اتهم أطباء فرنسا، السلطات الصحية، بالخيانة والتخلي عنهم وعدم الوفاء بتعهدات وزارة الصحة الفرنسية بتوفير الأقنعة الواقية والقفازات، في الوقت الذي تسجل فيه البلاد ارتفاع غير مسبوق في عدد الوفيات من الطاقم الطبي بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، حسبما كشف تحقيق استقصائي أجرته إذاعة "فرانس.إنتر" الفرنسية.
وأجرت الإذاعة تحقيقا استقصائيا عن وضع الأطباء في خضم أزمة جائحة كورونا، ونقلت شهادات النقابات والأطباء الممارسين، الذين يتهمون السلطات الصحية في بلادهم في بيان بالخيانة والتخلي عنهم بسبب عدم الوفاء لتعهداتهم لحمايتهم في ظل ارتفاع وفيات كورونا في صفوفهم.
وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى أنه في حين يقدر أطباء خدمة الطوارئ الطبية في فرنسا أن نسبة إصابات كورونا بلغت 16% من أطبائهم، تقدر الجمعية الطبية الفرنسية أن حوالي 30 ممارسًا ماتوا في فرنسا جراء الوباء.
وتابعت أن الممارسون العامون ينتقدون وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران؛ لخيانته لوعده بتزويدهم بأقنعة "FFP2".
وأوضحت الإذاعة الفرنسية، أنه من المستحيل في الوقت الراهن الحصول على بيانات دقيقة من السلطات الصحية الفرنسية عن هؤلاء العاملين بالقطاع الطبي الذين كانوا من بين الفئات الأكثر تعرضًا للفيروس منذ بداية الوباء.
ووفقًا لدراسة أجراها أطباء خدمات الطوارئ الصحية في فرنسا، أصيب 16% من 1300 طبيب منضمين للنقابة، بما في ذلك 20% في باريس. وتتجاوز نسبة الأطباء في المؤسسات الصحية (المستشفيات على وجه الخصوص) نسبة تصل إلى 10%.
من جانبه، أحصى المجلس الوطني لكلية الأطباء 40 حالة وفاة، من بينهم حوالي 30 طبيبًا، من أصل 83 ألف طبيب في الخدمة.
بدوره، أوضح نائب رئيس المجلس الوطني لكلية الأطباء الفرنسية جان مارسيل مورجيس، أن "الرقم دون شك حقيقي"، موضحًا أنه أصيب أكثر من 2800 طبيب عام بالفيروس.
ويقدر تقييم آخر أجراه صندوق المعاشات المستقلة للأطباء الفرنسيين، أن عدد الوفيات من الأطباء منذ مطلع مارس الماضي هو 46 حالة وفاة، ومن بين هؤلاء كان 26 يعملون بدوام كامل و20 طبيب متقاعد.
وأكدت المحطة الفرنسية، أن هذه الإحصائيات أجريت بناءً على إفادات أسر الضحايا، وليس شهادات الوفاة التي لا تذكر سبب الوفاة.
وتقدم مجموعة من الأطباء بشكوى ضد وزيرة الصحة الفرنسية السابقة أنيس بوزين، ورئيس الوزراء لفرنسي إدوارد فيليب، بتهمة "الامتناع" عن اتخاذ إجراءات في الوقت المناسب للقضاء على وباء (كوفيد 19).