«تشجع» وأقبل التحدى! - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:02 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«تشجع» وأقبل التحدى!


نشر في: السبت 6 مارس 2021 - 4:54 م | آخر تحديث: السبت 6 مارس 2021 - 4:54 م

يحتفل العالم أجمع فى يوم 8 مارس، ومنذ أكثر من مائة عام، باليوم العالمى للمرأة، للاحتفاء بالدور العظيم الذى تلعبه وأثره فى جميع مناحى الحياة.
وقد شهد الاحتفال بهذا اليوم فى المائة عام الأخيرة تسليط الضوء على عدد من القضايا ذات أهمية كبيرة فى وقتنا هذا، لعل أكثرها شيوعا مسألة المساواة بين الرجل والمرأة، إلا أن هذا اليوم يأتى كل عام ليذكرنا جميعا ويدعونا صراحة لبذل المزيد من الجهود للدفاع عن حقوق المرأة، التى طالما تعرضت لمعاناة وتهميش على مدار التاريخ الإنسانى، وقد حان الوقت أن تأخذ حقوقها كاملة، خاصة فى دول النامية، التى تبذل فيها المرأة كل جهد، دون الحصول على كامل حقوقها.
ولعل تجربة المرأة المصرية أكثر حظا وثراء من غيرها، فقد خرجت يوم 16 مارس من عام 1919، لتطلب الاستقلال لبلادها وتعبر عن رفضها للاستعمار، حين نزلت الشوارع ثائرة على كل مظاهر الرجعية والتخلف التى سادت تلك الفترة من التاريخ، لتكتب واقعا جديدا يؤكد أن للمرأة ما للرجل، وأن بإمكانها أن تصنع المعجزات وتصنع التغيير.
لقد حققت المرأة المصرية عبر أكثر من 100 عام العديد من الإنجازات، واستطاعت خلالها التغلب على الكثير من المعوقات كالفقر والأمية والرجعية والرفض للعديد من التابوهات المجتمعية؛ واستطاعت أن تثبت جدارتها وتصبح السفيرة والوزيرة، والمعلمة والطبيبة، وباتت تنافس بكل قوة فى المجتمع، الذى يعترف بأنها نصفه أو يزيد، ويصفها أحيانا بأنها قوية وبمائة رجل، وهذا فى الغالب صحيح لأنهن دائما على قدر التحدى ويستطعن أن يقدمن للمجتمع الكثير والكثير.
يأتى اليوم العالمى للمرأة هذا العام تحت شعار #ChooseToChallenge أو «اٍقبل التحدى» وهو بمثابة نداء لكل فرد منا لاستحضار روح الشجاعة والمروءة، للوقوف فى وجه جميع الاختلافات والتحيز والتعصب الذى طالما أعاقنا عن دعم النساء على مر العصور.
بصفتى أبًا لثلاث بنات رائعات، فإننى دائمًا ما أفكر فى العالم الذى سيكبرون ويعيشون فيه، فالعالم المليء بالتحديات، هو عالم يقظ وواعٍ، ومن الشجاعة والتحدى يأتى التغيير. وهنا أدعوكم للنظر إلى الشجاعة وقدرتها على التغيير من وجهة نظر جديدة.. فقيمة الشجاعة ليست فقط قيمة مكتوبة نعلقها على الحائط أو نتفاخر بها، هى بالأحرى فرصة للتعبير عن آرائنا وعمل ما نراه صحيحا لترضى عنا ضمائرنا.
قد تبدو للوهلة الأولى وظيفة مثل مهندسة فى مجال الكهرباء عملا شاقا على المرأة، ولكننا نعتمد فى ABB على المرأة الشجاعة كجزء لا يتجزأ من نسيجنا فى الشركة بمصر منذ عام 1979، والذى يعتمد على أربعة أسس رئيسية، تأتى الشجاعة من ضمنها بل وعلى رأسها. لقد وجدت المرأة هنا بيئة منفتحة تؤمن بالمساواة، تسمح بصوتها وتسمع له، تساعدها على الابداع وتصل بها إلى آفاق بعيدة لتتميز فى عملها فى مجالى الهندسة والتكنولوجيا ومجالات أخرى عديدة. لقد اختارت المرأة هنا أن تقبل التحدى، واخترنا نحن بدورنا أن نثق بها وأن «نتشجع» وندعم ونقبل هذا التحدى.
أشكر المولى عز وجل، أنى وبناتى نعيش فى عصر تمكنت فيه المرأة من تحقيق العديد من الانجازات، وأتاح لها العديد من الفرص حتى استطاعت ان تتغلب على كل ما كان «يلزمها حدودها» ويكسر حلمها فى كسب الاحترام الذى كانت ترى انها تستحقه، وعرفت كيف «تتخطى حدودها» وأن تحول هذا الحلم إلى هدف وأن تحققه. من وجهة نظرى كرئيس شركة عالمية، أجد أن هذه الرحلة الشاقة الطويلة ملهمة ومحفزة لدفع النمو والتنمية لأى عمل تجارى. ومن وجهة نظرى كأب، أرى أن لدى بناتى الكثير لتتعلمنه من نساء العالم ونضالهن على مر الزمان وأن يقدرن الفرص المتاحة لهن الآن؛ تلك الفرص ستتطلب منهن الكثير من التفانى والعمل الجاد والشاق، تلك الفرص لن يمنحها أحد لهن بل ينبغى عليهن اكتسابها. لقد تركت لنا هؤلاء النساء إرثًا عظيمًا وهو أنه لا بأس من تجربة الفشل والمحن، ولكن لا بأس أيضًا من الاحتفال بالنجاح والبهجة ومواصلة التعلم من كليهما والتعامل مع كل منهما بذكاء وحنكة. أخيرا، ادعو قراء هذا المقال أن يتعلموا كيف يتيحوا الفرص لغيرهم كى يتعلموا كيف يتخطون حدودهم لآفاق اخرى أفضل وأبعد بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم أو دينهم، وهذا هو التحدى الذى ينبغى علينا جميعا أن نتقبله.

لؤى دجانى
مدير عام شركة ABB مصر



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك