عن التحرش والطاعة والملابس الاستفزازية... كيف عززت الأعراف العنف ضد النساء؟ - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 1:21 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عن التحرش والطاعة والملابس الاستفزازية... كيف عززت الأعراف العنف ضد النساء؟

الشيماء أحمد فاروق:
نشر في: الأحد 5 يوليه 2020 - 11:45 ص | آخر تحديث: الأحد 5 يوليه 2020 - 11:45 ص

غالبا ما يكون لبعض العوامل أو الأعراف والمعايير الاجتماعية الضارة الدور في تدعيم عدم المساواة بين الجنسين، ليكون لها تأثير رئيسي على صورة المرأة في المجتمع وطريقة التعامل معها وفق الثقافات السائدة وما تحمله من دلالات ومفاهيم خاطئة.

وقد أوضح بحث موسع شمل 12 دولة ، قامت به مؤسسة أوكسفام العالمية عام 2018، عبر أفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، لاكتشاف الأسباب المرتبطة بالأعراف المجتمعية للعنف ضد النساء والفتيات أو التحرش بهن.

- إخضاع المرأة لسلطة رجل ما

غالبًا ما تؤدي أدوار الجنسين الجامدة إلى توقع خضوع النساء لأفراد الأسرة الذكور، وعند الزواج، تكون مطالبة بالرضوخ لزوجها، والتصرف وفقًا لرغباته، وعدم السعي لصنع القرار والمساواة بينهما، وإذا تجاوزت المرأة هذه المعايير فقد تواجه العنف الجسدي الذي يستخدمه الزوج كعقاب أو تأديب.

على سبيل المثال في جزر سليمان، الواقعة في جنوب المحيط الهادي، وافق 49٪ من المجيبين على أن الزوجة الصالحة يجب أن تطيع زوجها حتى لو كان مخطئًا.

- ممارسة السيطرة القسرية

يُتوقع أن تكون النساء والفتيات خاضعات للأوامر، كما توجب بعض المجتمعات على الرجال ممارسة السلطة والسيطرة في أسرهم وعلاقاتهم، الأمر الذي يمكن أن يظهر بطرق مختلفة، وتظهر هيمنة الذكور في شكل مراقبة الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي.

وكشف البحث عن أن الشباب في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لديهم سيطرة كبيرة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لشركائهم وهواتفهم، حيث قال 80٪ من الشباب إن أصدقائهم الذكور يراقبون هاتف شريكتهم.

- للرجال الحق في تأديب النساء

وكشف البحث أن هناك اعتقادًا قويًا بين كل من النساء والرجال بأن العنف مقبول بل وضروري عندما يستخدمه الرجال لتأديب النساء لعدم الوفاء بمسؤولياتهم المتصورة أو عندما يتعارض سلوكهم مع المعايير الاجتماعية، ووجد البحث أن هناك اتفاق على أن العنف الجسدي له ما يبرره عندما لا تطيع المرأة زوجها.

ففي جزر سليمان كان 65% من المجيبات و 35٪ من المجيبين الذكور يوافقون على العبارة التالية: "من المقبول أن يضرب الرجل زوجته ويؤذيها إذا لم تقم بالأعمال المنزلية".
أما في العلاقات الحميمة يسيطر الشركاء الذكور على اختيارات النساء والفتيات وعلى الاعتقاد بأن أجساد النساء يجب أن تكون متاحة دائمًا للرجال، و تساهم هذه المعايير في اغتصاب الشريك الحميم وغير ذلك من أشكال الإساءة، وهي أكثر أشكال العنف ضد النساء والفتيات شيوعًا.
ففي تونس يقول الشباب إن المرأة يجب أن تكون مستعدة دائمًا لتلبية رغبات الرجال الجنسية، أما في جزيرة سليمان يعتقد 52٪ من الرجال أن المرأة ملزمة بممارسة الجنس مع زوجها حتى لو لم تشعر بذلك.

- التحرش الجنسي أمر طبيعي

تساهم الأنماط السائدة حول استحقاق الذكور الجنسي على أجساد النساء في التحرش الجنسي وأشكال أخرى من العنف الجنسي، ففي كولومبيا قالت شابة: "أعتقد أن كل شيء ينشأ من حقيقة أن الرجال يروننا كأشياء يحتاجون إليها لتلبية احتياجاتهم الجنسية".

وقد ثبت ذلك بقوة من خلال البحث الإقليمي لمنطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي الذي وجد 75% يعتقدون أن التحرش أمر طبيعي.

-الملابس الاستفزازية السبب

وجد البحث أن الشائع عند المجتمعات المحلية، في عدة دول شملتها الدراسة، أنها تلوم أفعال النساء لتبرير التحرش الجنسي والعنف من الذكور، وغالبًا ما يتم وضع وصمة العار على الناجيات من العنف الجنسي سواء التحرش أو الاغتصاب، وتوجيه الاساءة لهن.

في بحث أجرته بحوث أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، (LAC) الإقليمي، ألقى سبعة من كل 10 شباب تتراوح أعمارهم بين 15 و 19 عامًا باللوم على النساء، مفسرين أن العنف الذي تعرضن له لأنهن يرتدين ملابس "استفزازية" أو يخرجن إلى الشارع في وقت متأخر من الليل.

وكشفت نفس الدراسة أن 79% من الشابات يعتقدن أن: "كل النساء يجب أن يصبحن أمهات"... هذه المعتقدات قوية للغاية لدرجة أن شابة في كوبا قالت "أعتقد أن كل امرأة أم، حتى لو لم يكن لديها أطفال"، وبالتالي فيكون وضعهن الطبيعي في المنزل والخروج عن ذلك هو أمر غير مرحب.

- المرأة مجرد زوجة

بالنسبة للفتيات، يمكن أن يؤدي التوقع الاجتماعي لاثبات الخضوع إلى الزواج المبكر، والذي يستخدم أيضًا للتحكم في حياتهن الجنسية، وغالبًا ما يُنظر إلى أجساد الفتيات على أنها أصول يمكن أن تنخفض قيمتها أو ترتفع قيمتها اعتمادًا على تصورات المجتمع ومفاهيم حول الشرف الذي يساهم في الزواج المبكر.

- المرأة المطلقة لها قيمة أقل

تواجه المطلقات والأرامل أشكالاً معينة من العنف بسبب المعتقدات التمييزية حول أدوار المرأة وقيمتها.

في بابوا غينيا الجديدة، سلط البحث الضوء على تهميش المطلقات والأرامل، الذين يُنظر إليهم على أنهن أقل قيمة، ووجد البحث الإقليمي لمنطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي أن 59% من الشابات والشبان (20-25) يعتقدون أن أحد الأسباب الرئيسية وراء تحمل النساء للعنف هو افتقارهن إلى الاستقلال المالي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك