حوار- عبد الواحد يكشف لـ«الشروق» كيف أنقذت مقولة «الزير يا رجالة» كأس إفريقيا من الضياع؟ - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 5:23 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حوار- عبد الواحد يكشف لـ«الشروق» كيف أنقذت مقولة «الزير يا رجالة» كأس إفريقيا من الضياع؟

محمد عبد المحسن
نشر في: الجمعة 6 ديسمبر 2019 - 3:35 م | آخر تحديث: الجمعة 6 ديسمبر 2019 - 5:32 م

حقق المنتخب الأولمبي انجازًا تاريخيًا يُضاف لسجل تاريخه المُشرف للكرة المصرية بتأهله لدورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020) للمرة الـ 12 في تاريخه بعد فوزه ببطولة كأس الأمم الإفريقية تحت 23 سنة.

وعلى الرغم من أن تحقيق المركز الثالث أو الثاني في البطولة التي أٌقيمت في الفترة بين 8 إلى 22 نوفمبر الماضي كان يكفيه للتأهل إلى الأولمبياد، إلا أن شباب الفراعنة واصلوا القتال منذ اللحظة الأولى وحتى الأخيرة من أجل التتويج باللقب وسط ما يقرب من 80 ألف متفرج في مدرجات ستاد القاهرة والملايين أمام الشاشات.

وبعيدًا عن الأداء الفني، فإن المنتخب الوطني أظهر مستوى بدنيًا رائعًا، حيث تمكن من مجاراة القوة البدنية التي يتميز بها منتخبات وسط وغرب وجنوب إفريقيا، فلم ينخفض نسق الفراعنة مع اقتراب نهاية أي مباراة من مباريات البطولة وكانت السمة الغالبة تفوق لاعبو المنتخب فنيًا وبدنيًا طوال مجريات البطولة.

وتحاور «الشروق» كمال عبد الواحد، مدرب الأحمال في المنتخب الوطني الأولمبي وأحد الجنود المجهولين من أبطال كتيبة الانتصار بكأس الأمم والسبب الرئيسي وراء ظهور شباب الفراعنة بمستوى متميز من الناحية البدنية.

وجاء نص الحوار على النحو التالي:

س: كيف تم جهز شوقي غريب والجهاز الفني اللاعبين لبطولة إفريقيا؟

ج: بدأنا العمل منذ شهر فبراير 2018 وقررنا أن نعمل وفقًا للأجندة الدولية لأن جميع اللاعبين في الدوري الممتاز ولا نستطيع أن نضمهم لمعسكرات خلال مباريات فرقهم، ولكن في النهاية تمكن من خوض 19 مباراة دولية ودية، ووصلنا بهؤلاء اللاعبين لأعلى مستوى كنا نرغب به، وكانت المباريات مع جميع المدارس سواء الآسيوية أو الأوروبية، ولكننا فضّلنا تأجيل مواجهة الفرق الإفريقية وديًا حتى قبل البطولة بأيام قليلة، وبالفعل خضنا مباراتين كانتا هما الاستعداد الحقيقي للبطولة.

خضنا مباراة أمام جنوب افريقيا، ولعبنا 3 أشواط في هذا اللقاء وكان أمرًا جديدًا، وأشركنا عمار حمدي في مركز الظهير الأيمن، وأحمد بيكهام من مركز الليبرو إلى صانع العاب، جهزنا مراكز مختلفة للاعبين، وتمكنّا من الوصول للهيكل المثالي الأساسي، إلا أن الاصابات لم تساعدنا لانها جاءت في لاعبين مؤثرين مثل كريم نيدفيد ومحمد محمود وطاهر محمد طاهر، وناصر ماهر في المباراة الأولى.

س: كيف جهزت اللاعبين من الناحية البدنية خاصةً وأن مبارياتها كانت متلاحقة وتُقام كل حوالي 3 أيام فقط؟

ج: بدأت عملي تدريجيًا مع اللاعبين، فأنا عملي كله يعتمد على السعة الحيوية وتقوية الجهاز الدوري التنفسي، نظام العمل هذا قد يختلف معي بعض مدربي الأحمال فيه، ولكن أنا أؤمن بأن القوة التنفسية هي من تمنح القوة للاعبين القوة في المباريات، والقوة العضلية لا تسعف اللاعبين، فاللاعب الواحد الآن يحتاج لأن يركض 12 أو 14 كيلو متر في اللقاء الواحد.

س: ما رأيك في القوة البدنية للاعب المصري؟

ج: اللاعب المصري إذا وفرت له بيئة صحية سواء من غذاء وراحة ونوم واستشفاء ومحاضرات مستمرة تثقيفية يدبع، اللاعب المصري مبدع في الأساس، مثله مثل الجندي المصري، فالجندي على الجبهة يقوم بأشياء خارقة مثل اختراق خط برليف، وأنا أكون سعيدًا عندما أعمل مع اللاعب المصري، ولكن الناشئ المصري يتدرب على ملاعب ترتان، هذه الملاعب تؤثر على المفصل والرباط الصليبي والعمود الفقري، وتهلك اللاعب، وتسبب فيما بعد التهابات في المفاصل وكاحل القدم، وعندما يتأهل للعب مع مستويات عالية ويحصل على كمية شغل كبيرة يفشل في تحمل ذلك ويتعرض لإصابات متتالية.

س: مباراة مالي لم تكن مقنعة للجماهير.. ما السبب في ذلك وكيف نجحتم في تحويل المستوى والروح فيما بعد؟

ج: بالفعل بدأنا البطولة بمباراة مالي ولم تكن مقنعة للجمهور وشعرنا بذلك، ولكن وضعنا في اعتبارنا أن الفريق مُكون من لاعبين أعمارهم تترواح بين 20 و 21 سنة، ويلعبون مع ضغط عصبي وجمهور يبلغ عدده 40 أو 60 ألف متفرج.

بعد مباراة مالي عقدنا اجتماعًا مباشرةً بعد نهاية اللقاء، وقلنا للاعبين لقد أنهيتم 3 أسطر من أجندة طويلة، ويجب علينا معرفة أن القادم أصعب، وبدأنا من ذلك الحين التركيز على كل مباراة على حدة.

س: مباراة غانا هي واحدة من أجمل لقاءات البطولة؟ هل تعتقد أن هذه المباراة كانت مؤثرة في مشوار المنتخب ككل ؟

ج: غانا تضم 35 لاعبًا محترفًا، ومعظمهم يعلبون مع المنتخب الأول، ونحن نضم عدد قليل من اللاعبين مثل رمضان صبحي الذين يلعب مع الفريق الأول، هذه المباراة كانت تطلب أن نلعب بحرص بسبب اسلوب لعبهم، ولكنهم نجحوا في انهاء الشوط الأول بالتعادل بهدف، وبين الشوطين قلنا للاعبين هذا ليس مستواكم، وأنتم لم تكونوا جيدين، ويجب علينا أن نستقر وأن نربط الخطوط بشكل أكبر، وبالفعل من الدقيقة 46 للدقيقة الأخيرة كنا نلعب داخل منطقة جزاء غانا، وأهدرنا 8 أهداف محققة.

هذه المباراة كانت مفترق الطرق في البطولة، هذه المباراة هي من جعلت الجماهير يتسارعوا على حضور المباريات، ونجحنا في عمل محفل يشبه كأس الأمم الإفريقية للكبار 2006، وشاهدنا هذا في عيون الناس، فالجماهير كانت تهتف للاعبين بكلمة رجالة، هذه الكلمة كان لها مفعول السحر على اللاعبين، وجعلتهم يشعرون أنهم على الجبهة ويقاتلون.

س: هل بعد التأهل للأولمبياد عقب الفوز على جنوب إفريقيا حدث أي نوع من التراخي بين اللاعبين؟

نعم، هذا حدث، اللاعبون تراخوا بعد مباراة جنوب افريقيا، وشاهدنا هذا في عيون اللاعبين، ودورنا هنا كان نعيد تركيزهم للبطولة، فاللاعبين لم يأخذوا التدريبات بجدية، وهذا لم نعتاد عليه، شاهدناهم في 14 مران سابق مثل الوحوش وكانوا يتحدثون في الكرة وعن مستويات المنتخبات المتنافسة في أي وقت".

س: كيف كانت ردة فعلكم؟

استأذن معتمد جمال، مساعد المدرب شوقي غريب، المدير الفني خلال المران، وذهب للاعبين وأعطاهم محاضرة طويلة، وقال لهم (نحن لم نفعل أي شيء حتى الآن، التأهل للأولمبياد أمر طبيعي، نحن طماعون، و"لازم نشيل الزير يا رجالة")، اللاعبون استجابوا وتحدثوا مع بعضهم وقالوا نحن بالفعل قصّرنا.

س: ماذا تعني كلمة الزير التي قالها معتمد جمال للاعبين ؟

ج: منذ زمن طويل ونحن نطلق على الكئوس لقب زير، فالزير يحمل الماء كي نرتوي، والكأس هو من يروينا بعد أي مجهود في أي بطولة –مبتسمًا-.

س: ما هي أصعب لحظة في البطولة ؟

ج: هدف تعادل كوت ديفوار في مرمانا بالدقيقة 89، كنا نجهز أنفسنا لاستلام الميداليات والكأس وفوجئنا بهدف مرمانا أبركنا كثيرًا.

س: كيف كانت ردة فعل شوقي غريب وكيف تعامل مع الأمر ؟

ج: شوقي غريب قام بالنداء لحوالي 5 لاعبين هم رمضان صبحي ومصطفى محمد ورمضان بيكهام ومحمد عبد السلام وأكرم توفيق، وقال لهم (نحن الآن تعادلنا ويتبقى 4 دقائق وقت بدل ضائع، أنا لا أريد أن أخسر في الوقت الضائع، أريد أن ألعب نصف ساعة وقت إضافي على شوطين، لا أريد أن يخطفونا بهدف ولا نستطيع تعويضه)، كل ما تبادر في أذهاننا حينها مباراة مصر وجنوب إفريقيا في كأس الأمم للكبار عندما خسرنا بهدف في آخر 5 دقائق وودعنا البطولة).

س: الروح القتالية طوال البطولة.. كيف جائت ؟

ج: رمضان صبحي .. قائد بمعنى الكلمة، رمضان قال للاعبين (أنا عندما أكون في المنتخب الأول لا تكون هناك روح قتالية مثل التي أراها هنا، يجب أن نُشعر الجماهير بأننا "منتخب الرجالة" كما هتفوا لنا، سنقوم بفعل ما علينا ونترك النتيجة لله، كل واحد، ولكن كل لاعب لديه مجموعة من السرعة والقوة والنفس والشجاعة لا يبخل بهم في المباريات.

أنا أعمل منذ أكثر من 20 سنة في مجال التدريب، ولكن النشوة والفرح التي رأيتها في مباراة غانا لم أرَ لها مثيل، كنا نعلم أننا سنفوز لا محالة رغم تأخرنا في النتيجة، لقد فزت بمباريات لا يمكن الفوز بها خلال 3 بطولات إفريقية مع حسن شحاتة في المنتخب الأول ولكن لم أشهر بالسعادة والفرح مثلما حدث في لقاء غانا، لا أتذكر أننا قمنا "بريمونتادا" مثل هذه.

س: هل رمضان صبحي كان يعمل مع الجهاز الفني؟

ج: نعم، وكان يجب أن يفعل هذا، فأي قائد يجب أن يعمل مع الأكبر منه، نحن كنا ندرب محمد شوقي ووائل شيتوس ووصلنا بهم إلى كأس العالم للشباب، والآن أصبحوا مساعدين لنا في الجهاز الفني، وينقلون خبراتهم لرمضان صبحي، الذي سيصبح زميلي في المستقبل.

رمضان كان له تأثير السحر هو ومصطفى محمد واكرم وابو الفتوح، وشوقي غريب معلم ومدرس وأب قبل أن يكون مدرب، لقد فعل كل شيء في عالم التدري، من ادارة إلى الأكل إلى النوم إلى العمل الطبي، لا يتدخل في عمل أحد، ولكن خبرته تسمح له القاء النظر على هذه الأمور.

س: هل تحدثتم في الجهاز الفني داخل الأروقة عن الثلاثي الكبار الذي سينضم لقائمة المشاركين في الأولمبياد؟

ج: لم يحدث أي نقاش في هذا الأمر، الحدث يسبق الحديث، منافسات طوكيو ستنطلق في شهر يوليو القادم، وهناك الكثير من الأمور التي قد تستجد، ولكن لا يوجد شكوك حول محمد صلاح، أهم شيء دائمًا هو محمد صلاح، محدش يقدر يقول لصلاح لأ، العالم يقدره بشدة ونحن نقدرة أكثر وأكثر، لكننا لا نعلم الظروف حينها، وعمومًا أهلاً وسهلًا بصلاح.

س: هل تواصل محمد صلاح معكم خلال البطولة ؟

صلاح لم يتحدث معنا، اتصل برمضان صبحي بعد نهاية البطولة وبارك له على التتويج باللقب، لا أعرف حتى إن كان تحدث مع لاعبين آخرين أم لا، كل ما أعرف أنه تواصل مع رمضان صبحي.

س: كيف تخططون لمرحلة التجهيز للأولمبياد؟

ج: بالنسبة لي لأحتاج سوى 15 يومًا للتجهيز للمنافسات، الـ 15 او 20 يومًا كافيين للغاية أننا نصل لما نريده، اللاعب المصري رقم واحد وليس الجهاز الفني.

نحن ننتوي السفر مبكرًا إلى اليابان من أجل نقل حياتنا اليومية إلى هناك، فموعد تدريباتنا هناك سيكون هو موعد النوم هنا، لذلك نخطط للسفر قبل المنافسات بحوالي أسبوع، هذه المدة كافية من الناحية البيولوجية، فالأهلي كان درسًا لنا لأنه بعد المرة الأولى له كأس العالم للأندية وقدم نتائج غير جيدة تعلم أن يسافر فيما بعد مبكرًا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك