كورونا يهدد حياة سكان البرازيل الأصليين بالانقراض.. وخبراء: الحكومة تتقاعس بشأنهم - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:58 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كورونا يهدد حياة سكان البرازيل الأصليين بالانقراض.. وخبراء: الحكومة تتقاعس بشأنهم

منال الوراقي:
نشر في: الإثنين 6 أبريل 2020 - 9:40 م | آخر تحديث: الإثنين 6 أبريل 2020 - 9:40 م

في ظل تفشي فيروس كورونا بين المواطنين في البرازيل، يعتقد العلماء وخبراء الصحة في البلاد، أن الفيروس قد يؤدي إلى محو سكان البرازيل الأصليين، بعدما انتشر الوباء، وبات يحصد أرواحهم، في الوقت الذي سجلت فيه البرازيل 11 ألف حالة إصابة، و486 حالة وفاة جراء الفيروس الذي اجتاح بعض المناطق بالبلاد.

وقال خبراء الصحة إن السكان الأصليين في منطقة الأمازون وفي أماكن أخرى في البرازيل، أكثر فئة معرضة للخطر بسبب الفيروس، وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، التي تنشأ من فيروس الأنفلونزا، والتي باتت سبب الوفاة الرئيسي لهم.

كانت عدوى فيروس كورونا، تتركز في البداية في المنطقة الصناعية في العاصمة ساو باولو، لكنها سرعان ما انتشرت في جميع أنحاء الولاية، لتجتاح أراضي السكان الأصليين في حوض الأمازون، التي تضاهي في المساحة والتعداد فرنسا وإسبانيا، إذ يمثل السكان الأصليين 0.5% من سكان البرازيل.

وتقول الدكتورة صوفيا ميندونسا، الباحثة في كلية ساو باولو الفيدرالية، ومنسقة مشروع الصحة الشاملة بقيادة الجامعة وسط الشعوب الأصلية في حوض نهر شينجو في غابات الأمازون المطيرة: إن "هناك تهديد شديد لانتشار الفيروس بين السكان الأصليين ومحوهم".

وتخشى الدكتورة ميدونيسا أن يكون لفيروس كورونا نتائج كارثية كالأوبئة السابقة لأمراض الجهاز التنفسي المعدية، مثل الحصبة، ففي الستينيات من القرن الماضي، أدى تفشي مرض الحصبة بين حي يانومامي البرازيلي، الذي يضم السكان الأصليين، الذين يعيشون على مقربة من الحدود مع فنزويلا، إلى مقتل 9% منهم.

وتوضح الباحثة البرازيلية، أن السكان الأصليين في البرازيل، كانوا يتعاملون مع الأوبئة في الماضي بالافتراق والانفصال إلى مجموعات أصغر حجما، والبحث عن ملجأ داخل الغابة، لذلك نجوا من الانقراض طوال فترات الأوبئة السابقة، فتقول ميندونسا: إن بعض السكان الأصليين "سيجمعون الأدوات المطلوبة للبحث والصيد، وسيقيمون في معسكرات جاهزة داخل الغابة حتى يستقر الوضع بالنسبة للفيروس".

ولكن يفتقر الكثير من السكان الأصليين إلى وسائل وأدوات تقليل خطر العدوى، كغسل النخيل بالصابون والماء، أو استخدام معقم اليدين، فغالبًا ما يقيمون في أماكن قريبة مع بعضهم البعض، ويتشاركون الأوعية والملابس، وكلاهما على حد سواء يساعد في انتشار الفيروسات المعدية بسرعة أكبر.

وأوضحت الباحثة، أنهم يتجهون للإقلاع عن مشاركة الأدوات أو الملابس، واستخدام طرق العزل التقليدية، ولكن بالنظر إلى بعدهم عن المدن، يكون من الصعب حصولهم على الرعاية الصحية، ولا سيما أسرة العناية المركزة، فمن يسقط مصابا يكون نسبة وفاته كبيرة.

لذلك يتساءل الكثيرون، إذا كانت الحكومة ستسعى لحماية مجموعات السكان الأصليين، التي تشكل 0.5% من البرازيل، ولكن في ظل التقاعس الحكومي بشأنهم، طالبت العديد من منظمات السكان الأصليين تعليق الزيارات إلى المدن، وتجنب زوار المدن من الذهاب إلى أراضيهم.

ولكن، حتى مع هذه الاحتياطات التي يتخذها السكان الأصليون، يقول المتخصصون إنه من المحتمل أن يستمر الفيروس في الانتشار إلى قرى السكان الأصليين، وأنه سيكون مطلوب عزل المرضى مسبقًا قبل أن يصيبوا الأشخاص الآخرين، وهو ما يصعب تطبيقه في ظل نقص الدعم الحكومي لهم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك