* بداية.. كيف استعدت الوزارة لاستقبال موسم هجرة الطيور؟
ــ تولى وزارة البيئة اهتماما كبيرا بملف هجرة الطيور، وحمايتها من العوامل التى تمثل خطورة عليها، مثل التغيرات المناخية والصيد الجائر والمخلفات الصلبة والسائلة، ومشروعات توليد الطاقة من الرياح، إذ تتخذ عددا من الإجراءات التى تضمن مرورها بسلام.

* ما حجم الطيور المهاجرة بين ما تحويه مصر من طيور سنويا؟
ــ يضم العالم نحو 10 آلاف نوع من الطيور، يمر منها على مصر 500 نوع، بواقع 150 مقيما و350 مهاجرا، فى عدة مسارات بينها هجرة البحر الأحمر الذى يعد ثانى أهم مسار للطيور الحوامة على مستوى العالم بعد مضيق بنما.

* بالحديث عن الطيور الحوامة.. حدثنا عن مشروع صونها؟
ــ مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة هو مشروع إقليمى يستهدف دمج إجراءات صون الطيور الحوامة المهاجرة فى سياسات القطاعات التنموية فى مسار هجرة البحر الأحمر الذى يضم 7 دول ويمر من خلاله نحو مليونى طائر من 37 نوعا مرتين كل عام، الأولى فى موسم الربيع ويبدأ فى شهر فبراير إلى مايو، والثانى هو موسم الخريف الذى يبدأ من أغسطس حتى شهر نوفمبر.

* وكيف تتعامل الوزارة مع هذه المخاطر؟
ــ تستضيف مصر عشرات الآلاف من الطيور فى وقت واحد، وتضع الوزارة خطة لحمايتها من المخاطر فى كل موسم، تتضمن مجموعة من الإجراءات الاحترازية؛ منها توسيع دائرة إغلاق محطات طاقة الرياح وتركيب عواكس على أبراج وخطوط الكهرباء، وتزويد أعداد المراقبين، إضافة إلى زيارات ميدانية والتعاون مع شركات سياحية لإدراج برامج مشاهدة الطيور ضمن خطتها السياحية.

* حدثنا بنوع من التفصيل عن أشكال هذه المخاطر؟
ــ تواجه الطيور الحوامة المهاجرة مخاطر كبيرة للغاية فى رحلة هجرتها، منها المخلفات السائلة والصلبة، وأذكر أن هناك محطة لصرف المياه فى مدينة شرم الشيخ كانت تقتل أعدادا كبيرة من الطيور، وهناك تعاون مشروع صون الطيور الحوامة مع محافظة جنوب سيناء والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة وعالج المشكلة وأنشأت الشركة معملا لمراقبة جودة المياه، بل تحوّلت المنطقة من أكبر دوائر قتل الطيور إلى منطقة سياحية.

* الصيد الجائر واحد من المخاطر الكبرى على الطيور.. كيف يؤثر ذلك؟
ــ رغم تعميم الوزارة المستمر إلى المديريات بالمحافظات الذى يتضمن أنواع الطيور المهاجرة المتاح صيدها، إلا أن هناك الكثير من التجاوزات من البعض بصيد أنواع مهددة بالانقراض وخاصة على سواحل البحر المتوسط.

* وما إجراءات الوزارة فى هذا الشأن؟
ــ قامت وزارة البيئة بجهود كبيرة لحماية الطيور من مخاطر الصيد الجائر من خلال وجود حملات مستمرة على الصيادين المخالفين، ووضع الاشتراطات البيئية المنوطة لرفع الوعى البيئى بتنظيم الصيد، فضلا عن إصدار وزارة البيئة قرارا سنويا بتوقيت الصيد والأنواع المتاح اصطيادها، ويتم توزيع هذه الخارطة والإجراءات على المكاتب التابعة للوزارة فى كل المحافظات لتعميمها على الصيادين ومنح التراخيص.

* وكيف تؤثر تغيرات المناخ على الطيور المهاجرة؟
ــ الطيور المهاجرة ذات حساسية شديدة للعوامل الجوية، وتعتبر ترمومترا حقيقيا للنظم البيئية، حيث تهاجر من أوروبا وآسيا هربا من درجات الحرارة المنخفضة، فإذا تأخر موعد الشتاء نتيجة الاحتباس الحرارى يتأخر موسم الهجرة والعكس صحيح.

* أخيرا.. ما الذى تأمل فيه الوزارة لحماية الطيور المهاجرة؟
ــ نتطلع إلى إنشاء وحدة متخصصة داخل قطاع حماية الطبيعة بالوزارة لتنظيم الصيد ليكون صيدا مستداما، يستهدف نشر الوعى البيئى والثقافى وتنفيذ الحملات على الصيادين وتفعيل القانون فيما يتعلق بمنع الصيد الجائر.

* هل سياحة مشاهدة الطيور مربحة؟
ــ بالطبع.. فبعض الدول تنفق مليارات الدولارات على هذا النمط من السياحة، وفى الفترة الأخيرة كان لدينا تعاون كبير بين وزارتى البيئة والسياحة لاتخاذ عدد من إجراءات تنشيط سياحة مشاهدة الطيور بشكل أكبر، إذ يأتى لمشاهدتها ملايين السياح الأجانب بما يعود بالنفع على الاقتصاد.

* مرصد الجلالة أحد نماذج سياحة مراقبة الطيور.. هل تخطط الوزارة لتكراره؟
ــ نسعى لتكرار المرصد قريبا فى مدينتى أسوان وشرم الشيخ؛ لأن نشر ثقافة مشاهدة الطيور فى مصر مهم لدعم برامج السياحة البيئية، وإضافة لأنه يوجد لدينا مشروع السياحة البيئية فى مصر أيضا والتى تنفذه وزارة البيئة ونعمل معها على تعميم التجربة على القطاع السياحى فى مصر.