يعكس التجديد في تصفيفة الشعر أو لونه الكثير من الرغبات اللاواعية للتغييرات خاصة لدى النساء، حيث عندما تردن إنهاء مرحلة أو علاقة أو عند وفاة شخص عزيز أو شيء آخر مهم في حياتهن، فهن كثيرا ما تبدأن من الرأس، حيث أثبتت الأبحاث أنهن تتخلصن من الألم في الماضي بشكل رمزي عن طريق قص الشعر والتغيير في شكله، وذلك كما نشر موقع المرأة "كراسيفول ستوري".
توصل البروفيسور روبرتو باني، المحاضر في علم النفس الإكلينيكي في جامعة بولونيا، إلى استنتاج يفيد بأن تغيير تسريحات الشعر مرتبط بالعواطف، بدءًا من الاكتئاب إلى النشوة، حيث يقول: "إن الشعر مثل حوض لعواطف المرأة، وتعتبر الرغبة في التغيير هي علامة على الحاجة إلى الاستقلال، أو نسيان حدث تسبب في المعاناة. وكثيرا ما تبدأ النساء في تحقيق هذه الرغبات من خلال تغيير تصفيفة الشعر أو الطول أو اللون؛ وذلك لأن للشعر لغة خاصة في الثقافات والأديان والعهود المختلفة، حيث تعتبر المرأة ذات الشعر الطويل جميلة وجذابة، حيث يلمس الشعر الطويل والحريري اللامع أعمق أجزاء النفس البشرية".
ويفضل الكثير من الأشخاص الشعر الطويل الصحي الجذاب؛ لأنه يمثل الصحة والشباب والخصوبة، على الرغم من أن هذا التصور يتباين باختلاف الثقافة، حيث يعتبر شعب الماساي المرأة ذات الرأس المحلوق أو الشعر القصير للغاية جميلة، بينما اعتقدت قبيلة نافاجو الأمريكية الأصلية أن الشعر هو الجزء الأول من الجسم الأقرب إلى الأفكار، حيث يمثل لهم الشعر الطويل "قوة الذاكرة".
وكانت قد أكدت كوكو شانيل: "أن المرأة التي تقص شعرها تخطط لتغييرات في حياتها"، ونشرت المجلة السويدية الاسكندنافية لعلم النفس نتائج أظهرت أن الرجال يحبون الشعر الطويل، لأنه مثير، ويعد علامة على الصحة والرفاهية والشباب، ويشير باحثون من جامعة جنوب بريتاني إلى دراسات تدعم الرأي القائل إن الشعر الذي يغطي الرقبة يظهر قدرة أكبر على التعاطف ويشجع الذكور على علاقة طويلة الأمد، ولكن يكره الرجال تسريحات الشعر المعقدة، ويفضلون البساطة، وتجعيد الشعر الفوضوي، والشعر الأملس الكلاسيكي، وتسريحات الشعر التي تكشف عن ملامح الوجه.