابن سينا، ومن أبرز مؤلفاته: الحقيقة في نظر الغزالي، التفكير الفلسفي الإسلامي، بين الشيعة وأهل السنة، الدين والعقل، وغير ذلك من التحقيقات والمؤلفات.

يُذكر أن الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان دنيا، هو شخصية جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 54.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام السابع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.