بعد انفجار بيروت.. الغضب يتصاعد ضد المسئولين لتجاهلهم «القنبلة العائمة» - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:28 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد انفجار بيروت.. الغضب يتصاعد ضد المسئولين لتجاهلهم «القنبلة العائمة»

سارة أحمد
نشر في: الخميس 6 أغسطس 2020 - 1:48 م | آخر تحديث: الخميس 6 أغسطس 2020 - 1:48 م

تفاقم الغضب والسخط في بيروت مع اعتراف المسؤولين في لبنان بأن الانفجار الهائل، الذي وقع في المرفأ وأودى بحياة 137 شخصا على الأقل وتسبب في إصابة 5 آلاف وتشريد 300 ألف شخص، كان متوقعا وجرى التحذير منه مرارا.

وبينما لا تزال آثار الانفجار منتشرة في أنحاء بيروت، ظهرت وثائق ومكاتبات ربطت الانفجار بكمية ضخمة من نترات الأمونيوم وُصفت يوما بأنها "قنبلة عائمة" وكانت مخزنة في الميناء منذ عام 2014. وصدر أحدث تحذير من هذه المواد قبل ستة أشهر عندما حذر مسئولون تفقدوا المخزن من أنه إذا لم يتم نقلها بعيدا فإنها "ستنسف بيروت بالكامل"، وفقا لصحيفة "جارديان" البريطانية.

وأثار الكشف بأن الإهمال الحكومي ربما لعب دورا في أسوأ انفجار في تاريخ بيروت، الغضب مجددا تجاه الطبقة الحاكمة في لبنان، في وقت يعانى فيه اللبنانيون بالفعل من أزمة مالية أغرقت نصف البلاد في براثن الفقر. كما هاجم متظاهرون في وسط بيروت موكب رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري واشتبكوا مع حراسه الشخصيين، في أوضح مؤشر على الغضب الذي يتصاعد ضد السياسيين اللبنانيين في أعقاب الكارثة.

ومن إحدى الشرفات المهدمة في العاصمة اللبنانية برزت لافتة تتساءل عن "الرؤوس التي ستقطع" بعد هذه الكارثة وتصدر هاشتاج (#علقوا_ المشانق) موقع "تويتر" عقب وقوع الانفجار وملأ حسابات اللبنانيين على مواقع التواصل في مؤشر على الغضب الذي انفجر بعد مشاعر الحزن والصدمة.

وقالت الحكومة مساء أمس الأربعاء، إنها وضعت عددا غير محدد من مسؤولي مرفأ بيروت رهن الاقامة الجبرية في المنزل في انتظار تحقيق يجري لمعرفة سبب تخزين مواد شديدة الانفجار في مكان على بعد أقل من 100 متر من الأحياء السكنية. كما أعلن مجلس الوزراء حالة الطواريء لمدة أسبوعين مما يمنح الجيش فعليا السلطة كاملة في العاصمة.

وطبقا للصليب الأحمر اللبناني ارتفع عدد قتلى الانفجار إلى أكثر من 137 شخصا وإصابة 5 آلاف آخرين. وقال مروان عبود محافظ بيروت إن نحو 300 ألف شخص تضررت منازلهم وهو ما تسبب في تشريد بعضهم. وأضاف عبود أن عشرات مازالوا في عداد المفقودين ويخشى أن يكونوا دفنوا تحت الأنقاض.

وبينما كان السكان في أنحاء المدينة يحاولون إزالة الركام والزجاج المهشم من المنازل والطرقات بدأ كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات التلفزيون اللبنانية يوجهون أصابع الاتهام حول المسؤول عن الانفجار.

وقال رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب إن الانفجار نجم عن وجود 2750 طنا من نترات الأمونيوم وهي مادة كيميائية تستخدم في صنع القنابل وأيضا الأسمدة كانت مخزنة في الميناء.

وقالت تقارير وسائل إعلام تعود لعام 2014 إن سفينة مملوكة لروسيا كانت تنقل هذه الشحنة رست في ميناء بيروت في ذلك العام بعد الابلاغ عن عطل بها لكن سلطات الجمارك رفضت منحها إذنا بالمغادرة بعد تقرير أفاد بأنها أصبحت غير صالحة للإبحار.

وقال قبطان السفينة "روسوس" في مقابلة مع صحفيين روس قبل ستة أعوام إن مالك السفينة إيجور جريشوشكين تركها وتخلى عن طاقمها الذين احتجزتهم سلطات الجمارك اللبنانية "رهائن". وقال القبطان إن "المالك تخلى عن السفينة التى كانت تحمل شحنة نترات أمونيوم. إنها مادة متفجرة. كنا نعيش لمدة 10 أشهر على برميل بارود".

وفي رسالة أخرى نشرها صحفي على صلة بالطاقم وصفت السفينة بأنها "قنبلة عائمة وأن الطاقم كانوا رهائن على متن هذه القنبلة شديدة الانفجار".

وقال محامو الطاقم في عام 2015 إن أفراد الطاقم ومعظمهم من أوكرانيا احتجزوا على السفينة لنحو عام قبل الإفراج عنهم وتمت مصادرة شحنة نترات الأمونيوم وتخزينها في مخزن بالميناء.

ومن جانبه، أبلغ بدري ضاهر مدير عام الجمارك اللبنانية قناة (إل.بي.سي.آي) بأنه في السنوات التالية لمصادرة الشحنة أرسلت الجمارك ست وثائق للسلطات القضائية تحذر من خطورة الشحنة. وأضاف:"طالبنا بإعادة تصديرها لكن ذلك لم يحدث"، ومضى قائلا: "نترك ذلك للخبراء والمعنيين لتحديد السبب" في عدم حدوث ذلك.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مقرب من موظف بميناء بيروت قوله إن فريقا تفقد شحنة نترات الأمونيوم قبل ستة أشهر وحذر من إنه إذا لم يتم نقلها "فسوف تنسف بيروت بالكامل". وقال مصدر آخر إن عدة لجان وجهات قضائية حذرت من "عدم القيام بشيء" للتخلص من الشحنة.

ومازال من غير الواضح ماذا تسبب في انفجار نترات الأمونيوم التي تحتاج إلى درجة حرارة عالية للانفجار. وقال عبود إن بلدية بيروت أرسلت فريق إطفاء إلى الموقع بعد الإبلاغ عن حريق لكن الاتصال انقطع معه بعد الانفجار.

ونقلت رويترز عن مصدر لم يذكر اسمه قوله إن النار اشتعلت في البداية بالمخزن رقم تسعة قبل ان تنتقل إلى المخزن رقم 12 الذي كانت به شحنة نترات الأمونيوم. لكن مصدر هذا الحريق الأولي مازال مجهولا.

وكتب ستيفان بازان، وهو استشاري لبناني، منشورا لقي تفاعلا كبيرا في صفحته على فيسبوك: "ما حدث بالأمس هو نتيجة عجز ما يسمى بالناس المسئوولين".

وأضاف: "كم عدد الكوارث التي ما زالت في انتظارنا؟ ليس لدينا كهرباء والمياه مسممة والغذاء مشبوه والأسلحة في كل مكان. إنهم يسرقون أموالنا ومستقبل أطفالنا".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك