بيانات مشبوهة.. سبب التخبط حول جدوى «هيدروكسي كلوروكين» ضد كورونا - بوابة الشروق
الأربعاء 17 أبريل 2024 1:38 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بيانات مشبوهة.. سبب التخبط حول جدوى «هيدروكسي كلوروكين» ضد كورونا

هيدروكسي كلوروكين
هيدروكسي كلوروكين
بسنت الشرقاوي
نشر في: الجمعة 5 يونيو 2020 - 8:20 م | آخر تحديث: الجمعة 5 يونيو 2020 - 8:20 م

دراسات أثبتت خطورة الدواء على مرضى كورونا.. وأخرى أثبتت فعاليته استنادا لنفس قاعدة البيانات
مستشفيات نفت التعاون مع الشركة صاحبة البيانات التي اعتمدت عليها الدراسات

نحو نصف عام مضى منذ اكتشاف فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان الصينية، ولا يزال الحديث مستمرا حول اعتماد دواء أو لقاح محدد يحمي من الإصابة به، بعد أن كشف الوباء ضعف أنظمة طبية عالمية في مواجهة المرض.

في بداية الأزمة أجرى الباحثون الصينيون تجارب سريرية لبعض المرضى المصابين بالفيروس التاجي الجديد، باستخدام عقار "هيدروكسي كلوروكين"، المستخدم في علاج الملاريا، إلى أن استطاعت الصين التوصل للقاح، هذا الأسبوع ثبتت فعاليته بنسبة 90% على 2000 شخص، بالإضافة لتوصل روسيا لعلاج جديد يدعى "أفيفافير" نجحت نتائجة الأولية في علاج المرضى بنسبة 90% هو الآخر، وفي انتظار الاعتماد من منظمة الصحة العالمية.

لكن هيدروكسي كلوروكين الذي استخدمته بعض دول العالم في بداية الأزمة كعلاج لمرضى الفيروس التاجي من الحالات المتأخرة، خلق حالة من الجدل العالمي، بعد خروج أبحاث سابقة حذرت من مخاطره على المرضى.

فبعد إجراء دراسات سريرية عالمية للدواء على 3500 مريض في 35 دولة، باعتباره الوحيد مع بداية الأزمة، خرجت منظمة الصحة العالمية بتصريحات صادمة للعالم، في 25 مايو، أوصت بوقف استمرار التجارب السريرية للدواء، بسبب دراسة نشرتها مجلة "ذي لانسيت" الطبية اعتبرت فيها أن الدواء ارتبط بارتفاع معدل الوفيات لمرضى كورونا وزيادة مشاكل القلب، لكن المجلة سحبت الدراسة بعد اكتشافها وجود خطأ صارخ في البيانات.

كان الهدف من تعليق تجارب الدواء هو السماح بتحليل المعلومات المتوافرة، حتى تتمكن المنظمة من إصدار قرارها الذي صدر يوم الخميس، باستمرار العلاج بالدواء ومشتقاته - دواء كلوروكين - وسط حالة من التخبط في الصحف العالمية، حول "هل العقار خطير أم آمن على المرضى؟!"

* تعارض دراستان قامتا على قاعدة بيانات "مشبوهة"

قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن الحكومات ومنظمة الصحة العالمية غيرتا سياستها في محاربة كورونا، واستمرت في العلاج بالدواء بناءً على قواعد البيانات "المشبوهة"، من شركة أمريكية صغيرة، تزعم أنها تمتلك أكبر قواعد بيانات المستشفيات وأسرعها في العالم.

وبحسب الصحيفة، فإن شركة "سورجيسفير" الأمريكية غير المعروفة، التي تعمل في تحليل بيانات الرعاية الصحية، قدمت قواعد البيانات التي بُنيت عليها العديد من الدراسات حول العالم، منهما الدراستين المتعارضتين، ما يطرح تساؤلات حول نزاهة الدراسات الرئيسية المنشورة في بعض أرقى المجلات الطبية في دول العالم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشركة ادعت أنها قدمت بيانات لدراسات متعددة حول كورونا شارك في تأليفها الرئيس التنفيذي للشركة، لكنها فشلت حتى الآن في شرح منهجية البيانات بشكل كافٍ.

تضم صفحة الشركة على موقع عمل "لينكد إن"، أقل من 100 متابع وأدرجت الأسبوع الماضي ستة موظفين فقط، والعجيب هو أنه لا وجود لها على الإنترنت تقريبًا، فيما احتوى حسابها على تويتر على أقل من 170 متابعًا، بدون مشاركة أية تغريدات منذ أكتوبر 2017 وحتى مارس 2020.

والأخطر هو إدعاء الشركة بأنها جمعت البيانات بشكل شرعي من أكثر من 1000 مستشفى حول العالم، الذي على أساسه تشكلت المقالات العلمية التي أدت لتغيير سياسات علاج الفيروس في دول أمريكا اللاتينية، كما كانت السبب وراء صدور تقرير "ذا لانسيت" الذي قررت على إثره منظمة الصحة العالمية ومعاهد البحث حول العالم وقف التجارب على عقار هيدروكسي كلوروكوين، قبل أن تعيد المنظمة استئناف العلاج به مجددا، بعدما سحبت "ذي لانسيت" دراستها حول مخاطر الدواء، وفتحت تحقيقا عاجلا، لوجود خطأ في البيانات.

كانت الدراسة التي نشرتها "ذي لانسيت" أحد أكبر المجلات في العالم، خاطئة، حيث اكتشف تحقيق أجرته الجارديان، أخطاءً صارخة في البيانات الأسترالية المدرجة في الدراسة، التي أشارت إلى أن الباحثين تمكنوا من الوصول إلى بيانات جمعت من 5 مستشفيات استرالية سجلت 600 مريض و73 حالة وفاة حتى 21 أبريل، بينما أظهرت بيانات جامعة جونز هوبكنز، على النقيض تسجيل 67 حالة وفاة بحلول 21 أبريل، ولم يرتفع الرقم إلى 73 حتى 23 أبريل.

بينما نشرت مجلة "نيو انجلاند جورنال اوف ميديسن" الرائدة، دراسة لبيانات المرضى في 169 مستشفى، عبر 11 دولة في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، وجدت خلالها أن أدوية القلب الشائعة المعروفة باسم مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، لم ترتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بفيروس كورونا، وقد عبرت المجلة عن قلقها أيضا من نتائج الدراسة.

إن الأعداد التي ذكرت في دراسة "ذي لانسيت" كانت في أسيا، والخطأ ربما حدث بسبب إسراع وإجهاد الباحثين في الدراسة أو بسبب تقصير من الشركة الأمريكية، حيث قال البروفيسور ميهرا والمؤلفون المشاركون الآخرون، الذين شعروا بالفزع من الانتقاد، بأنهم سيجرون مراجعة تظهر نتائجها بحلول نهاية الأسبوع، مؤكدا أنهم استخدموا البيانات التي يمكنهم وضع أيديهم عليها لأن الأمر عاجل.

لكن المفاجأة الصارخة، هو أن الصحيفة تواصلت مع المستشفيات، فيما يخص دراسة "ذي لانسيت" ونفت جميعها تأدية أي دور في قاعدة البيانات التابعة للشركة الأمريكية الصغيرة، بل قالوا إنهم لم يسمعوا عنها من قبل!

* بينها مصر.. دول تعتمد "الهيدروكسي كلوروكين" ضمن بروتوكول العلاج

وقالت الدكتورة جيهان العسال، عضو اللجنة العلمية لفيروس كورونا بوزراة الصحة والسكان، يوم الخميس، إن الأحداث الأخيرة أثبتت انتصار البروتوكول المصري باستخدام هيدروكسي كلوروكين، في علاج المرضى، مستندة إلى قرار منظمة الصحة العالمية باستئناف العلاج به، وأيضا المملكة السعودية، موضحة أن هذا يثبت وجهة النظر المصرية في وضع البروتوكول العلاجي للفيروس.

ولفتت إلى استمرار تحليل نتائج استخدام الدواء على المرضي، منوهة بأن النتائج الأولية أظهرت علاج الحالات البسيطة إلى المتوسطة فقط، وليس علاج الحالات الخطيرة أو الحرجة نهائيا.

وأشادت عدة دول حول العالم بفاعلية دواء هيدروكسي كلوروكوين، في علاج مرضى كورونا، ومنها من لا تعتزم وقف استخدامه، مثل البرازيل والجزائر، المغرب، تركيا، الأردن، تايلاند، رومانيا، البرتغال، كينيا، السنغال، تشاد، الكونغو، كندا، نيجيريا، والمكسيك، بحسب صحيفة أمريكية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك