قصص واقعية.. مضيفو الطيران يكشفون كواليس تعامل الركاب أثناء جائحة كورونا - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:18 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قصص واقعية.. مضيفو الطيران يكشفون كواليس تعامل الركاب أثناء جائحة كورونا

محمد عكر
محمد عكر
الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الإثنين 6 يوليه 2020 - 11:36 ص | آخر تحديث: الإثنين 6 يوليه 2020 - 11:36 ص

يتعرض كل فرد في العالم حاليا لخطورة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ولكن هناك أشخاص أكثر عرضة من غيرهم بسبب التعاملات الكثيفة مع أفراد مختلفين نتيجة لطبيعة وظيفتهم، ومن هؤلاء، المضيفين العاملين في خطوط الطيران الجوية؛ خاصة لاستمرار عملهم وقت انتشار الوباء، والقيام برحلات استثنائية لنقل العالقين في دول مختلفة.

وفي محاولة للاقتراب أكثر من طبيعة عمل مضيف الطيران خلال فترة وباء فيروس كورونا المستجد على وجه التحديد، تواصلت "الشروق" مع بعض العاملين في مجال الخطوط الجوية.

• قلة في الوعي ومستويات النظافة

كانت هذه الشكوى الأكبر ممن تحدثنا إليهم في هذا المجال، وعبروا عن رغباتهم في فهم المسافرين لإرشادات وكيفية التعامل مع نظام الطائرة سواء مع المضيفين أو غير ذلك.

نورا سامي السيد، تعمل مضيفة طيران في الخطوط الجوية العربية السعودية منذ عام 2013، وكان حلم العمل في الطيران مصاحباً لها منذ الطفولة، وبعد إنهاء دراستها في الإعلام سعت نحو هدفها ووصلت له.

قالت نورا: "مضيفو الطيران بشكل عام، الناس واخدة عنهم وجهة نظر إن عملهم تقديم الطلبات أو مساعدة الركاب في الطائرة، ولكن مهماتنا أكثر من ذلك، ومن أهم الأمور التعامل مع المواقف الصعبة التي تواجه المسافرين خاصة المستجدين منهم في السفر؛ حيث يحتاجون إلى مساعدات أكثر، بالإضافة للتعامل مع مواقف صعبة في الجو، وخلال فترة الدراسة نتعلم كيفية مواجهة أي ظرف طاريء أو حادثة داخل الطائرة".

وأكملت: "خلال فترة مرض (كوفيد -19)، كان الموضوع أكثر صعوبة وخطرا، خاصةً مع الركاب الأقل وعيا في التعامل، ومن المواقف التي لا أنساها خلال هذه المرحلة، منع قائد الطائرة لراكب من ركوب الطائرة والسفر؛ نتيجة لظهور أعراض المرض بشكل واضح عليه، ورغم ذلك كان مصمما على السفر وسط باقي المسافرين".

ومن المواقف الأخرى التي ذكرتها: "في رحلة للجزائر، تعرضنا لموقف مع راكبة، حدث لها هبوط مفاجيء نتيجة تحرك الطائرة، واضطررنا للتعامل مع حالتها وفق أولويات الإسعافات الأولية والقيام بتنفس صناعي لها، بالطبع لسنا أطباء، ولكن نتصرف في حدود ما تعلمنا للتعامل مع الحالات الطارئة".

أما عن أخطاء الركاب في التعامل خلال الجائحة، قالت: "كنا نستخدم (فيس ماسك) و(فيس شيلد) والجوانتات للحفاظ على سلامة المضيف من أي رذاذ أو سعال ناتج عن الركاب الذين نتعامل معهم، وبعض شركات الطيران تمنح المضيف بدلة وقاية كاملة، نتخلص منها فور الوصول لجهة السفر".

وأكملت: "أخطاء الركاب كثيرة جدا ولا حصر لها، وبعضهم يقوم بتصرفات مضرة للغاية لأنفسهم ولنا، ونسبة لا بأس بها من الركاب لا تلتزم بإجراءات الوقاية وارتداء الماسكات طول الرحلة، ونحاول تحذيرهم وتنبيههم طول الوقت، بالإضافة لعدم فهم بعضهم للتعامل مع المراحيض، وذلك يتسبب في كثير من التلوث، وبعضهم ممكن أن يبصق على الأرض أو في منديل ويعطيه لي بدون سابق إنذار".

• الالتزام بالتعليمات مطلوب حتى في الأزمات

"لم تأت تعليمات لارتداء الكمامة أثناء الرحلات. اضطررنا للعمل بدونها التزامًا بالأوامر في بداية الأمر"، هكذا اتفق اثنان "مروة" و"محمد"، من مضيفي الطيران أثناء حديثهما، عن رحلاتهم خلال الفترة التي سبقت إعلان فيروس كورونا وباءً عالميًا.

مروة محمود، تعمل في شركة طيران مستأجرة من الخطوط الجوية السعودية منذ 3 أعوام، والتي قالت: "بعض الرحلات لدول لن أستطيع ذكر اسمها، كانت بشعة للغاية؛ بسبب سوء اتباع مواطنيها أدنى سلوكيات النظافة".

وتابعت: "كان يوجد حالات كثيرة اشتباه في الإصابة بكورونا، وقمنا بأخذ كل الاحتياطات، ووجهنا الحالات لارتداء ماسكات، ولكنهم كانوا دائما يزيلونها وغير مهتمين بما نقول، وكانوا يرفضون ارتداؤها أحيانا رغم أن الطبيب على الطائرة في أحد المرات شخّص الحالة على أنها اشتباه في كورونا".

أما الرحلات الأصعب التي واجهتها مروة، هي مرات السفر التي صاحبت نقل مساجين مُرحلين من دولة إلى أخرى، فكان بعضهم لا يرتدي حتى حذاء في قدمه، ولم يكن لديهم مستوى جيد من النظافة، على حد وصفها.

محمد عكر، يعمل منذ عامين في مجال الضيافة الجوية، قال: "في بداية شهر مارس، لم يكن هناك معرفة كاملة بالفيروس، سواء على مستوى المسافرين أو التعليمات الموجهة لنا كعاملين ومخالطين لهم".

وأضاف: "الاختلاط في بداية الأمر كان مرعبا لنا، خاصةً لعدم فهم الركاب للأمر بشكل كافٍ، وصدرت منهم تصرفات غريبة رغم علمهم بوجود فيروس تتشابه أعراضه مع الإنفلونزا، فالبعض على سبيل المثال كان يسعل في وجه المضيف أثناء ممارسة عمله".

ريهام جادوع، تعمل مضيفة طيران منذ 8 سنوات، قالت: "من أكتر الصعوبات التي واجهتنا خلال الفترات الطويلة التي كنا نضطر فيها للجلوس في صالات المطارات بسبب الإجراءات وتجهيز الأوراق التابعة للدول التي نضطر للسفر لها لإجلاء المواطنين، ولم يكن لنا سابق تعامل طويل مع هذه الدول التي أغلبها يطلب تأشيرة دخول".

وعن الإجراءات التي يتخذها المضيف، أوضحت: "نقوم بإجراءات كثيرة جدا، مثل ارتداء ماسك وجوانتي وأشياء وقائية طوال الرحلة وحتى وقت النوم، مهما كان عدد ساعاتها، وهي إجراءات صعبة للغاية مع العمل والطيران".

وأكملت: "مشكلة الطائرة أن لها أنبوبة طويلة، الهواء فيها يتجدد، ولكن إذا حدث أي شيء أو تواجد عدوى سيكون انتشارها أسرع داخلها؛ لذلك دائما يوجد خوف وقلق من احتمالية وجود شخص مريض".

وأضافت أن جوهر المشكلة في "وعي الركاب"، وفهمهم الصحيح للطائرة، وما يوجد بها خاصة أثناء التعامل مع المراحيض داخلها، وفهم طريقة التعامل معه قبل السفر.

ونتيجة لتعامل المضيف مع فئات مختلفة من البشر سواء في الثقافة والتفكير والتعليم، يوجد فجوات في فهم تعليمات النظافة والإرشادات وفقا لكل شخص، وإن كان يجب التعرف عليها مسبقا، على حد تعبيرها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك