أجرى رئيس البرلمان وحزب حركة النهضة الإسلامية في تونس راشد الغنوشي، اليوم الخميس، وساطات بين رئيس الحكومة المكلف إلياس الفخفاخ ونبيل القروي رئيس حزب "قلب تونس"، الحزب الثاني في البلاد، في مسعى لإنقاذ مشاورات تكوين الحكومة.
ويأمل الاجتماع التوصل إلى اتفاق من أجل تفادي انهيار المشاورات وبالتالي الذهاب إلى انتخابات مبكرة، في وقت تشهد فيه الديمقراطية الناشئة وضعا اقتصاديا واجتماعيا صعبا.
وكان قرار إلياس الفخفاخ عقب تكليفه من قبل الرئيس قيس سعيد، هو استبعاد حزب "قلب تونس" والحزب الدستوري الحر الذي يمثل واجهة النظام السابق قبل ثورة 2011، من المشاورات وتركيبة الحكومة المقترحة، بدعوى أنهما لا ينسجمان مع المرحلة الحالية.
وقال حزب "قلب تونس"، في بيان مقتضب، إن الاجتماع الذي جاء بدعوى من رئيس البرلمان راشد الغنوشي كان "إيجابيا وبناء".
ويعترض الغنوشي وحزبه حركة النهضة الفائزة في الانتخابات التشريعية، على قرار الفخفاخ استبعاد "قلب تونس"، ووضع طلب ضمه إلى المشاورات شرطا مسبقا للمضي قدما في تشكيل الحكومة.
وسيكون من الصعب على الياس الفخفاخ تحصيل الأغلبية المطلوبة لحكومته المرتقبة في البرلمان من دون دعم حزبي حركة النهضة وقلب تونس.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية يوسف الشاهد، في مؤتمر اقتصادي اليوم للصحفيين، "ندعو إلى التسريع في تشكيل حكومة لأن الوضع أصبح صعبا والفترة الانتقالية طالت أكثر من اللازم".
وأضاف الشاهد، الذي يرأس حزب "حركة تحيا تونس" المعني بمشاورات تشكيل الحكومة: "سيناريو إعادة الانتخابات ليس جيدا لتونس ولسنا في حاجة إليه، يجب أن نتوصل الى توافق حتى تكون هناك حكومة في أسرع وقت".
وبات رئيس الحكومة المكلف الياس الفخفاخ في سباق مع الزمن لأنه يتعين عليه بحسب الدستور عرض حكومة مقترحة ونيل ثقة البرلمان في غضون شهر منذ تاريخ تكليفه من قبل الرئيس في 20 يناير الماضي.