لفت العلماء الانتباه في السنوات الأخيرة إلى الانخفاض المقلق في أعداد النحل في العالم، ولكن تم اكتشاف نحلة واحدة يعتقد الخبراء أنها انقرضت لأول مرة منذ ما يقرب من قرن، بأستراليا حيث كانت موجودة في غابات شمال كوينزلاند طوال الوقت، لكنها تكافح من أجل البقاء.

تحمل تلك الأنواع الاسم الملكي لـ فاروهيليوس اكتيفيروس؛ حيث تم اصطياد ستة فقط من هذا النحل ، وكان آخرها في عام 1923، والآن تم اكتشاف ثلاث مجموعات منفصلة تتغذى على الزهور والنباتات على طول الساحل الشرقي لأستراليا، وفقا لموقع "ستادي فايندس".

"هذا مقلق لأنه النوع الأسترالي الوحيد في جنس فاروهيليوس؛ حيث قال عالم الأحياء جيمس دوري بجامعة فليندرز: "لم يُعرف أي شيء عن بيولوجيتها فهو أحد نوعين في الجنس ، والنوع الوحيد في أستراليا مع الأنواع الشقيقة في بابوا غينيا الجديدة، يحمل الاسم الملكي لفاروهيليوس اكتيفيروس، الذي وجد في أقصى شمال كوينزلاند في بعض الغابات المتبقية ".

بدأ البحث على نطاق واسع بعد أن أشارت زميلتها أوليفيا ديفيز وخبير النحل الدكتور توبياس سميث، من جامعة كوينزلاند، إلى أنه تم القضاء عليها، وكان هذا على أساس عدم وجود أي مشاهدات حديثة، وجاء "إعادة الاكتشاف بعد أخذ عينات مكثفة لما يقرب من 250 موقعًا.

يوضح دوري: "تم العثور على ثلاث مجموعات من فاروهيليوس عن طريق أخذ عينات من النحل الذي يزور الأنواع النباتية المفضلة لديهم على طول الساحل الشرقي الأسترالي". 
قامت أستراليا بالفعل بتطهير أكثر من 40% من غاباتها منذ الاستعمار الأوروبي، تاركة الكثير منها متدهورة، يقول دوري: "تشير تحليلاتي الجغرافية المستخدمة لاستكشاف تدمير الموائل في المناطق الحيوية المدارية الرطبة إلى تعرض غابات كوينزلاند المطيرة ومجموعات فاروهيليوس لحرائق الغابات، لا سيما في سياق المناظر الطبيعية المجزأة".

وتحذر الدراسة أيضًا من أن الأنواع أكثر عرضة للخطر؛ إذ يبدو أنها تفضل عينات نباتية محددة وتم العثور عليها فقط بالقرب من الغابات المطيرة الاستوائية أو شبه الاستوائية، وهو نوع نباتي واحد، وتظل مجموعات "فاروهيليوس" نادرة وعرضة لتدمير الموائل، حيث يقول الباحثون إن هذا يمكن أن يحدث بسبب تغير استخدام الأراضي أو الحرائق.

ويضيف دوري: "يجب أن تهدف الأبحاث المستقبلية إلى زيادة فهمنا لبيولوجيا وعلم البيئة وعلم الوراثة السكانية ، وإذا أردنا فهم وحماية هذه الأنواع الأسترالية، فنحن بحاجة إلى زيادة جهود المراقبة الحيوية وتنظيم المتحف ورقمنة مجموعاتها".

وبالرغم من أن النحل ينتج أكثر من ثلث طعامنا، يتم القضاء عليهم بالمبيدات الحشرية والأمراض، مما يقلل من القدرة على زراعة المحاصيل، وتشير مراجعة علمية حديثة لأعداد الحشرات حول العالم إلى أن 40% من الأنواع تمر "بمعدلات تدهور كبيرة، ويقول العلماء إن النحل والنمل والخنافس تختفي أسرع بثماني مرات من الثدييات أو الطيور أو الزواحف.