قال الباحث والكاتب الصحفي محمد شعير إن كتاب «أعوام نجيب محفوظ.. البدايات والنهايات»، الصادر عن دار الشروق هو رحلة بحث عن نجيب محفوظ؛ عن الأسرة وعن المتغيرات التي حدثت بمصر من تاريخ ميلاد محفوظ 1911 وحتى رحيله في 2006.

وأوضح شعير خلال حفل توقيع ومناقشة الكتاب، الجمعة في مكتبة ديوان مصر الجديدة، أنه استعان في الكتابة عن محفوظ بالنظرية التي تناولها عنها إدوارد سعيد، في كتابه «الأسلوب المتأخر»، التي تؤكد أن الأدباء مع قرب الأجل يكونوا أكثر شغبًا وتمردًا ورغبة في العودة إلى الطفولة، وهو ما بحث عنه وحاول دراسته في نصوص نجيب محفوظ الأخيرة باعتبارها أيضًا من نصوص الطفولة، مضيفًا: «في أصداء السيرة الذاتية على سبيل المثال نجد الشيخ عبدربه التائه يكاد يكون قناع فني لنجيب محفوظ، لكن أيضًا هذا الشيخ وبحسب تعبير محفوظ نفسه في النص «يبحث عن طفولته المفقودة».

وكشف شعير أن كتابته لـ«سيرة الرواية المحرمة» أفادته كثيرًا في كتابة «أعوام نجيب محفوظ»، مشيرًا أن أصعب ما واجهه في العمل على الكتاب الأخير هو دقة استخدام بعض المصطلحات النقدية، بخاصة التي له أكثر من ترجمة أو دلالة في الثقافة العربية، وأنه حاول في الكتاب نحت مفهوم "عدم الإلغاء"، بمعنى أن لا تلغي شخصية أخرى، أو تلغى فكرة غيرها من الأفكار، موضحًا أن محفوظ عبر مراحل حياته المختلفة ومع زيادة معارفه تخلى عن الكثير من أفكاره القديمه.

ولافت شعير إلى أن كتاب «أعوام نجيب محفوظ.. البدايات والنهايات» يختلف كليًا عن نص «سيرة الرواية المحرمة»، مشيرًا إلى أن الأخيرة تسرد سيرة كتاب ومجتمع في نفس لحظة إصدار الكتاب حينها، بينما ««أعوام نجيب محفوظ» يرصد مراحل معينة في حياة نجيب محفوظ منها مرحلة الطفولة وتأثيرها على إبداع نجيب محفوظ فيما بعد.

وأختم شعير حديثه قائلًا: «اتمنى أن أكون أضفت من خلال هذا الكتاب جديدًا في جدارية هائلة شيدها نجيب محفوظ».

من خلال هذا العمل الذي يُنشر للمرة الأولى مع نصوص ووثائق أخرى، يبرع شعير في كتابة سيرة موازية لـ«طفولة نجيب محفوظ»، ليصل عبر قراءة أدبية عميقة إلى أن هذا النصّ يشبه نواة تحطّمت في «الانفجار العظيم» إلى عشرات الأعمال الإبداعية العظيمة، وصولًا إلى نصوص «أصداء السيرة الذاتية» التي قطع فيها محفوظ نفسه رحلة بحث معكوسة عن طفولته.

محمد شعير؛ ناقد وصحفي مصري ولد في قنا عام 1974، درس الأدب الإنجليزي، يعمل مديرًا لتحرير جريدة «أخبار الأدب»، صدر له «كتابات نوبة الحراسة: رسائل عبد الحكيم قاسم»، و«مذكرات الآنسة أم كلثوم»، وأولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة»، الحاصل على جائزة ساويرس في النقد الأدبي عام 2019، كما وصل إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد.