هرب 6 أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع أكثر السجون حراسة في إسرائيل، في الصباح الباكر من اليوم الاثنين، في حادث أصبح حديث الصحافة العبرية والعربية والعالمية على حدٍ سواء، بعد أن حفروا نفقا صغيرا من محبسهم أدى بهم إلى خارج السجن، ثم لاذوا بالفرار.
بيد أن حادثة الهروب هذه ليست الأولى، فقد وقعت حادثة مماثلة في ذلك "السجن الآمن"، قبل سبع سنوات، وتحديدا في عام 2014.
كشفت ذلك صحيفة يديعوت أحرونوت، الإسرائيلية اليومية، قائلة إن مصلحة السجون آنذاك تمكنت من إحباط هروب العديد من الأسرى في السجن، بعد الحصول على معلومات استخباراتية بشبهة حفر نفق.
وفي ذلك الوقت، فتشت القوات الإسرائيلية الزنازين، واكتشفوا حفرا في حمام إحدى الزنازين التي كان يقيم فيها 8 من معتقلي الجهاد الإسلامي.
تعقب الصحيفة على ذلك بالقول: "هذه هي نفس الطريقة التي هرب بها الأسرى صباح اليوم".
بالعودة إلى أرشيف الجريدة الإسرائيلية، نجد أنه في نفس العام 2014، عثرت القوات على نفق مماثل في إحدى السجون المجاورة لجلبوع، والذي يُعتقد أيضًا أنه كان مخططا لهروب الأسرى الفلسطينيين.
سجن جلبوع الذي افتتح في أواخر عام 2004، كان من المقرر أن يكون بمثابة أحد حلول الدولة لإبعاد الاسرى الفلسطينيين "شديدي الخطورة" - في اعتقاد الدولة العبرية - خلال انتفاضة الأقصى عام 2000.
وحتى صباح اليوم، يُصنف السجن على أنه أعلى مستويات الأمن والحراسة بين جميع السجون في إسرائيل، وبالرغم من عملية الهروب الأخيرة إلا أن السجن به اربع نقاط قوة يصعب اختراقها.
فعلى سبيل المثال أرضية كل زنزانة في السجن صممت بشكل بالغ التعقيد حتى لا تتُاح الفرصة للهرب عن طريق الأنفاق، لأن أرضيته تزن 66 طنا من الخرسانة المصبوبة، أي ثلاثة أضعاف وزن الزنزانة في سجن عادي.
بالإضافة إلى ذلك يوجد في أسفل كل زنزانة إجراءات أخرى تمنع إمكانية حفر نفق متقاطع، مثل وضع مادة مثبتة على الأرض، يصعب من خلالها حفر نفق.
كما أن السجن به العديد من المتاهات، وتعمل به 72 كاميرا يفترض أن تراقب كل خطوة من خطوات نزلاء السجن، على مدار 24 ساعة في اليوم.
ويعقب تاباش وهو قائد سابق للمنطقة والمنطقة الشمالية لمصلحة السجون، على هروب الأسرى الفلسطينيين: "هذا هو أكثر السجون حراسة في البلاد. لكن الحراس يواجهون صعوبة على الأرجح هناك. ولا يتبعون جميع التعليمات بدافع الخوف. الضباط والحراس يخافون من الأسرى وعندما لا يكون هناك دعم من فوق فهم يخافون".